بالتزامن مع موجة الهبوط العالمية، انخفض الدولار الأمريكي بشكل حاد ليسجل أدنى مستوياته منذ 5 أشهر مقابل سلة من 6 عملات رئيسية، وذلك بسبب تراجع العائد على السندات، وعمليات البيع على كل استثمار متعلق بالاقتصاد الأمريكي خلال نهاية الأسبوع الماضي والاتجاه إلى أسواق السندات الحكومية الأكثر اطمئنان بالنسبة للمستثمرين.
الذهب أيضاً فشل في الاستفادة من التراجع الحاد في الدولار الأمريكي لنفس السبب، ولكنه حافظ على مستوياته بشكل عام وتداوله فوق المستوى المحوري 2400 دولار للأونصة بسبب الطلب على الملاذ الآمن المتزايد حالياً.
تقوم الأسواق حالياً بتسعير احتمال يزيد عن 70٪ لقيام البنك الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر، مقارنة باحتمال بنسبة 11.5٪ قبل أسبوع، وذلك بعد أن وصل احتمال خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر إلى 100%.
خفض أسعار الفائدة الأمريكي يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لدى الذهب وهو ما يعد أمر إيجابي بالنسبة للمعدن النفيس.
ومن جهة أخرى تراقب الأسواق عن كثب الصراع في الشرق الأوسط، حيث أعلن البنتاجون أن الجيش الأمريكي سينشر طائرات مقاتلة إضافية وسفن حربية تابعة للبحرية في الشرق الأوسط لتعزيز الدفاع ضد التهديدات من إيران وحلفائها. وهو ما يزيد من التوترات وبالتالي يبقي دائما طلب مرتفع على الملاذ الآمن ليستفيد الذهب من هذا الطلب.
من جهة أخرى تقرير التزامات المتداولين المفصّل الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة، والذي يُظهر وضع المضاربة على الذهب للأسبوع المنتهي في 30 يوليو، أظهر انخفاض عقود شراء الذهب الآجلة من قبل المتداولين الأفراد والصناديق والمؤسسات المالية بهدف المضاربة بمقدار 26236 عقد مقارنة مع التقرير الماضي، بينما انخفضت عقود البيع بمقدار 1763 عقد.
وفي نفس الوقت انخفض عقود الشراء من قبل الشركات الكبيرة بمقدار 3222 عقد بالمقارنة مع التقرير السابق، في حين انخفضت عقود البيع بمقدار 31290 عقد.
التقرير يوضح أن الشركات الكبرى والمتداولين عادوا إلى التخلي عن المضاربة في الذهب خلال الفترة الأخيرة سواء في عقود الشراء أو عقود البيع، وذلك بعد أن تزايد الاعتقاد الاقتصاد الأمريكي قد يتعرض لتباطؤ أو ركود بسبب ترك البنك الفيدرالي أسعار الفائدة مرتفعة لآخر وقت ممكن قبل أن يبدأ في تسهيل السياسة النقدية وخفض الفائدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة