عمر حفيد عبد المنعم مدبولي يكتب: جدو المجتهد والمتفانى

الخميس، 21 مارس 2024 01:00 م
عمر حفيد عبد المنعم مدبولي يكتب: جدو المجتهد والمتفانى عمر مدبولى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عشت طفولتى لا يفصلنى عنه سوى 4 أدوار، أسكن فى الدور الخامس وهو فى الأول، فكانت عتبة منزله مزارا يوميا، أعود من المدرسة عليه، وانتهى من تمارينى لأعود إليه، حيث يجلس جدو عبد المنعم مدبولى، يستقبلنى بضحكة بشوشة، ويدندن معى أغانيه وجمله الحوارية من المسرحيات، وإفيهات أمين الهنيدى وغيره ممن يشاركونه فى أعماله الناجحة.

فى أيام الصيف كنا نقضى معظم أوقاتنا معه فى الإسكندرية، حيث يقدم مسرحياته، أحيانا للطفل وأحيانا دراما جادة أو كوميديا خفيفة للكبار.

لا أنسى أبدا حالة القلق والخوف الشديد التى كنا نشعر بها عليه أثناء تقديمه مسرحية «الجنزير»، التى تحدثت عن قضية الإرهاب، ونال عنها الإشادة وكثير من التكريم، كان وقتها مُهددا وكنا نخشى عليه من طيور الظلام، أتذكر حالة القلق والفوضى خلال تقديمها، فقد كانت من التجارب التى لها هيبة ورهبة، وكانت من أوائل المسرحيات الواقعية الجادة والمعبرة.

جدو مدبولى ملتزم جدا، فالمواعيد بالنسبة له أمر مقدس، ولا يقبل أن يتأخر على أحد، أو أن يتأخر أحد عليه، نشرة أخبار الثالثة عصرا لها مكانة كبيرة لديه، فلا يمكن أن يُسمع صوت أو ضجيج حوله أثناء متابعته لها، وكذلك الحديث فى الهاتف، فلا يمكن أن يستقبل مكالمة هاتفية وسط صراخ الأطفال والأصوات المزعجة.

تأثرت جدا بقيمة جدو الإنسانية والفنية، وتعملت منه الالتزام فى العمل والمواعيد، والاجتهاد والتفانى، وصرت مثله لا أكتفى من الجد والاجتهاد والتعب وطلب النجاح، وأتأثر جدا عندما أجد أثره باقيا بقوة، والناس يحفظون إفيهاته كأنهم سمعوها أمس، وأشعر بفخر شديد لأننى حفيده، وأعتبر أغنية «توت توت» من العلامات البارزة وسط أغنياته للأطفال، وأنها ستعيش إلى الأبد، وسنظل نحكى ونتحاكى عن عبدالمنعم مدبولى، الفنان والأب والجد، القدوة والأثر، مكانته الثرية فى عالم الفن، حب الجمهور ذلك الكنز الثمين الذى لا تضاهيه كنوز، ذلك الشرف الذى أراه فى عيون كل من يعرف أننى حفيده؛ فلروحه السلام.. سيظل باقيا بفنه وأثره وقيمه الإنسانية التى زرعها داخلنا، وتعاليمه التى صارت «وصفة مثالية» ما زلنا نسير على خُطاها.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة