فى الذكرى 106 لميلاده.. ما لا نعرفه عن السادات (1).. اتسم بالوفاء لزوجته الأولى ولم يميز بين أولاده واستقطع معاشه لتجهيز شقيقاته ونصح أقاربه بالابتعاد عن السياسة.. وهذا سبب عدم انتمائه للأحزاب خلال شبابه

الثلاثاء، 24 ديسمبر 2024 11:00 م
فى الذكرى 106 لميلاده.. ما لا نعرفه عن السادات (1).. اتسم بالوفاء لزوجته الأولى ولم يميز بين أولاده واستقطع معاشه لتجهيز شقيقاته ونصح أقاربه بالابتعاد عن السياسة.. وهذا سبب عدم انتمائه للأحزاب خلال شبابه الرئيس الراحل محمد أنور السادات
كتب أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

<< ظل يحترم زوجته الأولى إقبال حتى بعد الطلاق وجعلها تصرف من معاشه

<< لم يمنع جيهان من تحقيق ذاتها وكان يؤمن بقيمة وأهمية المرأة في المجتمع

<< حياته كانت كلها معاناة وكفاح منذ شبابه ونضاله ضد الاحتلال البريطاني

<< كان يطالب أشقائه بأن يعيشون حياة طبيعية وليس كأخوات رئيس

<< استبدل ثلاثة أرباع معاشه من أجل أن يجهزني وكل أخوتي

<< كان يجلس كثيرا مع عائلته وأبناء أشقائه عندما كان رئيسا للجمهورية

<< أبرز نصائحه كانت البعد عن السياسة وحكى لنا معاناته بسبب السياسة
 

في كتابه «أكتوبر 1973.. السلاح والسياسة»، والذي تحدث فيه باستفاضة عن تلك اللحظة التاريخية في عمر مصر، وصف الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل، الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بجملة تكشف حجم ثقل هذا الرجل السياسي ليس فقط في تاريخ مصر أو الدول العربية بل عالميا.

خلال كتابه قال "هيكل" :"السادات كان قبل ليلة العبور واحدًا من زعماء العالم العربي مثل كثيرين، لكنه بعدها أصبح نجماً يلمع في أفق عالٍ وشاهق، قبلها كان رجلًا مثل هنري كيسنجر يتهرب منه ويراه «بهلوان سياسي»، بعدها لم يعد في مقدور أحد، بمن فيهم كيسنجر إلا أن يعترف له بأنه داهية سياسي، قبلها كان حاكماً بشرعية مُستعارة من سلفه جمال عبدالناصر، بعدها أصبح يمتلك شرعية مستقلة يبدأ بها عصرًا جديدًا من حكمه".

اقرأ أيضا:

محمد مصطفى أبو شامة: السادات صاحب أفضل خيال سياسي في تاريخ مصر قاطبة

نحن هنا بصدد الحديث عن شخصية سياسية من الطراز الرفيع، ففي كتابه "القيادة: ست دراسة فى استراتيجية العالم" الصادر في منتصف عام 2022، كشف ثعلب السياسة الأمريكية هنري كيسنجر، عن أبرز 6 نماذج للقيادة العالمية، وكان من بينهم الرئيس الراحل محمد أنور السادات، حيث أكد خلال كتابه أن رؤية السادات للسلام كانت شجاعة وغير مسبوقة فى تصورها وجريئة فى تنفيذها، كما قال عنه الرئيس الأمريكي الأسبق، جيمى كارتر، "لم أقابل أى رئيس أو مسؤول أمريكى، إلا وحدثنا بصدق عن إعجابه الشديد بذكاء الرئيس السادات وتطلعاته وشجاعته، وأنا شخصيا سأتعلم الكثير من الرئيس السادات، وأتطلع مخلصا إلى إقامة صداقة شخصية وحميمة مع الرئيس السادات".

اقرأ أيضا:

رقية السادات: سلمت خطاب من على أمين لوالدي وصدر عفو رئاسي عن مصطفي أمين

ما سبق جزء بسيط من الرئيس الراحل سياسيا، ولكن في السطور القادة، فنحن نأخذ القارئ إلى السادات ليس الرئيس أو قائد الحرب أو السياسي المخضرم، بل السادات العاشق والأب والابن والأخ والفنان والرياضي، سنغوص داخل مكنون شخصية هذه الشخصية التاريخية، بمناسبة الذكرى الـ107 لميلاد الرئيس الراحل، وذلك على لسان عائلته.

ابنته الكبرى وأقرب بناته طوال حياته، رقية السادات، تتحدث عن عام ميلاده، 1918، حيث تقول :"إذا نظرت إلى كف يديك اليمين واليسار، ستجد أن اليد اليمنى مكتوب عليها رقم "18"، واليد اليسرى مكتوب عليها رقم "81"، وفي ذات الوقت ستجد أن محمد أنور السادات ولد في عام 1918، واستشهد عام 1981، فهذا أمر مميز للغاية".

السادات المناضل والثوري

حياة السادات مليئة بالمحطات والتخبطات، فمن الشاب المقدام صاحب القرارات المتسرعة والتي تهدف إلى دعم وطنه في قضية الاستقلال، وتورطه في قضية اغتيال الوزير أمين عثمان والتي سجن فيها حتى تم تبرئته من القضية، وهروبه من السجن واختفائه بعدة شخصيات وفصله من الجيش ثم عودته مرة أحرى ومشاركته في ثورة 23 يوليو 1952، ثم عمله بالصحافة وترأسه جريدة الجمهورية، ورئيس مجلس الأمة حتى أصبح نائبا للرئيس الراحل جمال عبد الناصر ثم رئيسا لمصر في واحدة من أصعب الفترات في عمر الوطن، ليتحول فيها السادات من التسرع والتهور في قراراته إلى التأنى والتريث والسياسة والتي ضرب فيها أروع الأمثلة سواء في اتخاذ قرار الحرب أو خلال مشاورات السلام مع إسرائيل.

الرئيس الراحل محمد أنور السادات
الرئيس الراحل محمد أنور السادات

مرحلة الكفاح والنضال، تتحدث فيها رقية السادات، لـ"اليوم السابع"،   والتي تؤكد أن والدها كان يتسم بالثورة والنضال والكفاح خلال فترة شبابه في الأربعينيات من القرن الماضي، ولكن بعد أن أصبح رئيسا لمصر تحول كل ذلك إلى الحكمة، حيث أصبح مفاوضا متميزا خلال رئاسته للجمهورية، حيث ترى أن سبب هذا التحول هو المسئولية عن بلد بحجم مصر.

قبل وفاتها وبالتحديد في نهاية العام الماضي، كنا تواصلنا مع الكاتبة سكينة السادات، شقيقة الرئيس الراحل، والتي تحدثت أيضا عن كشفت رحلة كفاح شقيقها عندما قالت: "حياة محمد أنور السادات كانت كلها معاناة وكفاح منذ شبابه ونضاله ضد الاحتلال البريطاني، وعندما صدر قرار باعتقاله وهرب كان يأتي لنا متخفيا في منزل العائلة لزيارتنا بين الحين والأخر ليطئمن على عائلته ويسلم عليها وظل لسنوات مطاردا وعمل في الكثير من المهن، وعانى كثيرا وفي النهاية وربنا جبر بخاطره وقاد مصر في أهم انتصار عسكري وتمكن من استرداد سيناء ليظل اسمه محفورا في التاريخ".

رقية السادات
رقية السادات

فيما يكشف عفت السادات نجل شقيقه، أبرز المهن التي عمل بها محمد أنور السادات في صغره، قائلا إن الرئيس الراحل عمل أكثر من مهمة، وكان يمارس العديد من الأعمال خاصة خلال فترة الأربعينيات وواجه صعوبات في حياته، وعمل عاملا وسائق من مراحل حياته، وكذلك التحق بمجال الفن وعمل فنانا ولكن لم يستمر في كل تلك الأعمال.

السادات والأحزاب السياسية

الحياة الحزبية لدى الرئيس الراحل كانت في نهاية حياته وليس في بدايتها، فرغم عمله الثوري والنضالي في شبابه، ورغم انتعاش الحياة الحزبية في فترة الأربعينيات، ولكن لم ينضم لأي حزب سياسي، وظل كذلك حتى أعاد السادات الأحزاب خلال صدور قانون تنظيم الأحزاب السياسية في يونيو 1977، وينشئ معها الحزب الوطني الديمقراطي.

وهنا تقول رقية السادات :"والدى بالفعل لم ينتم لأي حزب سياسى، كان ضد الملك والإنجليز وكان ذلك يجعله مشغولا عن الانتماء إلى حزب سياسى وظل هذا نهجه محايدا ولم ينتم لأحزب سياسى خلال فترة كفاحه في الأربعينيات، وفى أحد المرات سألته لماذا لم تنتم لحزب سياسى فكان رده " أنا انتمى لمصر ولا انتمي لفرد ، والأحزاب يشكلها أفراد ولكن أنا انتمى للبلد التي عشت فيها وأدافع عنها وأصونها".

السادات وزوجته الأولى "أم البنات"

ليس عيبا أن نتحدث عن حياة السادات الشخصية، فنحن هنا نتحدث عن شخصية تاريخية كان أبا لكل المصريين على مدار أكثر من 10 سنوات، وبالتالي الغوص في تفاصيل حياته الشخصية لا يتنافى مع قواعد الصحافة خاصة إذا كانت تلك الحياة مليئة النبل والشهامة، سواء في علاقته مع أسرته أو أشقائه وعائلته.

الرئيس الراحل محمد أنور السادات وزوجته الأولى إقبال
الرئيس الراحل محمد أنور السادات وزوجته الأولى إقبال

هنا تتحدث رقية السادات عن والدتها "إقبال هانم"، زوجة الرئيس الراحل الأولى وقصة التعارف بينهما في قرية ميت أبو الكوم بمحافظة المنوفية، قائلة :"والدتى كانت ابنة العمدة "محمد بك ماضى"، والذي حصل على البكوية حينها من الخديوى عباس، وفي تلك الفترة كان من النادر أن يكون هناك متعلما في القرى المصرية، وكان والدى شخصية طموحة ومتعلمة، وعائلة السادات أيضا كانت عائلة كبيرة في ميت أبو الكوم، فقد كانت عائلة والدى وعائلة والدتى من أكبر العائلات في القرية، وأبرز ما لفت نظر والدتى في والدى خلال شبابه هو ثقافته وطموحه".

قصة زواجهما لم تستمر، حيث انفصلا رسميا عام 1949، بعد أن أصبح لهما  ثلاث بنات وهن رقية الكبرى وكاميليا وراوية، وبحسب رواية ابنته الكبرى في كتابها "ابنته" تؤكد أن سبب الانفصال كان بسبب بعض أشقاء والدتها وتدخلاتهم، وهنا تسرد رقية السادات لـ"اليوم السابع"، كيف أصبحت علاقة والدها بوالدتها بعد الانفصال، قائلة :"ظل والدي على تواصل مع والدتي واستمر الود بينهما بعد الانفصال، كما ظل والدي يصرف على البيت، وتحولت علاقتهما لصداقة ورعاية لأولاده".

السيدة إقبال السادات
السيدة إقبال السادات

وتتابع :"كان السادات يحترم والدتى للغاية، وكنا نعيش في ميت أبو الكوم، وكان لنا عزوة في القرية لأننا كنا من أكبر العائلات، ووالدى أكرم والدتى كثيرا بعد الانفصال وخصص لها معاش باسمه، واذكر حينها أنه استدعانى وقال لى " يا راكا يا بنتى أنا عملت مرسوم معاش باسمى لوالدتك على أنها زوجتى" وكانت والدتى تصرف المعاش الخاص به، كان معاشها أكبر من معاشنا ، فقد كان هناك وفاء ورجولة ورغم الانفصال ظل الود".

أبرز المعلومات عن الرئيس الراحل محمد أنور السادات على لسان رقية
أبرز المعلومات عن الرئيس الراحل محمد أنور السادات على لسان رقية

السادات وجيهان السادات

علاقة السادات بزوجته الثانية وحب عمره جيهان السادات التي ظلت معه حتى استشهاده في 6 أكتوبر 1981، تكشف جوانب رقية السادات في كتابها "ابنته" جوانب خفية كثيرة عن تلك العلاقة، بجانب علاقة جيهان بزوجته الأولى وأبنائه من السيدة إقبال، عندما تحدثت عن أول زيارة للسيدة جيهان السادات، لزوجة الرئيس الراحل السيدة إقبال، قائلة: "كان لهذه الزيارة ظروفا خاصة، حيث كنت مقبلة على الزواج، وكان الرئيس الراحل وزوجته جيهان السادات يتسوقان معي لاختيار الفساتين والملابس، وذهبت مع طنط جيهان بمعرفتها إلى محل «إيرين» فى عمارة وهبة بشارع قصر العينى، وبعد أن انتهى التسوق أوصلتنى طنط جيهان إلى البيت، وأرادت أن تنصرف فما كان منى إلا أن طلبت منها الصعود معى، وأنه لا يصح ولا يجوز ولا يليق أن تصل إلى البيت ولا تصعد".

وتابعت في كتابها: "حاولت جيهان أن تعتذر بشتى الطرق لكن كل محاولاتها فشلت أمام إصرارى، وكانت مفاجأة كاملة لماما التى فرحت بها ورحبت بها ترحيبا كبيرا، كان هذا أول لقاء بينهما وجها لوجه، وتغزلت أمى فى جمال أخى مع أنها لم تره بعد، وهنأتها على ولادته ودعت له أن يكون حظه كحظ أبيه".

أسرة الرئيس الراحل
أسرة الرئيس الراحل

كما تحدثت رقية السادات عن وقوف جيهان السادات معها قبل زواجها، ومساعدتها في التجهيز للخطوبة ثم الزفاف، قائلة :" تمت الخطوبة وبدأوا ينظمون للجهاز وأمثال هذه الأشياء، وأوكل بابا لطنط جيهان والشهادة لله أنها وقفت معى وقفة عظيمة جدا، فى مسألة التسوق  بالنسبة للفساتين والملابس وقد أدت المهمة على أكمل وجه وكان لأمى خط معين تسير فيه فيما يخصنى وكذلك طنط جيهان".

وحكت عن زيارة جيهان السادات لها بعد ولادتها لابنها الأكبر محمد، مضيفة: "عندما حانت الولادة وكنت صغيرة وعشت ثلاثة أيام في معاناة شديدة فأنزعج أبى، ثلاثة أيام في المستشفى ولم ألد بعد لدرجة أنه قال للدكتور على إبراهيم إذا كان الأمر معقد فمن الممكن أن نكلم مجدى باشا ولا حساسية في الأمر ولا حرج، لكن الدكتور على طمأنه وكل ما في الأمر أن هناك بعض المشاكل التي لم تكن متوقعة لكن سيتم التعامل معها ، وأعطونى البنج وعندما أفقت فوجئت بالآتى: بابا وماما وطنط جيهان وستى أم طلعت وجدى، كل هؤلاء في حجرة العمليات".

وفي تصريحات خاصة تتحدث رقية السادات عن كيف كان يتعامل السادات مع زوجاته سواء السيدة إقبال أو السيدة جيهان، قائلة :" ووالدى كان يرى المرأة عمود البيت وكذلك لها الحق في تحقيق ذاتها وكان يؤمن بقيمة وأهمية المرأة في المجتمع، وأبي كان متحضرا والحضارة ليس معاناه الانفلات ولكن الحفاظ على قيمك وأخلاقك، وفلا تشغله مناصب بل كان دائما يفخر بأنه فلاح، ولكن كان متحضرا ويهتم كثيرا بدور المرأة، ووالدتى أيضا لم تكن محجبة وفي النهاية تحجبت وكذلك السيدة جيهان السادات لم تكن محجبة، فلم يكن يجبر أحد على شيء، وكان مفهومه أن السيدة تساند الرجل بتربية الأولاد ولا يمنعها ذلك من تحقيق ذاتها".

عائلة السادات
عائلة السادات

السادات والعائلة

لم يكن كبير العائلة سنا ولكنه كان كبيرها مقاما، كاريزمته وقوة شخصيته جعلت أشقائه يتعاملون معه وكأنه الأخ الكبير، هذا يظهر بشكل واضح خلال تعامله مع شقيقه الصغير جمال، الذي كان طيارا واستشهد في حرب أكتوبر 1973، وأيضا تكشفه شقيقته الصحفية سكينة السادات، التي قالت في حوار سابق لها معنا بتاريخ 8 سبتمبر 2019 :" الرئيس الراحل هو من تكفل بمصاريف زواجي وأخواتى، وكان حينها عضو مجلس قيادة الثورة، وهو من استبدل جزءا من معاشه الذى كان سيحصل عليه من الجيش وجهزنى، ولست أنا فقط بل أنا وكل أخواتى، وفوزى عبدالحافظ سكرتيره كان يدفع لنا مصاريف المدارس والجامعات من خلال استبدال السادات لمعاشه، وعندما توفى وجدنا أن السادات استبدل ما يقرب من ثلاثة أرباع معاشه من أجل أن يجهزنا".

أبرز المعلومات عن الرئيس الراحل محمد أنور السادات على لسان شقيقته سكنية
أبرز المعلومات عن الرئيس الراحل محمد أنور السادات على لسان شقيقته سكنية

وتتابع :" كان السادات يغضب منى عندما كانت تحدث أزمات بينى وبين زملائى فى العمل بدار الهلال ويشتكى أحد الزملاء منى، وكان يقول لى: "إوعى تفتكرى إن عشان أخوكى رئيس فتثيرى مشاكل مع زملائك، كان يريد منا أن نعيش حياة طبيعية وليس كأخوات لرئيس جمهورية على الإطلاق، وهذا ما حدث، لقد عشنا بشكل طبيعى ولسنا كأشقاء لرئيس، فالسادات كان يغضب منى عندما تصل له شكوى منى فى العمل".

وأكدت أن السادات كان سند لكل الأسرة فكنا نعتبره الأب والسند لأسرته، ولم يترك أخوته مطلقا وكان دائما ما يدعم أشقائه، وكان يعتبر نفسه الأب والأخ والقدوة لجميع أخوته، وتحمل مسؤولياتنا منذ شبابه ساعد فى تربيتنا وكان محبوبا بين أشقائه، والرئيس الراحل كان كل حاجة بالنسبة للأسرة، فكان مرشدا وقائدا، والأب والأخ، وكنا محرومين منه عندما كان سجينا فى فترة الأربعينيات، وكذلك كان شخصية حساسة وذات كاريزما، ودائما بجانبنا ويساعدنا منذ صغرنا في كل المواقف، وما زالنا نعلم لأولادنا وأحفادنا بطولات هذا الرجل".

وبشأن أبرز النصائح التي كان يقولها الرئيس الراحل لعائلته، قالت سكينة السادات: "نحن ناس ريفيين عاديين من القرية ونحافظ على تقاليد القرية ولا نزيد عن أي شخص أخر في أي شيء، ولم يكن يشجع إلا على ذلك ، ويؤكد لنا أننا كأسرة وعائلة الرئيس أناس طبيعيين مع كل الناس ولسنا عائلة رئيس جمهورية ولا نعرف التمييز عن أحد باعتبارنا من عائلة السادات".

عائلة الرئيس الراحل
عائلة الرئيس الراحل

فيما تقول ابنته الكبرى رقية السادات :"أبي كان كبير العائلة وتولى تعليم أشقائه وقال لوالده "بعد أذنك أنا المسئول عن أخواتى وظل مسئول عنهم"،  وعلاقته كانت قوية للغاية بكل أشقائه، ولكن استغل بعض أشقائه منصبه، ورفض أبى هذا الأمر بل وسجن عمي عصمت عندما حاول استغلال منصب أبى وتصرف تصرفات مخلة وحينها أمر السادات بسجنه، وكان يصف هذه الأمور بفعل الصغار وأنا عاصرت كل هذه الأشياء".

وتضيف رقية السادات "كان عدد إخوة السادات كثيرين فقرر أبي أن يتولى عن جدى تربية إخوته ورعايتهم، وكذلك بالنسبة لعماتى واحتياجاتهن ونفقات زواجهن وتجهيزهن، وكذلك تولى أبي الإنفاق على أعمامى من أول عمى عفت  إلى عمى زين العابدين إلى عمى عاطف، وكل هؤلاء كان محتضنهم كأب وأخ كبير، وتولى شؤونهم فى تعليمهم وحياتهم بالكامل، لذلك عندما كان يقول كبير العائلة لم يكن يقولها من فراع، فلم يكن كلاما بل كان فعلا وواقعا".

كما كشفت رقية السادات، في كتابها عن علاقة محمد أنور السادات، بوالدته، قائلة: "فى عام 1958، أحب بابا أن يستضيف عنده جدتى «أم طلعت» فى فيلا الهرم عدة أيام، ومكثت عنده شهرا وكان سعيد بها سعادة بالغة، لكن بابا بدأ يقلق عليها، وقال لى: إننى أتمنى أن تقيم معى حتى يتوفاها الله، فأنا لا أتحمل أن يتصل بى أحد ويخبرنى بوفاتها، أنا أتمنى أن تموت بين يدى، وسبحان الله، لقد حقق الله له ذلك، ففى يوم قلق أبى فارتدى ملابسه وسألته طنط جيهان إلى أين هو ذاهب، فأخبرها أنه ذاهب إلى عمى جمال عبد الناصر، وكان بابا ناويا أن يطمئن على جدتى قبل أن يزور عمى جمال، فوجدها نائمة فأخذ يوقظها ويمزح معها ويحادثها بالكلام المعتاد، وقال لها "مالك يا أمى.. كيف حالك؟ مما تشكين، فقالت له أنا متعبة بعض الشىء، فسألها ماذا أكلت اليوم؟، فأجابت خبيزة وبطة، فقال لها هذا أكل دسم ومتعب، هذا لا يصلح يا أمى، ثم طلبت إليه أن تدخل الحمام فأسندها إليه، وأدخلها الحمام، ثم وهى خارجة كادت أن تقع فحملها، ثم ماتت بين يديه، ورغم حزنه الشديد فقد استراح نفسيا تماما إلى أنها ماتت بين يديه كما كان يتمنى".

فيما يتحدث عفت السادات عن علاقة الرئيس الراحل أبناء أشقائه قائلا :"الرئيس الراحل كإنسان كان مرتبط للغاية بالأسرة والعائلة وكان دائما بارا بأهله، ونتذكر الكثير والكثير من اللحظات الجميلة معه، فكان إنسانا بسيطا وكان معروفا بالتواضع الشديد والإيمان الشديد بربه، وكان بالنسبة ليس فقط مثال ولكن كأب ورئيس".

وحول مساعدة الرئيس الراحل لأشقائه، يؤكد عفت السادات أن محمد أنور السادات كان يساعد شقيقاته البنات عند زواجهن، وكان يقتطع جزءا من معاشه خاصة عندما كان رئيسا لمجلس الأمة، من أجل مساعدة شقيقاته وتجهيزهن، فبعد ثورة 23 يوليو 1952، عزف الرئيس الراحل عن المناصب ثم كلفه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بأن يشغل الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي ثم نائبا بمجلس الأمة ثم رئيس لمجلس الأمة ثم نائبا لجمال عبد الناصر، وحينها كانت شقيقاته البنات في مراحل عمرية مختلفة وبعضهن دخل في سن الزواج، فكان هو من يساعدهن بشكل كبير على مصاريف الجهاز، واستقطع جزءا من معاشه لمساعدتهم وذلك في حياة والده.

ويتابع عفت السادات: "كان محمد أنور السادات يجلس كثيرا مع عائلته وأبناء أشقائه عندما كان رئيسا للجمهورية، وكان لنا لقاءات دائمة معه خلال زيارته لميت أبو الكوم، فكان عمي يحب أن تكون الأسرة والعائلة كلها موجودة خلال زيارته ميت أبو الكوم".

وعن أبرز نصائحه لأبناء أشقائه يقول:" أبرز نصائح محمد أنور السادات لنا كانت البعد عن السياسة، فدائما ما كان ينصحنا بذلك ويحكى لنا أنه عانى كثيرا في حياته بسبب السياسة فكان يريد أن يجنبنا هذا العذاب وكان يؤكد علينا في هذا الأمر وكنا نعتبرها وصية ، وكذلك كان يتحدث معنا عن أهمية وقيمة العمل والإخلاص في العمل وضرورة التعليم والتعلم، فكان دائما يتحدث معنا كثيرا عن أن التعلم يجعلنا نكتسب العديد من المهارات وكذلك ضرورة التحدث بأكثر من لغة لأن هذا من وجهة نظره يكسبنا الكثير من الخبرات، خاصة أن الرئيس الراحل كان يتحدث أكثر من لغة، وكذلك الرئيس السادات تعلم القرآن في الكتاب، والكتاتيب حينها كانت تخرج عباقرة".

أبرز المعلومات عن أنور السادات على لسان نجل شقيقه
أبرز المعلومات عن أنور السادات على لسان نجل شقيقه

السادات وأبنائه

مثلما كان السادات حنونا على عائلته، كان حنونا أيضا على أبنائه، فظل "السادات" أبو البنات حتى عام  بعد العدوان الثلاثي بأسابيع قليلة وبالتحديد في 14 نوفمبر 1956، ليسمى ابنه الوحيد جمال على اسم صديق عمره الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ويكتب كتابا يسمه "يا جمال هذا عمك" ليهديه إلى ابنه الوحيد، ولكن رغم هذا لم يميز الرئيس اراحل بين ابنه الوحيد وبقية بناته الخمسة، وهو ما تؤكد عليه رقية السادات قائلة :"أبي لم يميز جمال عن باقى بناته بل كان يشد على ابنه الوحيد من أجل أن يكون مسئول، ونصائحه دائما كانت ألا نتعالى وكل إنسان يعرف حجم نفسه ويحافظ على بلده واسمه بالتصرفات وليس بالكلام".










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة