كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن حملة القصف العسكري الإسرائيلي في غزة استخدمت قاعدة بيانات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لم يتم الكشف عنها سابقًا، والتي حددت في إحدى المراحل 37 ألف هدف محتمل بناءً على صلاتهم الواضحة بحماس، وفقًا لمصادر استخباراتية مشاركة في الحرب.
وبالإضافة إلى الحديث عن استخدامهم لنظام الذكاء الاصطناعي المسمى لافندر، تزعم مصادر الاستخبارات أن المسئولين العسكريين الإسرائيليين سمحوا بقتل أعداد كبيرة من المدنيين الفلسطينيين، خاصة خلال الأسابيع والأشهر الأولى من الصراع.
توفر شهادتهم الصريحة بشكل غير عادي لمحة نادرة عن التجارب المباشرة لمسئولي الاستخبارات الإسرائيلية الذين كانوا يستخدمون أنظمة التعلم الآلي للمساعدة في تحديد الأهداف خلال الحرب التي استمرت ستة أشهر.
ووفقا لمدونات معنية بالتكنولوجيا، تم ربط تقنية لافندر بشركة "ميتا" أو فيس بوك حيث كشفت مدونة "بول بيجار" أن إسرائيل تقتل الأشخاص بناءً على تواجدهم في نفس مجموعة الواتس اب وتساءل كيف يحصل جيش الاحتلال على هذه البيانات، وأرجح أنه يحصل عليها من شركة ميتا.
ومن ناحية أخرى، قالت الجارديان، إن استخدام إسرائيل لأنظمة الذكاء الاصطناعي القوية في حربها على حماس دخل إلى منطقة مجهولة بالنسبة للحرب المتقدمة، الأمر الذي يثير مجموعة من الأسئلة القانونية والأخلاقية، ويحدث تحولا في العلاقة بين الأفراد العسكريين والآلات.
وقال أحد ضباط الاستخبارات الذين استخدموا لافندر: "هذا أمر لا مثيل له في ذاكرتي"، مضيفًا أن لديهم ثقة أكبر في "الآلية الإحصائية" مقارنة بالجنود. وأكد: الآلة تفعل ذلك ببرود (القتل). وهذا جعل الأمر أسهل."
وتساءل مستخدم آخر لـ لافندر عما إذا كان دور البشر في عملية الاختيار ذا معنى "أستثمر 20 ثانية لكل هدف في هذه المرحلة، وأقوم بالعشرات منها كل يوم. لم يكن لدي أي قيمة مضافة كإنسان، باستثناء كوني ختم الموافقة. لقد وفر الكثير من الوقت."
وأوضحت الصحيفة البريطانية أنه تم تسليم شهادة ضباط الاستخبارات الستة، الذين شاركوا جميعًا في استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي لتحديد أهداف حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني في الحرب، إلى الصحفي يوفال أبراهام في تقرير نشرته المجلة الإسرائيلية الفلسطينية + مجلة 972 ومنفذ اللغة العبرية Local Call.
وقال الستة جميعهم إن لافندر لعب دورًا مركزيًا في الحرب، حيث قام بمعالجة كميات كبيرة من البيانات لتحديد العملاء "الصغار" المحتملين لاستهدافهم بسرعة. وقال أربعة من المصادر إنه في مرحلة مبكرة من الحرب، أدرجت لافندر ما يصل إلى 37 ألف رجل فلسطيني تم ربطهم بواسطة نظام الذكاء الاصطناعي بحماس أو الجهاد الإسلامي في فلسطين.
تم تطوير لافندر من قبل قسم استخبارات النخبة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، الوحدة 8200، والتي تشبه وكالة الأمن القومي الأمريكية أو مقر الاتصالات الحكومية GCHQ في المملكة المتحدة.
ووصفت عدة مصادر كيف أن الجيش الإسرائيلي، بالنسبة لفئات معينة من الأهداف، طبق المسموح به مسبقاً للعدد المقدر من المدنيين الذين يمكن أن يُقتلوا قبل التصريح بالضربة.
وقال مصدران إنه خلال الأسابيع الأولى من الحرب، سُمح لهم بقتل 15 أو 20 مدنياً خلال الغارات الجوية على مسلحين ذوي رتب منخفضة. وقالت المصادر إن الهجمات على مثل هذه الأهداف يتم تنفيذها عادة باستخدام ذخائر غير موجهة تعرف باسم "القنابل الغبية"، مما يؤدي إلى تدمير منازل بأكملها وقتل جميع ساكنيها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة