سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 13 مايو 1971.. فريد عبدالكريم يحرق محاضر تنظيم «طليعة الاشتراكيين» بمزرعة الحاج إبراهيم نافع خوفا من وقوعها فى يد السادات.. ومحمود السعدنى يحضر أثناء الحريق

الإثنين، 13 مايو 2024 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 13 مايو 1971.. فريد عبدالكريم يحرق محاضر تنظيم «طليعة الاشتراكيين» بمزرعة الحاج إبراهيم نافع خوفا من وقوعها فى يد السادات.. ومحمود السعدنى يحضر أثناء الحريق محمود السعدنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وقف الكاتب الصحفى الساخر محمود السعدنى وهو يرشد عن المكان الذى تم فيه حرق أوراق التنظيم الطليعى، فى عزبة الخواجات التى تبعد عن شارع الهرم نحو عشرة كيلومترات على طريق سقارة، حسبما تذكر جريدة الأهرام، يوم 22 مايو 1971.


كان «السعدنى» ضمن المقبوض عليهم فى قضية 15 مايو 1971، التى شهدت الصراع بين الرئيس السادات ومعارضيه من المسؤولين الذين عملوا بجوار جمال عبدالناصر، وبدأ يتصاعد بإقالة السادات لنائبه على صبرى يوم 2 مايو 1971، ثم إقالته لشعراوى جمعة وزير الداخلية يوم 12 مايو، وبلغ ذروته بتقديم وزراء وكبار مسؤولين وقيادات بالاتحاد الاشتراكى استقالتهم يوم 13 مايو 1971، ومن أبرزهم الفريق أول محمد فوزى وزير الحربية، ومحمد فائق وزير الإعلام، وسامى شرف مدير مكتب عبدالناصر ثم السادات، وأحمد كامل رئيس جهاز المخابرات، وضياء الدين داود، وفريد عبدالكريم، وعبدالمحسن أبوالنور، ولبيب شقير رئيس مجلس الأمة، ومحمد عروق رئيس إذاعة صوت العرب، وألقى القبض على هؤلاء وعشرات آخرين وجرت محاكمتهم، ومن بينهم محمود السعدنى.


كان «السعدنى» عضوا فى تنظيم «طليعة الاشتراكيين» عن محافظة الجيزة، وهو التنظيم السرى الذى أسسه عبدالناصر، وكان صديقا لفريد عبدالكريم أمين الاتحاد الاشتراكى بالجيزة وعضو اللجنة التنفيذية العليا، وواجه «السعدنى» اتهامات منها «إحراق أوراق التنظيم الطليعى»، ويكشف قصتها الكاتب الصحفى عبدالله إمام فى كتابه «انقلاب السادات.. أحداث 15 مايو 1971».


يذكر عبدالله إمام أن شعراوى جمعة قرر بعد إقالته كوزير للداخلية حرق أوراق «تنظيم الطليعة»، الذى كان أمينه العام، حتى لا تقع أسماء عضويته فى يد السادات، وتمت عملية الحرق فى «عزبة الخواجات» التى يملكها الفلاح الحاج «إبراهيم نافع» صديق «السعدنى» المقرب وعضو التنظيم، وتبلغ مساحة المزرعة 13 فدانا.


كان فريد عبدالكريم و«السعدنى» ممن يترددون على المزرعة، حسبما ذكر «مهدى إسماعيل»، المقيم بالعزبة، فى التحقيقات، وينقل عنها عبدالله إمام، قائلا: إنه فى مساء 13 مايو، مثل هذا اليوم، 1971، فى حوالى الساعة الثامنة، ذهب «عبدالكريم» بسيارته الصغيرة تتبعها سيارة ميكروباص بها 6 أشخاص، وقال لعامل المزرعة: إن لديه أوراقا زائدة فى المكتب يريد أن يتخلص منها بالحرق، وأخرجوا من السيارة دوسيهات ولفائف وأحرقوها لمدة ساعة ونصف الساعة، وسأل «فريد» عن الحاج إبراهيم نافع، وطلب معاونتهم فى حرق الأوراق ثم انصرف، وجاء محمود السعدنى أثناء الحريق، وسأل عن الحاج إبراهيم الذى لم يكن موجودا ثم انصرف، وبعد منتصف الليل جاء السعدنى وإبراهيم وسهرا فى العزبة حتى الصباح.


وبسؤال إبراهيم نافع فى التحقيقات، قال: إنه كان عضوا بمجموعة الجيزة، والمسؤول عنه محب كارم المحامى الذى رشحه التنظيم، وكانت الاجتماعات تتم فى مكتبه أو فى مكتب محمود منصور فى مؤسسة القطن بالجيزة أيضا، وأضاف «نافع»: «فى هذه الاجتماعات كنا نتكلم فى مشاكل الجماهير، ونكتب بها تقارير نرفعها إلى المستوى الأعلى».


وقال «نافع»: «فى يوم الحريق كان محمود السعدنى بصحبة زكريا الحجازى فى الإذاعة، وبعد انتهاء التسجيل ذهبنا إلى العزبة، ووصلنا حوالى الساعة 10 مساء، ولقيت الشيخ إسماعيل محمود ومهدى إسماعيل ومحمد أخوه من الفلاحين «مقيمين فى العزبة»، وناس تانية ماعرفش عددهم، وكان معاهم سيارة فولكس نص نقل تقريبا وورق بيحرقوه، وقال إنه لم يتكلم مع أحد ولم يتكلم محمود السعدنى مع الناس اللى واقفة، وموقفناش أكتر من تلات دقايق وخدنا العربية ومشينا، والتقينا فى مسرح متروبول، وكان فيه مسرحية «بين النهدين»، وحوالى الساعة واحدة صباحا بعد ما خلصت المسرحية رجعنا العزبة تانى، علشان نشوف الناس اللى كانت هناك والورق اللى اتحرق، لأن اللى جابوا الورق ناس من الاتحاد الاشتراكى، وفريد عبدالكريم جاب الورق ده وأنا سمعت الحكاية دى لما رحت تانى مرة».


وأضاف «نافع»: «إنه رجع مع السعدنى من العزبة حوالى الساعة الخامسة صباحا، وصعدا إلى بيت السعدنى»، وأوضح: «فضلنا قاعدين لغاية ما سمعنا خطاب الريس، وبعدين محمود قال أنا هاسلم نفسى، فركبنا تاكسى ورحنا شارع قصر العينى وقبل مجلة روزاليوسف هو نزل وأخذ تاكسى، وأنا على الجيزة ورحت بيت أخى محمد نافع».


يؤكد عبدالله إمام، أنه ثبت أن الأوراق التى أحرقت لم تكن تحوى أسماء الأعضاء، فالأسماء كانت مدونة فى كروت تم تمزيقها باليد بعد ظهر 13 مايو 1971، والأوراق المحروقة كانت محاضر جلسات مجموعات التنظيم، وتشمل رصدا لمشاكل مصر من وجهة نظر أعضائه.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة