تعد الأكاديمية المصرية للفنون في روما إحدى المنارات الثقافية التي تمثل مصر على الساحة الدولية، وتعمل كجسر ثقافي بين مصر وإيطاليا والعالم الأوروبى، تهدف الأكاديمية إلى تعزيز التبادل الثقافي والفني بين البلدين، ودعم الفنانين والمثقفين المصريين من خلال توفير فرص للإبداع والتفاعل مع الثقافة والفنون العالمية، فهى تسعى لتقديم صورة مشرفة عن الحضارة المصرية بوجهها الحديث والتاريخي، ولذا حرصنا على إجراء أول حوار مع الدكتورة والفنانة رانيا يحيي بعد توليها منصب مدير الأكاديمية، حيث إنها تعمل على تحقيق الريادة الثقافية على المستوى الدولى.
- كيف تسعى الأكاديمية للحفاظ على التراث الثقافي المصري ونقله إلى الجمهور الإيطالي؟
هي مسئولية مشرفة كلفت بها وفخورة وسعيدة بيها، وبشكر القيادة السياسية والدكتور أحمد هنو وزير الثقافة، على تحمل هذه المسئولية، اتنمى التوفيق من الله، منذ أن توليت المنصب قمت بعمل العديد من الإنجازات منها الانتهاء من بعض صيانات بالأكاديمية وعملت على عودة بعض الأنشطة الثقافية والفنية التي توقفت منذ فترة، كما تم افتتاح الموسم الثقافي الفني فى 17 أكتوبر الماضى فى موعده، وكان الافتتاح مهم ومشرف بحضور السفير بسام راضى سفير مصر فى إيطاليا، كما قدمت الاكاديمية فعالتين بعد شهر أكتوبر وفى طريقنا إلى تقديم فعاليات أخرى خلال شهر ديسمبر الجارى، فيمكننا القول إن الأكاديمية لها دور فى تعزيز الحوار الثقافي بين مصر وإيطاليا لأنها أصبحت لها دور قوى وسط الاكاديميات الأخرى الموجود هنا من خلال تقديم الفعاليات التي تضم العديد من الأنشطة المنوعة مثل معرض فن تشكيلى ومعه حفلة فنية، أو أمسية شعرية وحفلات لعروض التنورة، أو رقص فلكلورى ومعه مأكولات ومشروبات مصرية تعبر عن ثقافتنا وهويتنا، ومن هنا يتمكن الزوار من التعرف على حضارتنا التي يحبها المجتمع الايطالى جداً، كما أننا نسعى طوال الوقت على استقبال طلاب المدارس الإيطالية للقيام بجولة تفقدية فى الأكاديمية، كما أسعى طوال الوقت على الانفتاح على الاكاديميات الأخرى وبستقبل اى دعوة بالحضور إلى مؤسسة ثقافية أو فنية حتى نوسع دائرة الاهتمام بالأكاديمية والقيام بعملية التبادل الثقافي بين البلدين.
- ما الدور الذي تلعبه الأكاديمية المصرية للفنون بروما في تعزيز الحوار الثقافي بين مصر وإيطاليا؟
المشاركة بين المصريين والايطاليين قدمنا مثلا راقصات فلكورية برقصات ايطاليات اتعلموا على يد مصريين فى إيطاليا، كما قدمنا مسيرة الايطالى فيروتشى بمناسبة مررة 155 سنة على ميلاده فهو صمم الكثير من القصور الملكية فى مصر منها قصر المنتزة قصر القبة و قصر عابدين واوبرا دمنهور، وغيرها من الفعاليات الثقافية المشتركة وهذا بالطبع يوطد العلاقات بين البلدين.
- كيف تساهم الأكاديمية في دعم الفنانين والمبدعين المصريين دوليًا؟
نقدم الفنانين الشباب المبدعين فى المجالات المختلفة ونلقى الضوء عليهم من خلال الاكاديمية لتعريف المجتمع الاوروبى والايطالى بهم، بالإضافة إلى نبرز الفنانات والمبدعات المصرييات، فنحن على تواصل دائم بالشباب باعتبارهم الحلقة الأهم فى المعادلة الثقافية.
- هل هناك تعاون مع أكاديميات أو مؤسسات ثقافية أخرى في روما أو أوروبا؟
هذا جزء من اهتمامى، لتوسيع دائرة الاكاديمية لابد من التوجه إلى الشباب، من المهم توسيع قاعدة الجمهور من الشباب الأوروبي واطلاعهم على الثقافة المصرية القديمة، هذا شيء مهم لأننا لن نخاطب الكبار أو الناس التي لديها نضج واعى فقط بل نخاطب الشباب الذى يحملون راية المسئولية بعد سنوات بسيطة، لذلك نقوم بالتحدث عن هويتنا وحضارتنا العظيمة والمتفردة، بالإضافة إلى أننى قمت بعمل لقاءات مع المسئوليين بالاكاديمات الأخرى وفى طريقنا للتعاون مع المؤسسات الإيطالية فى المسرح والسينما و الفنون التشكيلية بالإضافة إلى أننا نوسع دائرة العلاقات مع المؤسسات الفنية الأخرى.
- ما خطط الأكاديمية للتوسع أو تقديم مبادرات جديدة في المستقبل؟
الأولوية أن مصر تكون حاضرة فى جميع الأنشطة والاجتماعات حتى نثبت دور مصر البارز والريادى ودورها المحورى على مستوى الإقليمى والدولى، كما أن مصر الدولة العربية الوحيدة التي تمتلك اكاديمية فنية وسط الاكاديميات العالمية الفنية الأخرى، لذا من أهم أولوياتى توسيع النشاط بشكل كبير ونعرف نفس هويتنا وثقافتنا المقدرة وسط المجتمع الاوروبى.
- ما أبرز التحديات التي تواجه الأكاديمية في تحقيق أهدافها؟
أبرز التحديات التي يمكن أن تعطلنا قليلاً، هي الظروف الاقتصادية التي يعانى منها العالم بأكمله، لكنى واثقة من وعى الدولة وإدراكها لدور الاكاديمية باعتبارها منارة ثقافية وحضارية ومنبر مهم جدا للدولة، فهى تمثل بؤرة إشعاع ثقافى، لذا متأكدة من أن الدولة ستقدم دعم حقيقى للعبور من الأزمة الاقتصادية التي سوف نتجاوزها ونقدم خططنا بكل قوة لاثبات أن الدولة المصرية قادرة على مواجهة كل التحديات من خلال عرض الأنشطة و الفعاليات لتكن مصر فى ريادة ومتواجدة فنحن دول حضارة بفنونها وعلومها وثقافتها.
-ما هي البرامج والفعاليات الثقافية والمبادرات التي تقدمها الأكاديمية؟
نحن نقدم خطة للبرامج مزدحمة بالعديد من الأنشطة الفنية والثقافية، فنحن نقدم الحدث وكأنه مهرجان ضخم، كما إننا نقدم مبادرة اسمها "مصر الحاضنة"، كل شهر نقدم دولة عربية تقدم أنشطتها وثقافتها وفنونها من داخل الأكاديمية المصرية للفنون المصرية بروما، فنحن نحتضن الدول العربية وذلك لإعطاء رسالة سلام للإنسانية كلها.
دكتورة رانيا يحيي
- ما المبادرات التي تقدمها الأكاديمية لإشراك الجالية المصرية في إيطاليا؟
بالفعل جاء المسئوليين عن الجالية المصرية لزيارة الأكاديمية فى الفترة الأخيرة، وحضروا الاحتفالية الأخيرة وسعدت جدا بحضورها، فالاكاديمية تفتح أبوابها لهم ولكل الجاليات العربية والأوروبية أيضا، نحن كلنا نقدم دورنا لصالح الدولة المصرية، ووجودهم وخبراتهم سيساهم فى دعم الأكاديمية باعتبارها بيت المصريين فى إيطاليا، ودورهم بالطبع سيعزز من نشاط الاكاديمية ويؤكد على دورها ويفتح آفاق أوسع للتعامل مع المجتمع الايطالى.
- كيف يمكن للفنانين المصريين التواصل مع الأكاديمية للاستفادة من خدماتها؟
الأكاديمية المصرية للفنون بروما، تستقدم الفنانين المصريين المتميزين بكافة المجالات الفنية والثقافية المختلفة، من خلال إقامة ندوات عن عروض الكتب، و استضافة شعراء ونقاد وأدباء، وإقامة معرض للفنانين المتميزن فى النحت، و إقامة حفلات للموسيقيين والعازفيين، وأيضا صناع السينما من ممثلين ومخرجين ومصورين نفس الأمر فى المسرح، جميع التخصصات كل شخص متميز فى مجاله فنحن نقوم بتسليط الضوء عليه ليس فى مصر بل فى الخارج أيضا.
- هل هناك خطط لاستخدام التكنولوجيا لتعزيز وصول الأكاديمية إلى جمهور أكبر؟
نحن نستخدم التكنولوجيا للوصول إلى أكبر عدد من الجماهير، وذلك عن طريق استخدام صفحات مواقع التواصل الاجتماعى أو رسائل الايميلات، وهذا جزء اساسى من تواصلنا مع الجماهير.
- هل هناك مشاريع مستقبلية لزيادة التعاون بين مصر ودول أخرى عبر الأكاديمية؟
نحن تشتغل على المشاريع المستقبلية بين الأكاديمية المصرية للفنون بروما، والاكاديميات الأخرى المناظرة فنحن فى تعاون دائم، ونؤكد على دور المؤسسات الثقافية المختلفة معنا، والقادم سيكون أكثر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة