نجاح عريض حققته مسلسلات الأطفال فى رمضان 2024، إذ قدمت الشركة المتحدة 4 أعمال تتضمن أفكارا متنوعة وهم يحيي وكنوز ونورة وسر المسجد ونور والكوكب السعيد، وحكايات ثرية، وقيما ومعارف شديدة الأهمية، مع تطور ملحوظ فى التنفيذ ومستوى الجرافيك وإتقان الصورة والإنتاج، وهو ما استرعى انتباه أرملة واحد من أهم مبدعى الطفل، فأشادت بدراما الأطفال فى الموسم الحالى، وامتدحت تجربة «المتحدة» التى تُولى اهتماما بالنشء وتربيتهم وتكوينهم النفسى والمعرفى، من خلال الفنون والإبداع.
والأثر الذى أحدثته الأعمال الجديدة، تعيد التذكير بأعمال مهمة حققت لمصر ريادتها الفنية قديما، لا سيما مسلسل «بوجى وطمطم» بأجزائه العديدة، وتقول السيدة فوقية خفاجى، أرملة رحمى، إن المخرج الراحل كان يهدف من أعماله الفنية لزرع القيم فى نفوس الأطفال، كالصدق والأمانة والوطنية والانتماء، لافتة إلى أن الأثر نفسه تقدمه الأعمال الجديدة الموجهة للصغار برؤية ناضجة ومنطق واضح. وأشادت بأفكار وموضوعات مسلسلات الأطفال التى أنتجتها الشركة المتحدة، وتحدثت عن الجودة وتطور المستوى، متابعة: «جميل جدا إن أطفالنا يلاقوا اللى يهتم بيهم ويقدم لهم رسائل مصرية أصيلة عن الهوية والتاريخ والأخلاق، وجميل إن الفنانين عندهم رسالة للأجيال الجديدة بشخصيات شبههم ومش غريبة عنهم، وبتشاركهم فى الأفكار والروح والعادات والتقاليد، بدل ما نسيب ولادنا لأعمال غريبة، واللى حاصل ده جميل ومفرح، وفيه أعمال هتعيش زى بوجى وطمطم».
وشجعت أرملة رحمى على استمرار التجربة، مضيفة: «أدعو كل الفنانين الذين لديهم رسالة جيدة وموهبة أن يكثروا من الأعمال الفنية التى تخاطب الأطفال، حتى لا يتركوهم للأعمال الفنية الأجنبية التى لا تتوافق مع عاداتنا وتقاليدنا وأخلاقنا، ومصر ولادة وكلها مواهب، وأكرر سعادتى بمستوى أعمال الأنيميشن الجديدة الموجهة للطفل»، وإلى جانب حديثها عن أعمال المتحدة فى رمضان، استعدنا معها الذكريات مع زوجها الراحل، الفنان الكبير محمود رحمى، ومع أبرز أعماله وشخصياته ممثلة فى «بوجى وطمطم».
بالعودة لبوجى وطمطم لماذا فكر رحمى فى تصميمها؟
كان الطفل فى مقدمة اهتمامات محمود رحمى، وكان طموحه أن يصمم له شخصيات مصرية 100 %، ويقدمها فى أحداث درامية تتناسب مع العادات والتقاليد والقيم المصرية، ليسهم فى تربية الأطفال، وكان يرى أننا نملك قدرات تؤهلنا لذلك، وعمل على تحقيق الحلم بابتكار شخصيات بسيطة لتكون قريبة للأطفال، فاختار بوجى بشخصية قرد ليشبه شقاوة الأولاد، و«طمطم» أرنبة لاتصافها بالرقة والوداعة، فارتبط الصغار بالمسلسل لسنوات طويلة دون الشعور بأنهم أمام حيوانات، وإنما نماذج بشرية تشبههم، وكان يهتم بكل تفاصيل العمل، بداية من تصميم العرائس وكتابة الحكايات والحوار واختيار الأسماء وإخراج العمل، وحتى يكون الأمر متقنا استعان بفريق من معهد الباليه لتصميم الحركات، وهو ما ساعده على إنتاج عمل متكامل، ويعيش فى وجدان الأطفال والكبار لسنوات طويلة.
هل كان يونس شلبى وهالة فاخر الترشيح الأساسى للمسلسل؟
كان رحمى مقتنعا بأداء يونس شلبى وهالة فاخر لشخصيتى بوجى وطمطم، لذلك لم تكن هناك أية ترشيحات أخرى.
كل الأجيال ما زالوا يسألون: هل بوجى وطمطم شقيقان؟
التصور الشائع لدى الشباب والصغار بشأن أخوّة بوجى وطمطم غير حقيقى، لم يقصد رحمى هذا ولم يرد فى المسلسل، فلا يُعقل أن يكون القرد شقيقا للأرنبة، وإنما قصد ابتكار شخصيات خيالية لجذب الأطفال إلى القصص وتوصيل أفكاره بسهولة.
وما قصة اختيار اسمى بوجى وطمطم للمسلسل؟
اسم بوجى يرتبط بشقيق رحمى، فقد كان اسم شهرته وتدليله داخل العائلة، أما اسم طمطم فيرتبط بمسميات التدليل لأغلب البنات المصريات، خاصة من يحملن اسم فاطمة.
هل فكر رحمى فى تسويق عرائس بوجى وطمطم؟
فى منتصف التسعينيات فكّر فى توظيف النجاح الكبير للمسلسل فى تصميم عرائس صغيرة للشخصيات، وتوفيرها ضمن ألعاب الأطفال لتكون متداولة بين الجمهور، وفعلا نفذ نموذجين لبوجى وطمطم بأحجام مختلفة، وسافرنا إلى الصين لتصنيعهما بسبب عدم وجود مصنع محلى، ولكن خروج المنتج بشكل سيئ دفعنا لتأجيل الفكرة، وظلت معلقة حتى وفاته.
وما رأيك فى عرائس بوجى وطمطم المعروضة بالأسواق؟
لم تعجبنى عرائس بوجى وطمطم المطروحة فى الأسواق، فقد نُفّذت بشكل بشع وغير قانونى، فلم يتحدث أحد معنا عن صنعها أو الحصول على حقوقها بإذن الورثة، لذلك اتجهنا للقضاء وننتظر صدور حكم، وللأسف كانت النماذج الصينية أفضل من مثيلتها المصرية، بسبب اعتماد المحلى على ورش غير محترفة وعدم توافر مصنع متخصص فى العرائس.
وهل كان رحمى يفكر فى استكمال مسلسل بوجى وطمطم؟
أتذكر أنه بينما كان على فراش المرض فى أواخر أيامه، فكّر فى تصميم عروسة جديدة باسم «شكشوكة» أخت عم شكشك، وبالفعل رسم صورتها على الورق، ووضع ملاحظة بأنها شخصية حادة بصوت «مسرسع»، لكنه توفى قبل تنفيذها، وتوليت تنفيذها لاحقا وأنتظر تقديمها فى مسلسل جديد.
هل يمكن أن نرى بوجى وطمطم مرة أخرى؟
تلقيت عروضا عديدة منذ سنوات لإنتاج المسلسل مجددا، لكنها لم تعجبنى ولم أجد فيها ما يُغرى بإنجاز جزء جديد، لأننى أريد إنتاج مسلسل متكامل بهيئة وعناصر الأجزاء القديمة وقيمتها الفنية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة