يترقب العالم الرد الإيرانى على اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس آواخر الشهر الماضي، حيث أدخل اغتياله حروب الظل بين إيران وإسرائيل ومستقبل الصراع لمنعطفا خطيرا ينذر بمواجهة وحربا مفتوحة.
ووفقا لدراسة للمركز المصرى للدراسات الاستراتيجية، يحمل النزاع بين إيران وإسرائيل نوعين من النزاعات، فإسرائيل في أغلب الأحيان تنتهج فكرة حروب الظل وهي التي ترتكز على الأعمال الاستخباراتية والاغتيالات داخل حدود الدول بينما تتمسك إيران بالرد العسكري كنوع من أنواع النزاع المسلح.
ووفقا للدراسة فإن طهران وتل أبيب تتفقان في الغالب على تجنب المواجهات التي تهدد برفع مستوى التصعيد وتنذر بحرب شاملة، ورغم استمرار حرب الظل الإسرائيلية بوتيرة متصاعدة منذ ذلك الوقت، لم تكن إيران ترد عليها بالاستراتيجية نفسها، واتبعت بدلًا من ذلك سياسة النزاع المسلح المتمثل في دعم التنظيمات المسلحة المعادية لإسرائيل.
وبشأن مستقبل الصراع، فإن الحادثة - بحسب الدراسة- ستختبر حقيقة قوة الردع للطرفين، فإذا واصلت إسرائيل العمليات التي تستهدف قادة الحرس الثوري الإيراني، ولم تقم إيران بتنفيذ الوعد الذي أطلقه وزير خارجيتها، فإن مصداقية ردعها لإسرائيل ستكون على المحك، وفي المقابل إذا ما تفادت إسرائيل توجيه ضرباتها لقادة الحرس الثوري مستقبلًا فإن إيران يمكنها أن تزعم أن هجماتها على إسرائيل أثبتت نجاحها وأفلحت في ردع إسرائيل بالفعل. ويشكل هذا الوضع الافتراضي قوة ضغط على الطرفين. يجعل من السهل تجدد المواجهات المباشرة بينهما مستقبلًا.
وبحسب الدراسة أنه بالنسبة لإسرائيل فحرب الظل الإسرائيلية ضد إيران لن تتوقف، بل يمكن أن تزداد كثافتها في الفترة المقبلة، ورغبة إسرائيل في إعادة ترسيخ صورة لما يمكن أن تفعله بأعدائها، قد أدت عشرة أشهر من الحرب في غزة إلى تراجع صورة القوة العسكرية الإسرائيلية في الشرق الأوسط، ومن خلال قتل شخصيتين كبيرتين من مسافة قريبة، في موقعين بارزين، واستخدام قدرات عسكرية واستخباراتية واضحة لا تمتلكها أي جهة أخرى في المنطقة، ربما كانت إسرائيل تأمل في إعادة تأكيد قوتها بأسلوب دراماتيكي.
أما النسبة لإيران ستنشط إيران أزرعها في المنطقة سواء لبنان أو سوريا أو اليمن للرد على حرب الظل الإسرائيلية، وإذا كان ذلك لن يفتح نزاعًا مسلحًا دوليًا مباشرًا بين إسرائيل وايران على أراضيهم، فإنه يجر المنطقة بأكملها إلى حرب إقليمية واسعة النطاق نتيجتها صفرية لا رابح فيها.
وبشأن سيناريوهات الرد، قد تلجأ إيران للرد المتأخر أي أنها ستضيف مقتل شكر وهنية إلى القائمة الطويلة من الهجمات الإسرائيلية التي وعدت بالرد عليها في نهاية المطاف. وبدلاً من ذلك، قد تقرر التحرك على الفور من خلال ضرب هدف عسكري أعمق داخل إسرائيل بدلًا من حصر هجماته في الشمال أو مرتفعات الجولان.
ومن الممكن أن تقوم إيران بتنسيق وابل من الهجمات المتزامنة من جانب حزب الله والحوثيين في اليمن والمليشيات التابعة لها في العراق وهو ما يعرف “بطوق النار”.
وفي ضوء ذلك يمكن القول إن إسرائيل وإيران لا تريدان حربًا شاملة ومواجهة فعلية بينهما فإسرائيل لا تتحمل فتح جبهة كبيرة مع إيران في الوقت نفسه التي تقوم به قوات الاحتلال من حرب إبادة لقطاع غزة وكذلك حربها في جنوب لبنان، وبالتالي تعد حرب الظل أفضل الخيارات لإسرائيل لتجنب اندلاع حرب إقليمية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة