حالة من الترقب تسيطر على مشهد الانتخابات الامريكية 2024 مع انطلاق اعمال مؤتمر الحزب الديمقراطي في شيكاغو مساء اليوم الاثنين، ومع الاخبار المتداولة عن التحضير لاحتجاجات في المدينة المستضيفة للديمقراطيين يعود الى الاذهان شبح فوضي عام 1968 حينما تحولت شوارع شيكاغو الى مسرح للعنف خلال مؤتمر الحزب الديمقراطي.
اندلعت مواجهات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين في شيكاغو التي كانت "قلب المؤتمرات السياسية" في الولايات المتحدة عام 1968، حيث ملأت سحب الغاز المسيل للدموع الهواء، وانهالت الشرطة بالعصى على المتظاهرين، وكان مندوبين الحزب يتصارعون وسط مشاهد فوضوية عكست الانقسامات آنذاك بين الشباب والمؤسسة السياسية وبين مؤيدي حرب فيتنام ورافضيها.
شيكاغو
شيكاغو 2
ووفقا لاسوشيتد برس استضافت شيكاغو عدد من المؤتمرات الانتخابية يفوق أي مدينة أخرى في البلاد. وعقدت فيها 9 مؤتمرات ديمقراطية و14 مؤتمر جمهوري، لكن أحداث 1968 تركت اثر في المدينة وفي الحزب الديمقراطي الذي تجنب المواقع التي شهدت عنف في السابق فلم يعودوا إليها حتى عام 1996 بينما لم يعقد الجمهوريون مؤتمرهم هناك إلى اليوم.
في عام 1968، اندلعت احتجاجات يسارية ضخمة ضد حرب فيتنام خلال المؤتمر، مما أدى إلى حملة قمع عنيفة من قبل الشرطة، واحتدمت الاحتجاجات لعدة أيام خارج المؤتمر، وخارج فندق هيلتون حيث يقيم الحاضرون وفي حدائق شيكاغو الشهيرة، واضطرت المدينة لالغاء أيام العطلة لقوة الشرطة رغم أن عدد سكان شيكاغو قد زاد بنحو 2 مليون نسمة في العقود التالية، إلا أن قوة الشرطة لا تزال حوالي 12000 ضابط وأشارت الوكالة إلى أن القوة بأكملها في حالة طوارئ للتأمين خلال الحدث الديمقراطي.
على مدى أيام احتجاجات 1968، قدر التقرير أن حشود مثيري الشغب تراوحت في الحجم من 300 إلى ما يصل إلى 5000، وألقى باللوم في الكثير من الصراع على "مثيري الشغب" من خارج المدينة، وألقى مثيرو الشغب الطوب وصواريخ أخرى على الشرطة التي ردت بالهراوات، وأصيب 198 ضابط شرطة في الاشتباكات، بالإضافة الى 60 مدني ووصف تحقيق منفصل نيابة عن اللجنة الوطنية لأسباب العنف ومنعه، الاشتباكات بأنها "شغب الشرطة" واتهم الأقليات من الضباط والمتظاهرين بالتحريض على العنف، في الوقت الذي كانت الحرب لا تحظى بشعبية والتجنيد الناتج عنها تلقي بثقلها على أذهان العديد من الناخبين الامريكيين ــ الذين عانوا في العام نفسه من محاولتي اغتيال -مقتل مارتن لوثر كينج وروبرت كينيدي
وفي 2024، يواجه الحزب الديمقراطي اختباراً صعباً للحفاظ على تماسكه وتفادي تكرار سيناريو 1968. ورغم المخاوف من حدوث انقسامات داخلية، فإن حملة كامالا هاريس تمنح الأمل لقواعد الحزب، بعد أن جمعت حولها دعماً كبيراً وجددت التفاؤل بقدرة الحزب على خوض الانتخابات المقبلة بحظوظ أكبر إلا أن المخاوف من الانقسام بشأن سياسات إدارة بايدن-هاريس تجاه الحرب في غزة، والاحتجاجات المرتقبة التي ستقام في ساحة تبعد نصف ميل عن مركز المؤتمر، تثير القلق من احتمال تكرار مشاهد الفوضى التي شهدها مؤتمر 1968
وهذا العام، من المقرر أن تتم أول مظاهرة مناهضة لإسرائيل ظهر يوم الاثنين ويطالب المنظمون وراء مسيرة اللجنة الوطنية الديمقراطية 2024 بإنهاء الدعم الأمريكي لإسرائيل، والوضع القانوني لـ 12 مليون مهاجر غير شرعي وحماية الإجهاض، من بين عناصر يسارية أخرى، حيث يتعهدون بالتجمع في بداية ونهاية المؤتمر
وتأمل السلطات الفيدرالية وسلطات الولايات والسلطات المحلية في إبقاء العنف عند الحد الأدنى خلال المؤتمر الوطني الديمقراطي وكانت إدارة شرطة شيكاغو والخدمة السرية والوكالات الأخرى تخطط للعملية منذ أشهر وتقدم تحديثات عامة حول الإجراءات التي يتخذونها لمنع تطور المظاهرات المخطط لها وهو ما فعلوه من قبل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة