أصبح عام 2024 عاما مثير للجدل بالنسبة لأمريكا اللاتينية، فى ظل استمرار انعدام الأمن والاتجار بالمخدرات، فقد شهدت القارة أزمة غير مسبوقة من العنف والجريمة فى عدد من الدول، وتعتبر عصابات المافيا والمخدرات وراء هذه الفوضى.
هايتى
تسيطر حالة من الرعب على هايتى بعد الأحداث التى شهدتها الأيام السابقة، وأصدرت حكومة هايتي مرسوما بحالة الطوارئ وحظر التجول الليلي بعد الهجوم الذي شنته مجموعات من أفراد العصابات على السجن الرئيسي في البلاد، وأدى إلى مقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص، وحدث بعده هروب آلاف السجناء، مما أدى إلى حالة فوضى فى البلاد، حسبما قالت صحيفة إيه بى سى الإسبانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن السلطات فى هايتى أكد أن حظر التجوال سيستمر حتى 6 مارس لاستعادة السيطرة على الوضع.
ووقع الإعلان وزير الاقتصاد باتريك ميشيل بويزفيرت بصفته رئيس الوزراء بالإنابة، منذ أن كان أرييل هنري في كينيا لتوقيع اتفاق لإرسال قوات شرطة من الدولة الإفريقية كجزء من مهمة الأمم المتحدة إلى كينيا، المساعدة في استعادة النظام فى هذا البلد الذي تمزقه العصابات.
وافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على إرسال بعثة مسلحة بهدف إحلال السلام في بلد غارق في انعدام الأمن بسبب الجريمة المنظمة.
وهاجمت عصابات إجرامية من هايتي السبت الماضى السجن الوطني وأطلقت سراح عدد غير محدد من السجناء، وعلى الرغم من أن سلطات البلاد لم تنشر أرقامًا رسمية، إلا أن تجمع المحامين للدفاع عن حقوق الإنسان (CADDHO) ذكر أن 97٪ من السجناء قد فروا (3597 من 3696 شخصًا).
ويأتي الهجوم بعد أن أعلن أحد أبرز زعماء هايتي، جيمي شيريسير، الملقب بـ "الباربكيو"، يوم الخميس عن بداية "ثورة" ضد حكومة رئيس الوزراء أرييل هنرى.
حرب فيتو بالاكوادور
وتستمر السلطات الإكوادورية، فى حرب "فيتو" وذلك للبحث عن خوسيه أدولفو ماسياس، والذى كان السبب في إشعال الفوضى في البلاد فى يناير الماضى، حيث أن هروب فيتو من السجن المشدد فى يناير الماضى ادى الى موجة حادة من العنف، مما دفع الرئيس دانيال نوبوا لفرض حالة الطوارئ وإعلان الحرب على العصابات.
وكان فيتو محكوم عليه بالسجن عام 2011 بعد اتهامه بسلسلة من جرائم القتل والاتجار بالمخدرات، لكنه خرج من السجن فى فبراير 2013، قبل أن يتم القبض عليه مرة أخرى بعد أشهر.
فيتو هو الزعيم المزعوم للجماعة الإجرامية لوس تشونيروس، وهى عصابة مخدرات إكوادورية وقبل هروبه فى عام 2013، تم القبض على فيتو فى عام 2011 وحكم عليه بالسجن لمدة 34 عاما "لسلسلة من الجرائم، بما فى ذلك جرائم القتل والاعتداء"، حسبما قالت صحيفة التيمبو التشيلية.
بعد يوم واحد من الإبلاغ عن هروب فيتو، أصدر نوبوا مرسومًا بحالة الطوارئ، بسبب وجود حالة من الفوضى والاضطرابات الخطيرة فى الإكوادور التى شهدتها البلاد خلال يناير الماضى.
لماذا تشكل الجريمة المنظمة تهديدا لأمريكا اللاتينية فى عام 2024؟
أفاد تقرير لمؤسسة "InSight Crime" المعنيّة بالتحقيق في الجريمة المنظمة، بمقتل ما لا يقل عن 117.492 شخصًا في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي خلال عام 2023، وهو ما يجعل هناك حالة من الفوضى التى تعيشها الدول فى امريكا اللاتينية خلال 2024 ، وفقًا لصحيفة "إنفوباي".
ومن الأمثلة على ذلك الإكوادور، التى كانت ذات يوم دولة آمنة نسبيًا، ولكنها أصبحت نقطة عبور للمخدرات وأرضًا خصبة للمنظمات الإجرامية. الأرقام فى هذا البلد مروعة: ففى غضون خمس سنوات فقط، ارتفع معدل جرائم القتل بنحو 800 %، ليصل إلى 46 لكل 100 ألف نسمة، أدت المستويات القياسية لإنتاج الكوكايين فى بيرو وبوليفيا وكولومبيا إلى زيادة العنف بين الجماعات الإجرامية المحلية والدولية فى الإكوادور.
الفساد والإفلات من العقاب
أما المركز الثانى على مستوى المخاطر السياسية فيحتله تزايد الفساد والإفلات من العقاب، فى ظل ركود هذه القضية فى المنطقة، كما وقعت بلدان مثل أوروجواى وتشيلى وكوستاريكا ــ التى كان أداؤها طيبًا تقليديًا ــ ضحية لهذه الأحداث.
الهجرة أحد عوامل ارتفاع معدل الجريمة
وتحتل الزيادة فى تدفقات الهجرة المرتبة الخامسة، وفى الوقت الحالى، يضم العالم 7.7 مليون مهاجر فنزويلى، منهم 6.6 مليون يقيمون فى أمريكا اللاتينية، ويتركزون بشكل رئيسى فى كولومبيا (2.9 مليون) وبيرو (1.5 مليون).
توسع الكارتلات المكسيكية للمخدرات
قال ديفيد سوسيدو ، خبير فى المجال الأمنى بالمكسيك ، على أن ما يحدث فى أمريكا اللاتينية هو توسع في أنشطة تهريب المخدرات، خاصة من مجموعتين كبيرتين من الجماعات الإجرامية الكبرى في المكسيك: كارتل سينالوا وكارتل خاليسكو للجيل الجديد، والأخيرة تستنسخ استعمار كارتل سينالوا في تشيلي والإكوادور والأرجنتين.
انتشار العصابات المحلية في جنوب امريكا
وفي الأرجنتين، واجهت مدينة روزاريو حالة من العنف في السنوات الأخيرة بسبب النزاع على السيطرة الإقليمية من قبل عصابات تهريب المخدرات، على الرغم من أن راؤول بينيتيز مانوت، من مركز أبحاث أمريكا الشمالية التابع للجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك (UNAM)، ويوضح أن اتساع نطاق العنف تجاه أمريكا الجنوبية يرجع إلى العصابات وغياب سيطرة الشرطة. ويشير الباحث إلى إنه عنف في الشوارع، لكنه يقترن في الأرجنتين بأزمة اقتصادية هائلة.
وفي الأرجنتين، أفاد حاكم مقاطعة سانتا في ماكسيميليانو بولارو، مؤخراً أنه اضطر إلى نقل أسرته بسبب الترهيب الذي تلقاه بعد أن أمر بنقل تجار المخدرات والقتلة المأجورين إلى السجن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة