من الجميل أن يسخر العلم لخدمة المجتمع بل فئة معينة تحتاج فعلا إلى تسخير العلم لمساعدتهم في حياتهم اليومية والتواصل مع الآخرين بشكل مباشر، لمنع الشعور بتك الإعاقة التي حباهم الله بها، وهو ما فعله طلاب كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي بجامعة مطروح، والمشاركين بفريقين ضمن هاكاثون الجامعات المصرية بجامعة بنها تحت عنوان "هاكاثون التقنيات الناشئة لتمكين ذوى الهمم".
في البداية، كشف بدر جمال المشرف على الفريقين الممثلين لكلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي بجامعة مطروح، والمشاركين بهاكاثون جامعة بنها للتقنيات الناشئة لتمكين ذوي الهمم، أن الفريقين المشاركين من الجامعة أحدهما استهدف المجال الطبي، والآخر استهدف الجانب التعليمي، لفئة الصم والبكم، من خلال تطوير تطبيق يمكن ذوى الهمم من التواصل عبر تقنية "Zoom"، أو تطبيق آخر لتحويل لغة الإشارة إلى لغة صوتية تمكن ذوى الهمم من التواصل المباشر سواء مع المحاضرين أو تمكين الفرق الطبية من التعامل المباشر مع المرضي من الصم والبكم والتعرف على حالتهم وتشخيصها.
وبدوره، قال عبد اللطيف محمود عبد اللطيف، قائد الفريق المختص بتطوير التطبيق من الجانب الطبي، إنه والفريق اختاروا تطوير تطبيق تحويل لغة الإشارة للصم والبكم بدلا من تحويلها إلى نصوص مكتوبة لتحويلها إلى لغة صوتية خلال التواصل المباشر عبر التطبيق، وذلك لتعرضه لموقف شخصي بسبب صديقه من الصم والبكم، وأثناء خروجهم من الدراسة في المراحل السابقة، تعرض صديقه لأزمة صحية، وعلى الفور انتقل به رفقة مجموعة من زملاؤه إلى أقرب مستشفى، ولكن بسبب حالة صديقه لم يستطع الطبيب التعرف على الحالة المرضية التي يعاني منها صديقه أو سبب تعبه، وكذلك أيضا بسبب عدم قدرة الطبيب على استيعاب لغة الإشارة الخاصة بصديقه.
وتابع "عبد اللطيف"، خلال حديثه لـ "اليوم السابع"، أنه خلال الموقف لم يستطع الطبيب التشخيص الكامل لصديقه وبالتالي كان العلاج الذي وصفه الطبيب لم يكن بالقدر الكافي لعلاج صديقه، لذا أصر على ابتكار أقرب وسيلة تمكن صديقه، مشيرا إلى أنه والفريق أجروا استطلاع رأي وكذلك التوصل لإحصائية أن هناك نسبة 5% من الصم والبكم حول العالم يعانون من التواصل المباشر مع غيرهم من الأسوياء، لذا حرصوا على تطوير التطبيق القائم الذي يقوم بتحويل لغة الإشارة إلى نصوص مكتوبة.
ومن ناحيته، قال محمد عبد الباري الطالب بالفرقة الثالثة بكلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي بجامعة مطروح، إن التطبيق والفكرة الموجودة حاليا هو تحويل الإشارات إلى نصوص مكتوبة، لكن الفكرة التي قام الفريق على تطويرها هي تمكين ذوى الهمم من الصم والبكم من التواصل فيديو كول من خلال تحويل لحظي للغة الإشارة الخاصة بالصم والبكم إلى لغة صوتية، والعكس من خلال تحويل الصوت إلى لغة الإشارة في نفس اللحظة.
أما الفريق الثاني لنفس الكلية والجامعة، الذي ابتكر فكرة قريبة جدا من الفكرة السابقة ولكن عبر تطبيق الـ"Zoom"، لمساعدة الطلاب من ذوى الهمم على التعلم خاصة في التعلم الإلكتروني عن بعد، حيث أوضحت إيمان محمد الطالبة بالفرقة الرابعة بكلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي بجامعة مطروح، أن فكرة التطبيق جاءت بعد موقف شهدته لتعرض نجلة صديقة والدتها التي والدت تعاني من فقدان السمع والنطق، وظلت أسرتها تتنقل بها للمستشفيات لإجراء أية تدخلات جراحية أو تركيب قوقعة ليمكنها من السمع إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل ولم يقدر لها السمع، فرضخت الأسرة لهذا الأمر الإلهي، وبدأت الفتاة في التعلم عبر الوسائل المتاحة لها.
وتابعت، أنه خلال الأونة وخاصة في فترة تفشي فيروس "كورونا" لم تتمكن الفتاة من الخروج وتلقى المحاضرات التعليمية الخاصة بها عبر الإنترنت كغيرها من الأسوياء، لذا قامت هي والفريق المشارك معها في تطوير التطبيق عبر "Zoom"، من خلال العمل على تحويل لغة الإشارة الخاصة بالصم والبكم إلى لغة صوتية تمكن الطالب من التواصل المباشر واللحظي مع المحاضر والتفاعل بشكل فوري، والتسهيل عليهم.
أحد الفرق
التطبيق
الفريق ينهي استعداده قبل لجنة التحكيم
الفريقين بعد تقديم أفكارهم للجان التحكيم
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة