"رجل صنعته الأيام غير اتكالى رغم أن ظروفهم المادية بخير".. علم منذ نعومة أظافره أن عليه واجب وهو الاعتماد على نفسه والخروج والسعى في الاجازة الدراسية لجنى المال الحلال الذى سيساعده في المصاريف الدراسية حتى وصل الى الثانوية العامة وحصل مجموع كلية الهندسة باهظة المصاريف إلا أنه لم يكهل ظهر والده وقرر السعي فراوضته فكرة عربة التين الشوكى.
إنه المهندس كمال محمد ابن محافظة سوهاج البار، الذى علم مبكرا أن النجاح شعور يثرى الوجدان بالسعادة ولكنه طريق وعر مليان بالشوك والمطبات ولكن أفق المستقبل المشرق الموجود في آخر الطريق جعله يسعى ليل نهار حتى يصل إلى مبتغاه فحلمه يلزمه العمل والسعى والشغف والطموح الكبير ليحقق ما يريد، فالنجاح ليس مجرد كلمة على ورق، وإنما هو سعي يترجم على أرض الواقع، فهذا طريق صعب يحتاج إلى شخص إرادته قوية فولاذية
خرج "كمال" من سوهاج إلى القاهرة للعمل صيفا في أوقات الاجازة الدراسية باحثا عن النجاح وتحقيق الذات بك ما أوتى من قوة مغتربا بعيدا عن دياره وأهله شهورا يبات في حجرة بسيطة لا تتعدى الأربعة أمتار مع زملاء له بدون رفاهيات المسكن العادية حتى يخرج باكرا الى تاجر الجملة الذى يأخذ منه بضاعته ليحملها على ظهره واضعا إياها على عربة خشبية بسيطة .
"كمال بياع التين الشوكى"، يخرج بعربته يتجول في شوارع مدينة 15 مايو يوميا يخرج من شارع الى اخر سيرا على قدميه باحثا عن حلمه المليئ بأشواك تشبه أشواك التين الشوكى بقوة وصبر وعزيمة، فالعقبات والمطبات التي تصطدم به يوميا عديدة فلن تكفى أشواك التين بل هناك أشواك أخرى تعبث بنجاحه تشعره أحيانا أن نجاحه شيء صعب المنال، فهناك من يتربص بنجاحه ويعايره ببيع التين وهناك من يتمنى فشله وسقوطه .
ولكن هيهات إنه الرجل الفولاذى القوى الذى وقف في مهب الريح باحثا عن نفسه .. لن تسقطه كلمات السلبيين وتجاوزها وصمم على تحقيق مراده والوصول إلى الدرجات العليا، فلن يقبل "كمال" بأقل مما يستحق مهما كان الثمن، فالنجاح سلعة غالية تحتاج إلى شخص واثق بقدراته، اكتمل سعية في الحياة بين دروب العمل الشاق والدراسة التي لا ترحم فالمذاكرة طريق شاق ومصاريفها طريق آخر شاق فمرت السنة تلو الأخرى حتى وصل الى الهدف الذى أصبح قريبا جدا .
"اليوم الموعود" .. جاء يوم النصر وتخرج كمال وأصبح ينادوه بـ المهندس كمال تخرج بعد ان عانى ولم يندوم يوما على خطوته فالحياة طريق لك فيه ان تختار طريق النجاح الذى أوله ألم ومرارة ومشقة ولكن آخره نجاح وفرح وسعادة ولك أن تختار طريق الندامة الذى أوله فرحة سريعة وآخره ندم شديد وأبدى .
ونعرض على حضراتكم حلقة جديدة من برنامج "فتحى شو" ، إعداد وتقديم محمد فتحى عبد الغفار، لحلقة بعنوان "عايروه لأنه بياع تين شوكى.. فرد عليهم بحفلة تخرجه من الهندسة على عربية التين" ، والتي تسلط الضوء على قصة نجاح وكفاح طويلة لشاب كان يبيع تين شوكى على عربة خشبية وأصبح مهندس كهرباء .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة