ثمن رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية السفير محمد العرابي، تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، في كلمته خلال الندوة التثقيفية الـ39 احتفالا بـ"يوم الشهيد"، على أن مصر لا يمكن أن تخون القضية الفلسطينية وكل تلك الدماء التي سالت من أجلها.
وقال العرابي - في كلمته أمام اجتماع لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب اليوم /الأحد/ - إن القاهرة تقف حائط صد منيع أمام محاولات تصفية القضية الفلسطينية لاسيما عبر مخطط دفع أهل قطاع غزة إلى النزوح نحو مصر، منوهاً برد الرئيس السيسي في هذا الصدد بأن "أرض سيناء هي جزء من أرضنا ونحن المسؤولون عنها وحمايتها.. وهذه حدودنا منذ آلاف السنين ولن يفرط أحد بفضل الله فيها " .
وأضاف أن مصر - التي لم تغلق معبر رفح يوماً واحد منذ بداية الأزمة - تواجه مخطط تجويع أهل القطاع وعرقلة الاحتلال الإسرائيلي لنفاذ المساعدات الإغاثية إلى القطاع المنكوب، عبر عمليات إنزال جوي؛ في محاولة لنجدة الغزاويين والتخفيف من حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشون فيها.
ولفت إلى أن عمليات الإنزال الجوي للاحتياجات الأساسية التي انتهجتها القاهرة في الآونة الأخيرة بالتعاون مع عدد من الشركاء الإقليميين والدوليين تُظهر حجم التعاون الدولي الذي سلكته مصر لدعم أهل غزة.
وأشار وزير الخارجية الأسبق إلى أنه رغم صعوبة المفاوضات بين الجانبين لوقف إطلاق النار، إلا أن القاهرة لا تزال تقوم بمساع حثيثة للتوصل إلى هدنة بقطاع غزة وإبرام صفقة لتبادل الأسرى، ووضع حد للعدوان الإسرائيلي على القطاع والذي راح ضحيته أكثر من 30 ألف شهيد، مسلطاً الضوء على الجهود الكبيرة التي تبذلها مصر بالتوازي لإعادة المسار السياسي للقضية الفلسطينية ومنح الشعب الفلسطيني حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس.
ونبه إلى أن هناك آمالا دولية كبيرة على الجهود المصرية الساعية لوقف إطلاق النار بالتزامن مع حلول شهر رمضان، والبدء في مسار تفاوضي عادل يضمن للشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولة المستقلة ذات السيادة.
وحول سياسة مصر الخارجية، تحدث العرابي عن حرص مصر على الالتزام بمواثيق المنظمات الدولية والإقليمية والعمل على تحقيق أهدافها، وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول، إلى جانب التأكيد على مبدأ منع استخدام القوة أو التهديد بها في العلاقات الدولية، وفض المنازعات بالطرق السلمية، وتنمية العلاقات الودية بين الشعوب، وتحقيق التعاون الدولي في المجالات كافة.
واختتم رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية بأن مصر تظهر كذلك روح التضامن مع القضايا الإفريقية، وتسعى للانخراط الفعال فيها بهدف التوصل إلى حلول لحلحلة جميع الأزمات، فضلا عن دعم تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدول الإفريقية.
وفي شأن آخر، أبرز السفير صلاح حليمة، عضو مجلس إدارة المجلس المصري للشئون الخارجية، أن مصر تلعب دوراً حاسماً في مسألة تسوية الأزمة في السودان، مذكراً بأن القاهرة استضافت في يوليو من العام المنقضي "قمة دول جوار السودان" والتي أقرت آلية اتصال يقودها وزراء خارجية الدول المشاركة لبحث الإجراءات التنفيذية المطلوبة لمعالجة تداعيات الأزمة السودانية على مستقبل واستقرار السودان، ووحدته وسلامة أراضيه، والحفاظ على مؤسساته الوطنية ومنعها من الانهيار.
وتابع أن مصر استضافت كذلك خلال الأشهر الماضية اجتماعات لعدد من القوى السياسية السودانية، بهدف بلورة إطار سياسي من جانب القوى المدنية لوقف الحرب السودانية، وبحث قضايا الانتقال الديمقراطي في البلاد.
وأوضح حليمة أن جميع القوى السودانية تثق تماما في صدق الجهود المصرية التي تتعامل مع الأزمة منذ البداية وفق مبدأ "دبلوماسية الأشقاء"، حيث يأمل السودانيون في الوصول لحل سياسي سلمي تفاوضي يؤسس لسلام مستدام وهو أمر يتطلب تنسيق الجهود مع دول الجوار وتأتي مصر في مقدمة الدول التي وضعت إنهاء الأزمة السودانية على أجندة أولوياتها نظرا للأهمية الخاصة التي توليها القاهرة للسودان الذي يدخل ضمن دوائر الأمن القومي المصري.
حضر الاجتماع كل من: رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب النائب كريم درويش، والمدير التنفيذي للمجلس المصري للشئون الخارجية السفير عزت سعد، وعضو المجلس السفير علي الحفني.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة