أعلن ليونيل ميسي اعتزاله اللعب الدولي بعد خسارة الأرجنتين نهائي كوبا أمريكا 2016 أمام تشيلي في الولايات المتحدة، لكن الآن وبعد مرور ثماني سنوات تقريبا بات على أعتاب لقبه الثالث الكبير على التوالي مع بلاده عند مواجهة كولومبيا في النهائي مساء الأحد.
وتراجع ميسي عن اعتزاله اللعب الدولي بعد حوالي شهرين من قراره السابق في نقطة تحول في تاريخ الأرجنتين الكروي، حيث قاد بلاده للفوز بكأس كوبا أمريكا في 2021 ثم نال في العام التالي لقب كأس العالم 2022 في قطر بعد الفوز على فرنسا بركلات الترجيح.
وها هو الآن يقترب من الاحتفاظ بلقب كوبا أمريكا، حيث تقام البطولة في الولايات المتحدة أيضا وبمشاركة 16 منتخبا هي عشرة منتخبات من أميركا الجنوبية وستة منتخبات من اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى ودول الكاريبي (الكونكاكاف) في ظل التعاون بين الاتحادين القاريين.
ورغم أن هذا اللقب قد يكون الأخير لميسي، في ظل حديثه السابق عن صعوبة اللحاق بالنسخة المقبلة لكأس العالم 2026 والتي ستقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، فإن قائد الأرجنتين البالغ عمره 37 عاما لا ينوي الاعتزال بشكل نهائي الآن.
وقال ميسي بعدما رفع رصيده إلى 109 أهداف دولية، وانفرد بالمركز الثاني في قائمة هدافي المنتخبات عبر التاريخ خلف غريمه البرتغالي كريستيانو رونالدو "أنوي البقاء في الملاعب. أعيش يوما بيوم دون التفكير فيما سيحدث في المستقبل".
ولم يعد ميسي يحمل وحده مسؤولية قيادة الأرجنتين للفوز، في ظل امتلاك الفريق تشكيلة مدججة بالنجوم، وبعناصر عديدة تحظى بثقة كبيرة عقب التتويج بكأس العالم على وجه التحديد.
ورغم ذلك، يثبت ميسي من وقت إلى آخر أن الذهب لا يصدأ أبدا.
ففي بداية رحلة الدفاع عن لقب كوبا أمريكا، فازت الأرجنتين 2-صفر على كندا، ورغم أن ميسي لم يسجل، بل وأهدر انفرادين بالمرمى، فقد كان وراء تسجيل الهدفين بتمريرتين ساحرتين.
وفي دور الثمانية أمام الإكوادور، أهدر ميسي ركلة ترجيح، بعدما سدد في العارضة على طريقة بانينكا، لكن زميله الحارس إيميليانو مارتينيز أنقذه وقاد بلاده للتأهل إلى قبل النهائي، ولحسن حظ الفريق وجد نفسه في مواجهة جديدة مع كندا وفاز مجددا بهدفين، وترك ميسي بصمته وسجل هدفا.
وتملك الأرجنتين العديد من الأسلحة المؤثرة في كل مراكز الملعب، فيوجد أيضا جوليان ألفاريز مهاجم مانشستر سيتي ولاوتارو مارتينيز قائد إنتر ميلان، إلى جانب ثنائي الوسط الذي يلعب في الدوري الإنجليزي والمكون من إنزو فرنانديز لاعب تشيلسي وأليكسيس ماك أليستر لاعب ليفربول.
كما أنه من المنتظر أن يخوض أنخيل دي ماريا، صاحب هدف التتويج بالنسخة الماضية ضد البرازيل، مباراته الدولية الأخيرة بعدما قال مرارا إن هذه البطولة ستكون الأخيرة بقميص بلاده.
* تألق كولومبي
لكن بكل تأكيد لن تكون المهمة سهلة ضد كولومبيا التي تعيش حالة من التألق تحت قيادة مدرب أرجنتيني هو نيستور لورينتسو.
وتولى لورينتسو تدريب كولومبيا في يونيو 2022، بعد الفشل في التأهل إلى كأس العالم الماضية، وقاد الفريق لسلسلة رائعة من النتائج ولم يخسر في آخر 28 مباراة.
وقال لورينتسو: "أعرف مشاعر الشعب الكولومبي. لدي الكثير من الأصدقاء في البلاد. لا أعرف شعور أن تكون كولومبيا، لكن أكون مفعما بالمشاعر عندما أستمع إلى النشيد الوطني، وبغض النظر عما افعله أريد دائما أن أقدم كل ما أملكه إلى كولومبيا، والناس تتفهم ذلك".
وتعول كولومبيا كثيرا على جيمس رودريجيز لاعب ريال مدريد السابق الذي أعاد اكتشاف نفسه في هذه البطولة، وبعد عشر سنوات من فوزه بلقب هداف كأس العالم 2014، إلى جانب لويس دياز جناح ليفربول السريع.
وسيدير المباراة الحكم البرازيلي رافائيل كلاوس، لكن لسوء حظ كولومبيا فإنه كان حاضرا في آخر هزيمة للمنتخب في فبراير 2022، وكانت المباراة أمام الأرجنتين أيضا في تصفيات كأس العالم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة