"الدم يستسقي دمًا آخر.. تنطبق هذه العبارة على العدو الإسرائيلي وما يرتكبه من مجازر وكلما أهدر دما في منطقة ازداد شراهة للمزيد ، لا يقتصر ذلك على غزة فقط ، ففي الجنوب اللبناني يتخذ المشهد منحى تصعيديا يوما تلو الآخر، ومعه يرتفع منسوب المخاوف من اندلاع حرب فى لبنان، خاصة بعدما أسقطت إسرائيل تقريبًا قرار وقف النار الفوري في غزة الذي اتخذه مجلس الأمن الدولي وتزامن ذلك مع التصعيد العنيف على الجبهة اللبنانية، بهدف توسيع رقعة التصعيد في اتجاه لبنان، وأيضاً العدوان الإسرائيلي الأخير على مواقع في سوريا ووصوله إلى حلب وإلحاق خسائر بشرية كبيرة .
وفى إطار هذا التصعيد، أطلقت إحدى الطائرات المسيرة الإسرائيلية، صاروخاً باتجاه سيارة تابعة لقوات الأمم المتحدة لحفظ السلام التي ترافق المراقبين الفنيين المراقبين للخط الأزرق الذي يرسم الحدود بين لبنان وإسرائيل (اليونيفيل) عند أطراف بلدة رميش جنوبى لبنان، ما أدى إلى سقوط 4 جرحى في صفوفهم، وفق موقع "لبنان24".
وتضم الآلية التى تم استهدافها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلى ثلاثة ضباط أحدهم أسترالى والثانى تشيلى والثالث نرويجى .
"اليونيفيل" تعلق
وفى أول تعليق لها عقب القصف ، قالت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة جنوب لبنان "يونيفيل"،" إن استهداف مراقبينا أمر غير مقبول"، وأكدت اليونيفيل أنه تم فتح تحقيقا حول أسباب الانفجار قرب دورية المراقبين جنوبي لبنان.
وأضاف القائد العام للقوات الدولية العاملة في الجنوب "اليونيفيل" الجنرال أرولدو لازارو، أن "اليونيفيل" تجري تحقيقاتها في الحادث لكشف ملابساته، وأكد: علينا انتظار نتائج التحقيق لأن هناك الكثير من الاحتمالات ، ونحن على تواصل لحظة بلحظة بالموجودين في الميدان للحصول على مزيد من المعلومات قبل إعلان النتائج.
اليونيفيل
ومن جانبه، علق رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أيضا على استهداف سيارة تابعة لقوات "يونيفيل"، قائلا: ندين هذا الحادث ، إنه أمر خطير .
وقد أجرى ميقاتى إتصالاً بالقائد العام للقوات الدولية العاملة في الجنوب "اليونيفيل" الجنرال أرولدو لازارو، معرباً عن تضامنه مع القوات الدولية بعد الاستهداف الذي أصاب آلية لليونيفيل ما أدى الى سقوط عدد من الجرحى.
إسرائيل تنفى
من جانبه، نفى الجيش الإسرائيلى ارتكابه الحادث، قائلا "لم نستهدف أية سيارة تابعة لقوات اليونيفيل " .
وقد زاد التوتر على الحدود الجنوبية فى لبنان صباح ،اليوم السبت، بعد أن تعرضت بلدة الطيبة الجنوبية لقصف جوي إسرائيلي حيث نفذت الطائرات المعادية 3 غارات متتالية مستهدفة احياء البلدة بـ 6 صواريخ جو- ارض أحدث انفجارها دويا هائلا تردد في منطقتي النبطية والخيام وتعالت سحب الدخان في سماء المنطقة.
وحلقت طائرة استطلاع إسرائيلية بدون طيار حلقت فوق النبطية وإقليم التفاح وتقوم بتحليق دائري فوق المنطقتين وعلى علو منخفض جدا.
ومن جهة ثانية، شن طيران جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الجمعة، عدوانا جويا بالصواريخ استهدف أطراف بلدتي عيتا الشعب وشبعا في جنوب لبنان.
وذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام"، أن الطيران الحربي الإسرائيلي، نفذ قرابة عدوانا جويا، حيث شن غارة مستهدفاً بلدة عيتا الشعب بصاروخين من نوع جو -أرض، مضيفة أن الطيران الإسرائيلي أغار مجددا على وادي شبعا، واستهدفها بثلاثة صواريخ في المكان نفسه الذي استهدفها ظهرا.
تعزيز المخاوف
مقابل العدوان الإسرائيلي يكثف "حزب الله" ـ المقاومة اللبنانية ـ ضرباته على مواقع وثكنات إسرائيلية .
فمن جانبه، أعلن "حزب الله"، صباح اليوم ، عن استهداف ثكنة راميم بصاروخ "بركان" وإصابته إصابة مباشرة، غداة ليل شهد إطلاق قذيفة من دبابة ميركافا في موقع المطلة على محيط الجدار في بلدة كفركلا، وعدد من قذائف المدفعية الإسرائيلية الثقيلة على أطراف بلدات مروحين وعيتا الشعب ورميش في القطاعين الغربي والأوسط.
ورغم هذه المعطيات التي ترفع منسوب القلق الشديد حيال الوضع على الجبهة اللبنانية - الإسرائيلية ومخاوف الحرب في لبنان ، إلا أن المساعي التي لا تزال تبذل في الداخل اللبناني وفي الخارج من خلال حركة الاتصالات التي يقوم بها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي لا يزال يراهن على إمكانية تجنيب لبنان ما لا قدرة له على احتماله.
ميقاتى
وتؤكد مصادر دبلوماسية غربية ـ وفق "لبنان 24 " ـ بأن الوضع الميداني على الجبهة اللبنانية – الإسرائيلية "خطير جداً"، وقالت: إنّ كل ما تجمّع من معلومات ومعطيات تفيد بأنّ حكومة بنيامين نتنياهو ذاهبة الى توسيع الحرب على لبنان، ومن دون خطوط حمر ولا قواعد اشتباك.
وما عزز المخاوف الدبلوماسية حيال توسيع الحرب الإسرائيلية، هو ما نقلته "القناة 13" العبرية عن قائد القيادة الشمالية أوري جوردين الذي قال: "نحن في حالة حرب. نحن مستعدون لمواصلة مهاجمة "حزب الله" بشكل كبير وتغيير الوضع الأمني"، مضيفا: "نحن نشن هجمات كبيرة جداً جداً ضد "حزب الله" وسنستمر، وسنكون عدوانيين من أجل إيذائه وإلحاق الضرر به بشكل كبير والجيش الإسرائيلي مصمم على تغيير الوضع الأمني في الشمال حتى يتمكن السكان من العودة بأمن وشعور بالأمان.
من ناحيته يؤكد "حزب الله" أن عودة إسرائيل إلى التصعيد دليل على فشل المساعي الأمريكية لإيقاف الحرب الإسرائيلية ، التي تحاول فرض قواعد اشتباك جديدة تتوهم بأن ذلك قد يؤهلها لتكون لها الكلمة الفصل في الميدان. وعلى غرار ضربات كريات شمونة رداً على مجزرة الهبارية، وميرون والجولان رداً على اعتداءات العدو في البقاع، وخصوصاً قصف القاعدة ميرون التي تبعد نحو عشرة كيلومترات عن الحدود إلا أن حزب الله" يستعد لمواجهة أي توسيع إسرائيلي للتصعيد من خلال نوعية الأهداف والذخائر التي سيستخدمها في إطار متصاعد مرتبط بمستوى التوسيع الإسرائيلي.
يشار إلى أن الحدود اللبنانية الإسرائيلية تشهد قصفاً متبادلاً بشكل شبه يومي بين حزب الله، والجيش الإسرائيلي، منذ اندلاع حرب غزة ، ما أدى إلى مقتل 346ضحية على الأقل معظمهم من حزب الله، إضافة إلى 68 مدنياً، وفق وكالة فرانس برس استناداً إلى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة