البحث عن الذهب كارثة بيئية جديدة تهدد رئة الأرض.. البحث غير القانونى يؤدى إلى تآكل غابات الأمازون.. تسمم الأسماك بسبب استخدام الزئبق لاستخراجه بالبرازيل.. تشوه الأيدى مع الحمى أبرز أمراض نساء مناجم بوليفيا

الخميس، 11 يوليو 2024 09:00 ص
البحث عن الذهب كارثة بيئية جديدة تهدد رئة الأرض.. البحث غير القانونى يؤدى إلى تآكل غابات الأمازون.. تسمم الأسماك بسبب استخدام الزئبق لاستخراجه بالبرازيل.. تشوه الأيدى مع الحمى أبرز أمراض نساء مناجم بوليفيا غابات الأمازون
فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يعد تعدين الذهب فى منطقة الأمازون، التى تمثل رئة الأرض، أحد الأزمات البيئية الرئيسية فى أمريكا اللاتينية، حيث تأثرت مناطق البرازيل والاكوادور وبوليفيا بالتعدين غير القانونى وذلك بسبب استخدام الزئبق الذى يؤثر بشكل مباشر على الصحة ويؤدى إلى عواقب وخيمة لآولئك الذين يتعاملون معه.

 

وقالت صحيفة البيرويوديكو الإسبانية فى تقرير لها حول تعدين الذهب فى الأمازون، وقد توسع الاستغلال الواسع النطاق غير القانونية كالنار فى الهشيم فى مناطق الغابات، مما أدى إلى عواقب مدمرة، بيئية واجتماعية وثقافية على حد سواء، حيث أن هذه البحث يدمر الغابات، ويلوث التربة والأنهار، ويطرد المجتمعات الأصلية من أراضيها، وينشر الأمراض التى تم القضاء عليها مؤخرا فى البلاد، كارثة إنسانية وبيئية تهدد بالتحول إلى إبادة بيئية حقيقية، بحسب منظمات الدفاع عن البيئة.

 

فى البرازيل تتعرض أسماك الأمازون للتسمم بسبب تلوث المياه بالزئبق الذى يستخدم لاستخراج الذهب والذى يعتبر شديد السمية ويسبب مشاكل صحية خطيرة، وأصدرت مؤسسة فيوكروز البرازيلية دراسة قالت فيها أن الأسماك فى منطقة الأمازون البرازيلية ملوثة بمستويات من الزئبق عالية مما أدى إلى اطلاق أجراس الإنذار حول المخاطر على سلامة الأغذية فى المنطقة.


وفى الأسماك، تم العثور على آثار الزئبق، والمعدن الذى يستخدمه عمال المناجم للاستخراج غير القانونى للذهب فى المنطقة الأحيائية، ووفقا للخبراء، فإن استخدامه المفرط يهدد الأمن الغذائى فى المنطقة.


وأشارت نتائج الاستقصاء إلى أن 21.3% من الأسماك التى يتم تسويقها فى 17 منطقة تصل إلى طاولات المستهلكين بمستويات تلوث أكبر من المقبول أو أكبر من أو تساوى 0.5 ميكروجرام للجرام، كما حددتها منظمة الصحة العالمية.

مخاطر الزئبق

وقال ديسيو يوكوتا، منسق برنامج إدارة المعلومات فى معهد أبحاث وتدريب السكان الأصليين، إن التلوث الناتج عن هذا المعدن يعد ضارًا بشكل أساسى للحوامل، حيث يمكن أن يعانى الجنين من اضطرابات عصبية، كما يمكن أن تضر الكلى والجهاز القلبى الوعائى، من ناحية أخرى، فإنه يؤثر على الأطفال لأنهم قد يعانون من صعوبات حركية وإدراكية مثل مشاكل الكلام وعملية التعلم.


وأضاف: "بشكل عام، تكون الآثار خطيرة، وغالبًا ما تكون غير قابلة للإصلاح، ويمكن أن تظهر الأعراض بعد شهور أو سنوات من التعرض، ولذلك فمن الضرورى وضع سياسات عامة لرعاية الأشخاص المتأثرين بالفعل بالتلوث بالزئبق واتخاذ تدابير وقائية للتحكم فى استخدامها".


وفى الإكوادور، توسع التعدين الغير قانونى بنسبة 300% فى الأمازون، مما تسبب فى إزالة أكثر من 145 هكتارا على الأقل من الغابات، وهو ما يؤثر على خطط مكافحة تغير المناخ .


لقد تظاهرت المجتمعات التى تدافع عن حقوق الطبيعة ضد تلوث نهر نابو والعديد من روافده. خلال مظاهرة فى مارس 2023، وكان التعدين يتقدم بسرعة فى منطقة الأمازون الإكوادورية.


فى ذلك الوقت، أطلقت الحكومة الإكوادورية عملية ماناتى لوقف النشاط غير القانونى الذى كان يحدث فى المنطقة، منذ ذلك الحين، توقف التعدين فى تلك المرحلة، لكنه امتد إلى الأماكن المجاورة.

 

البوراكس البديل الأمثل

وأوصى عدد من الخبراء باستخدام ملح البوراكس وهو "بورات الصوديوم" وهى الأملاح المعدنية القلوية، حيث أنه البديل الأفضل للزئبق لاستخلاص الذهب بمادة البوراكس غير المضرة بصحة الإنسان والبيئة وذلك لأن الزئبق مادة سامة يصيب الإنسان بأمراض تستمر لأجيال وعقود طويلة.

 

وفى بوليفيا تتعرض النساء العاملات فى المناجم لخطر صحى كبير، حيث أنهن يستخرجن شذرات الذهب الصغيرة جدا من نفايات الشركات، وهو بالتالى يؤثر على صحة النساء فى المنطقة.


ويروج خوان كارلوس ألمانزا هو المسؤول عن مشروع لاستخراج الذهب الخالى من الزئبق فى بوليفيا، الذى تنفذه مؤسسة بلاجبول بتمويل من منظمة ديالوجوس، وقال إنه قلق للغاية بشأن عواقب صناعة تعدين الذهب فى بوليفيا، مضيفا "المشكلة هى أن الذهب ينفد، كما رأينا فى بعض المجتمعات. والناس إما يهاجرون إلى المدينة أو يعيشون فى ظروف محفوفة بالمخاطر، لذا فهو وضع معقد للغاية.


من بين الأمراض التى تم الإبلاغ عنها من قبل أولئك الذين يتعاملون مع الزئبق هشاشة العظام، التى تشوه أيدى النساء من بارانكويلا مثل تلك المرأة من مجتمع الاكارنى، يؤثر بخار هذا المعدن على الجهاز العصبى والجهاز الهضمى وجهاز المناعة، وكذلك الرئتين والكليتين، ويمكن أن يكون قاتلًا، ويكفى أن تستنشقها أو تبتلعها أو حتى تلمسها لتبدأ فى الشعور بآثارها، الأعراض الأكثر شيوعًا التى أبلغت عنها هؤلاء النساء هى الرعشة وصعوبة النوم وفقدان الذاكرة والصداع وفقدان المهارات الحركية، ومع ذلك، فإن معظم سكان مناطق الذهب فى بوليفيا غير مدركين لمخاطر الوظيفة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة