رحلت "حبيبة الشماع"، وتركت جميع من عرفوها ومن سمعوا قصتها في حالة من الحزن على رحيلها، ومرت الواقعة في القضية المعروفة بـ"فتاة الشروق"، بمجموعة من المحطات المهمة بعد تحديد أولى جلسات محاكمة سائق أوبر المتهم بمحاولة خطفها مما أدي لقفزها من السيارة التي يقودها المتهم وإصابتها بإصابات بالغة تسببت في وفاتها.
تحقيقات القضية كشفت العديد من المفاجآت من بداية الواقعة وحتى إحالة المتهم لمحكمة الجنايات
وقال السائق إنه كان يعمل على سيارته في شركة "أوبر" وطلبت المجني عليها سيارة عبر التطبيق الخاص بالشركة، وبالفعل وافق على الطلب وذهب لتوصيلها، وفور ركوبها والتحرك بالسيارة، قام السائق بإغلاق زجاج السياراة، ورش بعض العطور نظرا لوجود رائحة سجائر في السيارة.
وأكمل السائق أنه فوجئ بالفتاة تقوم بفتح الباب والقفز من السيارة، فحاول الوقوف والرجوع إليها لكنه خشي من المساءلة القانونية، فقام بالهروب وإلغاء رحلتها من الأبلكيشن الخاص بالشركة.
وكشف الشاهد أنه حال استقلاله إحدى السيارات بجوار قائدها، أبصر المجني عليها "حبيبة الشماع"، تقفز من إحدى السيارات فأمر قائد السيارة التي يستقلها بالتوقف وأسرع لنجدتها، فوحدها مصابة بإصابات جسيمة، وبسؤالها عن أسباب الحادث تلفظت :" أوبر كان بيخطفني وأنا نطيت من العربية"، ثم انتابها حالة من التشنج وأصيبت بالإغماء، وقام بنقلها إلى المستشفى.
وقالت دينا إسماعيل والدة حبيبة الشماع، إن ابنتها ركبت السيارة مع المتهم، وبالاتصال بها أثناء عودتها للمنزل لاحظت ارتفاع مشغل الموسيقى، فطلبت المجني عليها من السائق خفض الصوت لكنه لم يستجيب، موضحة:" ابنتي قالت إنها قلقانة من السائق لكنه هتكمل الرحلة معاه وأول ما توصل هتطمني".
كشف الضابط المسؤول عن ضبط السائق المتهم بمحاولة خطف حبيبة الشماع، أنه قام بالقبض عليه بعد إذن من النيابة العامة، حال قيادته للسيارة المستخدمة في الواقعة، وعثر بحوزته على زجاجة عطر داخل السيارة.
وكشف ممثل شركة أوبر أمام النيابة العامة، أن الشركة تلقت العديد من الشكاوي ضد المتهم فقامت بإغلاق حسابه على التطبيق، كما تبين وجود شكوى من سيدة ركبت مع السائق المتهم، تتهمه فيها بالتحرش بها خلال الرحلة.
وكشف السائق خلال التحقيق معه أنه تناول المواد المخدرة قبل الواقعة وقبل ركوب المجنى عليها معه، وكذلك تناول المواد المخدرة بعد الحادث.
تحليل المخدرات الذى أجرته النيابة العامة للمتهم، كشف عن تعاطى السائق لمخدر الحشيش، وقيادته لسيارته تخت تأثير المخدر.
وأوضحت التحقيقات أن السائق المتهم تلقى العديد من الشكاوي جميعها من سيدات خلال عمله بشركة "أوبر"، وتعددت الشكاوي ما بين تعامل سيئ وتحرش والاستيلاء على أموال العملاء، وتأخير الرحلات والقيادة بسرعة متهورة، إضافة إلى السب والقذف بعض السيدات، وشرب السجائر خلال الرحلات.
وكشفت إحدى السيدات أن المتهم قام بالتحرش بها جسديا خلال ركوبها معه في رحلة عبر تطبيق " أوبر"، فيما كشفت أخرى أنه تناول السجائر خلال الرحلة رغم كونها سيدة حامل مع إغلاق نوافذ السيارة.
وتوالت الشكاوي حيث كشفت إحدى السيدات عن قيام السائق بسبها وقذفها خلال الرحلة، فيما كشفت سيدة أخرى عن قيادته بشكل جنوني على الطريق، إضافة إلى العديد من الشكاوي المتكررة ضد السائق تم تقديمها لشركة "أوبر"، والتي قدمتها بدورها للنيابة العامة خلال التحقيقات.
وأوضحت التحقيقات أن السائق المتهم أبلغ شركة أوبر بالحادث بعد وقوعه طالبا المساعدة، مستطرداً:" أنا كنت ماش ومعايا بنت لما رسبت بعض العطور على نفسي، فجأة لقيتها فتحت الباب ونطت منه، أنا مش عارف هي عملت كده ليه، ومش عارف أعمل أي، أنا أول مرة أتعرض للموقف ده، حد يساعدني ويقولي أعمل أي".
وحدد المستشار محمد عامر جادو رئيس محكمة استئناف القاهرة، جلسة 15 أبريل المقبل لبدء محاكمة المتهم محمود هاشم 34 سنة سائق بشركة أوبر أمام محكمة جنايات القاهرة برئاسة القاضي عاطف رزق، في القضية المعروفة إعلاميا بوفاة حبيبة الشماع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة