حرصت على حضور حفل افتتاح مهرجان نبتة للأطفال تحت مظلة مهرجان العلمين الجديدة، والحقيقة أن العمل على تأصيل الهوية وبث رسائل مهمة من افتتاح المهرجان عن علاقة الطفل بلغته العربية خدمة جليلة للأجيال الجديدة.
المهرجان يشجع على ضرورة البعد عن استخدام اللغة الإنجليزية طوال الوقت فى غير مكانها، وكأن حديث الطفل المصرى بلغته الأصلية التى تعبر عن هويته وثقافته أصبح عيبا، وأن فكرة اللعب وأهميته فى التواصل بين الأطفال بعيدا عن الألعاب الإلكترونية فكرة ذكية ومهمة لتنمية مهارات التواصل لدى الطفل وبناء شخصيته.
وجود شخصية كارتونية مهمة يرتبط بها الطفل مثل شخصية «كيكو» تميمة المهرجان، مثلما كان يحدث على مدار تاريخنا بداية من شخصيات فرافيرو وبقلظ وبكار وبوجى وطمطم وغيرها وصولا ليحيى وكنوز و«كيكو» شخصية المهرجان ورمز المهرجان، أمر محمود لأنه من خلال تلك الشخصيات يمكن ترسيخ الكثير من الأخلاقيات وتنمية القدرات لدى الأطفال.
ذكاء القائمين على المهرجان فى اختيار الأسماء التى تم تكريمها فى حفل افتتاح نبتة يستحق التقدير والتحية، خاصة أنها أسماء أعطت الكثير لصالح الأطفال، عن طريق تثقيفهم وتوعيتهم وتنمية المواهب، فهى أسماء لم تدخر جهدا فى العمل لصالح أجيال مختلفة باتت تملك الكثير من الذكريات بسبب هؤلاء الرموز، وبالفعل قائمة الرواد فى مجال أدب وفنون الطفل تطول، بدءا من اختيار الأسماء التى تم تكريمها سواء مخرجة الرسوم المتحركة المبدعة شويكار خليفة، أو المبدع الكبير الراحل شوقى حجاب الذى ترك تراثا مسرحيا ودراميا وغنائيا وشخصيات شديدة التنوع شكلت وجدان ووعى الكثير من الأجيال، وهو حقا صاحب بصمة كبيرة وأصيلة، وكذلك الفنان محمد ثروت الذى قدم العديد من الأغنيات المشهورة للأطفال، أما الكاتبة فاطمة المعدول والتى قدمت تجربة شديدة الثراء فى مجال ثقافة الطفل تلك المرأة القوية التى كانت تعمل على الأرض وسط أطفال المحافظات والأحياء الفقيرة، وجابت محافظات مصر إيمانا منها بحق الطفل فى التوعية والتنمية، واحتواء مواهبه وإطلاقها، وكذلك الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة واليتامى، فاطمة المعدول هى معادل لتجربة مهمة وثرية فى مجال العمل لصالح الطفل المصرى.
المهرجان ليس مجرد حفل افتتاح وتكريمات، بل هناك مجموعة من الورش المهمة والأنشطة المختلفة ومنها ورشة الحكى وورشة الرائد الصغير، كما أن المهرجان سيقدم أعمال كارتون ومسلسلات للأطفال، ففكرة تنظيم المهرجان فى محافظات مختلفة ليصل لكل الأطفال من كل المحافظات، فكرة عظيمة.
ولا شك أن اختيار شخصية كيكو «أبو قردان» صديق الفلاح، لها دلالة حقيقية وترتبط ارتباطا وثيقا بالمجتمع المصرى، فشكرا للفنان أحمد أمين على هذا الاختيار الذكى والأصيل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة