استشهد وأصيب عشرات المواطنين الفلسطينيين، غالبيتهم من الأطفال والنساء، الجمعة، فى قصف مكثف لجيش الاحتلال الإسرائيلى على مختلف مناطق قطاع غزة برا وبحرا وجوا، مع تفاقم الأزمة الإنسانية وتردى الأوضاع الصحية مع استمرار العدوان الإسرائيلى لليوم الـ 231 على التوالى.
في شمال غزة، استشهد خمسة فلسطينيين وإصابة آخرين، في قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلى غرب مخيم جباليا شمال قطاع غزة، الذي يشهد سلسلة غارات عنيفة، واستشهد فلسطينيان في قصف طائرات الاحتلال لمنزلا في حي الشيخ رضوان شمال القطاع.
وأطلقت مدفعية الاحتلال الاسرائيلي عشرات القذائف على أحياء مختلفة من مدينة غزة، وأحياء الزيتون، وتل الهوا، والرمال الجنوبي، والصبرة، ومنطقة الشيخ عجلين.
وفى هذه الأثناء، تتقدم قوات الاحتلال نحو مستشفى كمال عدوان شمال غزة، وتحاصر عددا من طواقمه الطبية والجرحى.
ويجوب الطيران الحربي الإسرائيلي أجواء مدينة غزة، وعلى علو منخفض، وسط ضجيج مخيم للأطفال والكبار.
واستهدفت مدفعية الاحتلال الاسرائيلي منطقة جحر الديك جنوب شرق مدينة غزة، وسط إطلاق نار كثيف من الآليات العسكرية على منازل المدنيين الفلسطينيين.
كما قصف طيران الاحتلال الاسرائيلي شقتين شمال مدينة غزة، والأيوبي في حي الدرج، ما أدى إلى إصابة العشرات بجروح مختلفة.
في هذا الأثناء، قالت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية "إن نحو 900 ألف شخص نزحوا قسرا من مدينة رفح جنوب قطاع غزة، جراء العملية العسكرية الإسرائيلية المتواصلة."، وأوضحت، في بيان لها الجمعة، أن النازحين توجهوا إلى مناطق تستضيف أعدادا كبيرة، وتعاني من نقص في الخدمات.
في الضفة الغربية، اندلعت مواجهات واشتباكات مع قوات الاحتلال الإسرائيلى خلال تنفيذها حملة دهم واعتقالات في أرجاء متفرقة من الضفة المحتلة.
ففي قلقيلية، استهدف مقاومون فلسطينيون نقطة عسكرية على الجدار الفاصل في منطقة خلة نوفل بمدينة قلقيلية بعبوة متفجرة محلية الصنع، وانسحبوا من المكان بسلام، فيما انتشرت قوات الاحتلال بشكل مكثف في المكان.
وفي طولكرم، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة قفين شمال طولكرم، واندلعت مواجهات بتصدي الشبان للاقتحام، وأطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة مواطنة بشظايا الرصاص.
وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأن طواقمها في طولكرم تعاملت مع إصابة مواطنة (49 عاما) بشظايا رصاص الاحتلال الحي في بلدة قفين، وجرى نقلها إلى المستشفى.
وفي رام الله، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة، شابين من بلدة بيتونيا غربي مدينة رام الله والبيرة.
وأكدت مصادر صحفية فلسطينية أن عدة آليات تابعة لقوات الاحتلال الاسرائيلي اقتحمت بيتونيا وجابت شوارع وأحياء بالبلدة، قبل أن تعتقل الشابين بهاء حبوب وأحمد عزات، بعد مداهمة منزليهما والعبث بمحتوياتهما.
وذكرت المصادر أن الاحتلال اقتحم جبل الطويل بمدينة البيرة دون أن يبلغ عن اعتقالات.
وفي السياق ذاته، اقتحم قوات الاحتلال الاسرائيلي المنطقة الشرقية من مدنية نابلس وشرعت جارفات عسكرية بإزالة سواتر صخرية وضعها مقاومون على مداخل مخيم بلاطة.
وأطلق مقاومون فلسطينيون أعيرة نارية وألقوا عبوات ناسفة تجاه مركبات جيش الاحتلال، دون أن يبلغ عن حالات اعتقال أو وقوع إصابات في صفوف الفلسطينيين في مخيم بلاطة أو مدينة نابلس.
وتشهد مدن وقرى وبلدات ومخيمات الضفة الغربية اقتحامات يومية من قبل الاحتلال تسفر عن ووقع شهداء وجرحى، إضافة لاعتقال عشرات المواطنين بعد مداهمة منازلهم.
في سياق آخر، دعا وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اسرائيل الى عدم "ترهيب" أو "تهديد" قضاة المحكمة الجنائية الدولية، التي طلب المدعي العام فيها إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير جيشه يوآف جالانت، بتهم ارتكاب جرائم حرب.
وطالب بوريل في مقابلة تليفزينية، حكومة إسرائيل وبعض الحكومات الأوروبية عدم ترهيب القضاة وعدم تهديدهم"، داعيا إلى "احترام المحكمة الجنائية الدولية".
وفي 20 مايو الجاري، قال المدعي العام للمحكمة الجنائية كريم خان، إنه يسعى لإصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو، وجالانت، كونهما يتحملان المسؤولية الجنائية عن جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة على أراضي دولة فلسطين في قطاع غزة، اعتبارا من 8 أكتوبر 2023.
في سياق آخر، حذر البنك الدولي، في تقرير صدر الجمعة، من أن السلطة الفلسطينية تواجه مخاطر "انهيار في المالية العامة"، مع "نضوب تدفقات الإيرادات" والانخفاض الكبير في النشاط الاقتصادي، على خلفية الحرب المتواصلة على قطاع غزة، منذ أكتوبر 2023.
وأفاد التقرير، بأن "وضع المالية العامة للسلطة الفلسطينية قد تدهور بشدة في الأشهر الثلاثة الماضية، مما يزيد بشكل كبير من مخاطر انهيار المالية العامة".، مؤكدا أنه "نَضبت تدفقات الإيرادات إلى حد كبير؛ بسبب الانخفاض الحاد في تحويلات إسرائيل لإيرادات المُقَاصَّة المستحقة الدفع للسلطة الفلسطينية، والانخفاض الهائل في النشاط الاقتصادي".
وتوقع التقرير "حدوث انكماش اقتصادي آخر يراوح بين 6.5 % و9.6 %" في المالية العامة مع استمرار "ضبابية المشهد وعدم اليقين بشأن آفاق عام 2024".
وأضاف البنك الدولي أن "زيادة المساعدات الخارجية وتراكم المتأخرات المستحقة للموظفين العموميين والموردين هي خيارات التمويل الوحيدة المتاحة للسلطة الفلسطينية".
وأشار إلى أن "الاقتصاد الفلسطيني فقد ما يقرب من نصف مليون وظيفة منذ 7 أكتوبر، يشمل ذلك فقدان ما يُقدَّر بنحو 200 ألف وظيفة في قطاع غزة، و144 ألف وظيفة في الضفة الغربية، و148 ألف من العمال المتنقلين عبر الحدود من الضفة الغربية إلى سوق العمل الإسرائيلي".
وأكد التقرير أيضا ارتفاع معدل الفقر موضحا "فى الوقت الحاضر، يعيش جميع سكان غزة تقريباً في حالة فقر".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة