فتح مجلس الشيوخ، برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، خلال الجلسة العامة المنعقدة ،اليوم الإثنين، أحد الملفات الهامة متمثلة في الخطة الحكومية المقررة للاستفادة للتواصل الطلاب المصريين الدارسين بالخارج، في ضوء نظر طلب المناقشة العامة، المقدم من النائب شريف الجابرى، وأكثر من عشرين عضوا.
وفي هذا الصدد، أكد النائب محمد نبيل دعبس، رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي والاتصالات بمجلس الشيوخ، أهمية تفعيل دور المكاتب الثقافية للسفارات المصرية بالخارج لربط الطلاب المصريين بالجامعات الأجنبية ببلدهم، مشيراً إلي ما كانت تقوم به دولة الهند من إرسال فيديوهات دورية لطلابها بالخارج عن الانجازات التي تشهدها بلدهم وكذا المشاكل التي تواجهها فضلا عن فتح الباب للحديث مع الطلاب والترويج أيضا للاستثمارات.
وأشار "دعبس" إلى دور وزارة الهجرة، الهام الفترة الماضية في التواصل مع شباب المصريين بالخارج، لاسيما و إنشاء مركز وزارة الهجرة لحوار شباب المصريين بالخارج "ميدسي MEDCE"، فضلا عن دورها الكبير في التعامل مع ملفات المصريين بالخارج المتواجدين في مناطق صراعات مثل روسيا والسودان.
وأكد النائب أحمد البدري وكيل لجنة التعليم والبحث العلمي، أهمية المصريين بالخارج وأبنائهم فهم سند البلاد، التي تواجه كافة المغرضين الذين يحاولوا تشويه صورة مصر، مشددا علي أهمية أن تؤصل قضية الانتماء للوطن في نفوسهم، مشددا علي أهمية حصر طلاب المصريين بالخارج وإعداد قائمة لهم لاسيما في ظل الحكومة الإليكترونية. وشدد "البدري" علي أهمية عقد مؤتمرات ولقاءات مع الطلاب لتحيطهم علما بالأحوال الداخلية والاستماع إلي مشاكلهم وطلباتهم.
وألقت النائبة راندا مصطفي، وكيل لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس الشيوخ، الضوء علي أسباب سفر الطلاب المصريين للالتحاق بالجامعات الأجنبية بالخارج، في 3 حالات، إما بسبب مشاكل المجموع أو تكاليف الدراسة المرتفعة بمصر، أو لدراسة تخصص غير موجود، مشيرة إلي ضرورة العمل علي الحالتين الأوائل بإعادة النظر في هذه الاسباب سواء فيما يتعلق بالتكاليف أو المجاميع.
وشددت البرلمانية علي أهمية حماية الأبناء من مكاتب السماسرة التي تقوم بتسفير الطلاب لالحاقهم بجامعات ليست معتمدة، مطالبة أيضا بإنشاء وحدة لإدارة الطلاب المصريين بالخارج تكون معنية بشؤون الطلاب الذين يغادرون طلبا في دراسة تخصصات غير موجودة في مصر.
وعلي مستوي الهيئات البرلمانية، كان للنائب حسام الخولي، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب مستقبل وطن، مداخلة هامة، حيث أكد أهمية العمل علي تعزيز ولاء الطلاب المصريين الذين يغادرون البلاد طلبا للالتحاق بجامعات أجنبية في الخارج، محذرا من خطورة تركهم بدون رعاية مباشرة، قائلاً : " السؤال دائما هو هل نريد ولائهم ولا ننساهم وينسونا؟ ".
وشدد النائب إيهاب وهبة رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري، في كلمته علي ضرورة تقنين وضع مكاتب السماسرة التي تقوم بإيفاد الطلاب للجامعات الاجنبية بالخارج، وتكون تحت بصر الدولة بشكل متكامل حتي لا يقع الطلاب في فخ الجامعات غير المعتمدة.
وقال وهبة إن أحد الأمور الهامة التي قامت بها وزارة التعليم العالي، تحديد الجامعات المعترف بها وبشهادتها في جميع الدول، ويتم مراجعتها سنويا، إلا أن هناك مشكلة يجب علي الوزارة تداركها، وهي أن بعض الجامعات التي قد يكون معترف بها اليوم لا يعترف بها العام القادم، مناشدا الوزارة بأن تظل الجامعة معترف بها حتي نهاية العام الدراسي.
من جانبه ثمن النائب أيمن عبد المحسن رئس الهيئة البرلمانية حماه الوطن، جهود الحكومة ممثله في وزارة الهجرة للعناية بملف الطلاب المصريين بالخارج، لاسيما في مناطق الحروب أو الصراعات، وكذا دورها في حل مشاكل الطلاب بالخارج من خلال اللجنة الوطنية لمتابعة الطلاب ، مطالبا بالوقوف علي طبيعة عملها.
وتضامن عبد المحسن أيضا مع "النواب" في ضرورة التصدي إلي إشكالية خريجي الجامعات الاجنبية وتأهيلهم لسوق العمل، لاسيما و صدور قرارات التعليم العالي بشأن الاعتراف بهذه الجامعات.
فيما أوصي النائب ياسر الهضيبي رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد، الحكومة بإعداد بيانات شاملة للطلاب المصريين بالخارج، وإنشاء منصة إليكترونية بها بيانات كاملة توفر استشارات قانونية ونفسيه واكاديمية، وأمنية تحت مظلة جهة سيادية مصرية خوفا من استقطاب الطلاب لجهات سيادية أخري، فضلا عن ضرورة التنسيق والتواصل بين جميع الوزارات المعنية بعضها لتقديم خدمات للطلاب المصريين بالخارج مثل الهجرة والشباب وكذلك ارتباطهم بالجهات التي قد تستقطبهم بما يؤدي لخطورة.
يشار إلي أن النائب شريف الجابري قال فى طلب المناقشة إننا فؤجىنا عند اندلاع الحرب الروسية - الأوكرانية في عام 2022، بوجود أكثر من 3000 طالب مصري مقيدين بالجامعات الأوكرانية وأكثر من 13000 طالب مصري بالجامعات الروسية، لا نتحدث عن الطلبة المصريين التابعين للبعثات الرسمية ولكن الطلبة المصريين الدارسين بالجامعات الأجنبية علي نفقتهم الخاصة في مختلف الدرجات العلمية (بكالوريوس، ماجستير دكتوراة) و ربما يقدر عددهم بعشرات الألاف ان لم يكن مئات الألاف في مختلف دول العالم و خاصة الدول الأوروبية و الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، حيث لا توجد احصائيات رسمية أو غير رسمية بذلك، هؤلاء الطلاب يتلقوا مستوي تعليمي رفيع و لا تتحمل الدولة أي نفقات تجاهم ومنهم من يعود الي الوطن بعد انتهاء مدة دراسته و منهم من يلتحق بوظائف في دول أجنبية في شركات ومراكز بحثية و مؤسسات مرموقة، تفتقد الدولة المصرية تماما لوسائل التواصل الفعال مع هؤلاء الطلاب سواء من خلال بعثاتنا الدبلوماسية المنتشرة حول العالم أو من خلال الحكومة المصرية ممثلة في وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج".
وطالب النائب إحصائية بعدد الطلاب المصريين الدارسين بالخارج وأماكن دراستهم وخطة الحكومة للتواصل مع هؤلاء الطلاب والاستفادة منهم وخطة البعثات الدبلوماسية في الخارج لاستيعاب هؤلاء الطلاب والاستفادة منهم والمساهمة في رفع وعيهم بالشأن العام المصري.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة