إفريقيا في القلب.. كانت هي العبارة التي نطق بها وزير الطيران المدنى المصرى الطيار سامح الحفنى، عقب هبوط أول رحلة طيران من القاهرة إلي العاصمة الصومالية مقدشيو عبر جيبوتى، تلك الرحلة التي رافقه فيها وزير الخارجية المصرى بدر عبدالعاطي ووفد رفيع المستوى من قيادات وزارات الخارجية والطيران والإستثمار والتمثيل التجارى .
الرحلة بدأت في السادسة صباح الجمعة وانتهت في تمام الساعة 9،30 مساء الجمعة، بين طيران أمتد ساعات طويلة من القاهرة لجيبوتى، وتخللها لقاءات هامة علي مستوى الوزارء الخارجية والطيران، بعد ذلك رحلة طيران أخرى استمرت مايزيد عن ساعتين ونصف إلي العاصمة الصومالية مقدشيو.
وسلسلة من المحادثات واحتفالية تدشين الخط الجديد، هذا الخط الذي كانت رحلتة الاولي " مفولة" ممتلئة عن كامل سعتها، وكانت علي متن طائرة من طراز بوينج 737 \800 الجمعة الماضي من القاهرة، هذا الخط الذي يعد ثانى الخطوط الإفريقية أهمية كونه بوابة البحر الأحمر الجنوبية.
وسبقه قبل أيام خط أخر لا يقل أهمية والذي تم تدشينة إلي العاصمة الإيفوارية أبيدجان، وذلك ضمن سلسلة خطوط جديدة يطلقها الناقل الوطنى المصرى .
القيادة السياسية المصرية كانت تعليماتها صريحة وواضحة وهو ضرورة الانفتاح والتوجة جنوبا نحو إفريقيا، من جانبها قامت علي الفور الحكومة المصرية بترجمة تلك التوجيهات والتعليمات إلي برنامج عمل طموح، يهدف إلي وصول الناقل الوطني المصري إلي 30 وجهة إفريقيا حسب تصريحات وزير الطيران .
وزيادة في الأهمية كان قرار الحكومة بسفر كلا من الوزير بدر عبدالعاطي وزير الخارجية والطيار سامح الحفني وزير الطيران في أول زيارة خارجية لهما عقب تكليفهما بحقائبهما الوزارية إلي جيبوتى والصومال يرافقهم عدد كبير من قيادات الوزارتين بالإضافة إلي ممثلي هيئة الإستثمار والتمثيل التجارى.
وزير الخارجية قال إن خير دليل وبرهان علي أهمية العلاقات الإفريقية مع مصر، هو أننا أخترنا هذه الرحلة لتكون البداية لنا فنحن لسنا بصدد افتتاح خط طيران بل افتتاح شريان حياة سيربط الشعوب الإفريقية الشقيقة ، خصوصا وأن جيبوتى والصومال دولتان عربياتان إفريقيتان مصيرهما مربوط بمصر برباط وثيق، ولاننسى مواقفهما المشرفة سواء في الجامعة العربية العربية أوغيرها من المنظمات الدولية، وكيف يتم التنسيق علي أعلي مستوي بين القيادة السياسية في الدولتين.
الأمر الأخر الذي يعكس أهمية هذه الرحلة كانت المباحثات الثنائية، التي عقدت بين كلا من بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري مع نظيرة الجيبوتى محمد علي يوسف ، والتي استمرت قرابة الساعتين أطلع خلالها الوزير الجيبوتى علي كافة الخطوات الدبلوماسية التي تنتهجها مصر في سبيل وقف حرب الإبادة الجماعية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني والعديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك .
كما أجرى الطيار سامح الحفنى وزير الطيران المدنى مباحثات ثنائية مع حسن حمد إبراهيم وزير البنية التحتية والتجهيزات بجيبوتى.
الحفنى أكد علي أن تدشين هذا الخط يأتي انعكاسا لخطة قطاع الطيران المدني وتوجهات الحكومة المصرية في توسيع نطاق التعاون في مختلف أنشطة النقل الجوى مع الاشقاء الأفارقة وبخاصة في مجالات التدريب وتبادل الخبرات ،
مضيفا أن الوزارة تتبنى العديد من المباردرات الأفريقية التي من شأنها تطوير صناعة النقل الجوى الإفريقي وكذلك تحسين كفاءة الملاحة الجوية من خلال إدارة عمليات المجال الجوى.
وأكد وزير الطيران المصرى، أن أول خطواتنا من خلال مبادرتنا الرامية إلي التوجه نحو إفريقيا امتلاك شبكة خطوط واسعة تغطى معظم المدن الهامة، أوالمطارات في القارة الإفريقية حيث تصل مصر للطيران إلي 26 مطارا في 24 دولة إفريقية بمعدل تشغيل يصل إلي 109 رحلات أسبوعية لوجهات إفريقية.
وأشار إلى أن المطارات الإفريقية تمثل 30%من حجم التشغيل الكلى لمصر للطيران ، وتسعى وزارة الطيران إلي تحقيق خطتها الطموحة لإفتتاح المزيد من الخطوط في هذا السوق الإفريقي الواعد، حيث من المقرر أن تصل شبكة خطوط مصر للطيران إلي 32 مطار في 30 دولة إفريقية بمعدل تشغيل يبلغ 276 رحلة أسبوعية بحلول عام 2028 بالإضافة إلي الوجهات التي تغطيها إتفاقية المشاركة بالرمز وكذا توسيع شبكة نقاط الشحن الجوى لتنمية حركة البضائع داخل القارة الأفريقية.
وأوضح الطيار سامح الحفنى وزير الطيران المدني أن الموقع الإستراتيجي الذي تتمتع به مصر وسط قارات العالم يمنحها ميزة إضافية لربط دول العالم بالقارة السمراء من خلال شبكة المطارات المصرية التي تمثل حلقة الوصل بين قارتى أسيا وأفريقيا والنافذة التي تطل منها أوربا علي القارة السمراء ، خصوصا وأن مصر جزء لا يتجزأ من الكيان الإفريقي خصوصا مع جهود امصر حكومتا وشعبا إلي تعزيز التكامل الاقتصادي بين دول القارة علي مستوي التنمية وتطوير البنية التحتية ورفع معدل الإستثمار نحو شراكات إقتصادية جديدة وزيادة الحركة الجوية بين دول القارة السمراء.
ماحدث في جيبوتي لم يختلف عما حدث في العاصمة الصومالية مقدشيو فبمجرد وصول الرحلة إلي مطار مقدشيو والموجود علي مقربة من المحيط الهندى ودرجة حرارة تتأرجح بين الـ20 والـ 25 درجة، كان استقبال الرحلة بتقليد رش المياه المعروف عند وصول أول طائرة لخط جديد، وعقب ذلك جرى عقد لقاءات ثنائية بين كلا من الطيار سامح الحفنى وزير الطيران وفردوسة عثمان وزيرة النقل والطيران المدني الصومالى.
تناول اللقاء رغبة الجانب الصومالي الاستعانة بالخبرات والكفاءات المصرية في مختلف المجالت، لاسيما في مجال التدريب والشحن الجوى والتفتيشات والمراجعات الدورية، معربة عن تطلعها لتعزيز التعاون مع وزارة الطيران المدني المصرية في هذا المجال الحيوي .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة