أكد وزير الزراعة السورى المهندس محمد حسن قطنا، ضرورة العمل العربى المشترك وتحقيق التكامل والتعاون بين الدول من أجل مواجهة تحديات الأمن الغذائى، مشيرا إلى أن التعاون بين الدول والتكامل هو أساس تحقيق الأمن الغذائى العربى.
وقال قطنا - فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان، خلال أعمال الدورة السابعة والثلاثين لمؤتمر منظمة الأغذية والزراعة "فاو" الإقليمي للشرق الأدنى التي اختتمت مؤخرا بالأردن - إن تبادل الخبرات والتجارب بين الدول الأعضاء في "الفاو" وكذلك دول المنطقة يمثل أساس التعامل مع تحديات الأمن الغذائي الإقليمى، موضحا أن الدول العربية يجب أن تتبادل فيما بينها تجاربها وخبراتها الزراعية ومن ثم نتحول من انعدام الأمن الغذائي إلى الأمن الغذائي في دولنا العربية والمجاورة.
وأشار إلى أن نموذج التعاون الرباعي بين سوريا والأردن والعراق ولبنان في قطاع الزراعة يجب أن يعمم على دول المنطقة والعالم العربي، مؤكدا أن هذا التعاون الرباعي مثال يحتذى به في تحقيق التكامل العربي ومن ثم تحقيق الأمن الغذائي.
ولفت قطنا إلى أن التعاون الرباعي عمل على تقليل الخوف من عدم تحقيق الأمن الغذائي المحلي لهذه الدول الأعضاء في هذا التعاون، مشيرا إلى أنه تم إنشاء منصة خاصة بالدول الأربع من أجل التعرف على القطاع الزراعي في كل دولة على حدة.
وأعرب عن أمله في أن ينضم عدد آخر من الدول العربية والمجاورة إلى التعاون الرباعي بين سوريا والأردن والعراق ولبنان، مؤكدا أن تبادل المعلومات والتجارب بين هذه الدول تحول مفهوم الأمن الغذائي إلى إقليمي وليس محليا فقط، وهو ما نعمل عليه حاليا.
وطالب وزير الزراعة السوري، منظمة الأغذية والزراعة "فاو" بالعمل مع الدول العربية وتقديم الدعم للحكومات من أجل أن تقوم حكومات هذه الدول بتقديم الدعم إلى الفلاح باعتباره هو العنصر الرئيسي في قطاع الزراعة، وبالتالي يعود بالنفع على الشعوب عبر توفير الغذاء وعدم الدخول في مرحلة انعدام الأمن الغذائي.
وضرب قطنا مثلا بسوريا وأسباب تراجع الإنتاج الزراعي بها نتيجة الحرب والأضرار التي أدت إلى تدمير الكثير من البنية التحتية، موضحا أن هذه الظروف الصعبة أدت إلى هجرة عدد كبير من الفلاحين السوريين نظرا لدعم قدرتهم على العمل في بيئة الحرب والبنية التحتية المدمرة.
ونوه إلى أن هذه الهجرة وظروف الحرب أدت إلى انخفاض نسب الإنتاجية، مما شكل تحديا جديدا أمام توفير احتياجاتنا من الغذاء، سواء من القطن أو من القمح وبالتالي تحولنا من دولة كانت مكتفية ذاتيا إلى دول مستوردة لبعض المحاصيل، ومنها القمح والقطن وبعض البقوليات في بعض الأحيان.
واعتبر أن المشاركة الحقيقية من المنظمات الدولية في مجال مواجهة تحديات الأمن الغذائي مع الدول العربية هي تمكين الدول من تنفيذ بعض المشاريع الزراعية والغذائية، مشيدا ببعض المبادرات التي تبنتها منظمة "الفاو" مثل مبادرة (إيد بإيد) ومبادرة (منتج واحد)، إضافة إلى مجموعة من المشاريع تم تنفيذها في سوريا مع منظمة "الفاو" ولكننا نطالب بمزيد من الدعم نظرا للظروف المحيطة.
وكشف وزير الزراعة السوري، عن أن بلاده لديها استراتيجية واضحة في مجال تطوير الزراعة ومواجهة التحديات المناخية والظروف المحيطة وتم عرضها في المؤتمر الإقليمي للفاو بالأردن، مشيرا إلى أن سوريا من الدول التي عانت من التحديات سواء نتيجة للحرب أو نتيجة للظروف المناخية أو الأوضاع بشكل عام في المنطقة، وبالتالي للأسف تحولت من دولة مصدرة لبعض المنتجات إلى مستوردة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة