تشهد واحة سيوة، ذروة الإقبال السياحة الخارجية، خلال فترة أعياد الكريسماس، وشهدت الفترة الماضية تزايد نسب الحجوزات من شركات السياحة الدولية والمصرية للفترة المقبلة، وتبلغ نسب الإقبال من السياح الأجانب ذروتها خلال أعياد رأس السنة، خاصة وأن واحة سيوة مصنفة ضمن أهم المقاصد السياحية الشتوية العالمية الفريدة، في حين تبلغ ذروة إقبال السياحة الداخلية، خلال إجازة نصف العام الدراسي .
وتنشط السياحة الخارجية والداخلية في سيوة، وتزدهر خلال فصل الشتاء، ويقبل عليها عدد كبير من السياح الأجانب، خاصة محبي المغامرة والهدوء والطبيعة البكر، والراغبين في البعد عن الحياة المدنية الحديثة وصخبها وضجيجها، حيث تعد واحة سيوة محمية طبيعية، يتم الحفاظ على طابعها البيئي والتراثي.
تتبع الواحة محافظة مطروح إدارياً، وتقع في أقصى عمق الصحراء الغربية، جنوب غرب مرسى مطروح بـ 320 كيلو متر، وتتميز بوحدة الطراز المعماري التقليدي والمباني فيها من طابق أو طابقين، وتلتزم الفنادق والمنتجعات السياحية، بكود البناء على الطراز المعماري السيوي القديم، و توحيد مظهرها وألوان وواجهاتها، وتتفاوت أسعار الإقامة الفندقية لتناسب جميع المستويات، حيث يوجد فندق بيئي يعد من أغلى فنادق العالم، كما توجد فنادق تناسب متوسط الدخل ومحدود الدخل.
ويفضل كثير من ومشاهير العالم ورجال الأعمال والمسئولين والفنانين، زيارة واحة سيوة، على مدار العام، ويكون الإقبال أكبر خلال فصل الشتاء، من بينهم الزيارة الشهيرة فى شهر مارس 2006 للأمير تشارلز أمير ويلز وزوجته كاميلا دوقة كورنوال، حيث زارا واحة سيوة و أقاما في أحد الفنادق المقامة على الطراز البيئي وخالي من الوسائل الحديثة، وهو فندق ادرار املال، والذي يعد من أغلى فنادق مصر ومن ضمن أغلى الفنادق العالمية، من حيث أسعار الإقامة والإعاشة فيه.
كما يزور الواحة كثير من الفنانين المصريين والعرب والأجانب، للاستمتاع بالطبيعة الفريدة أو لتصوير أعمال فنية، وهناك عدد من الأجانب يقيمون بشكل شبه دائم في الواحة بعد أن وقعوا في عشقها.
وتسُوق شركات السياحة العالمية، واحة سيوة على أنها الخيار الأمثل للسياح ومحبي المغامرة، والباحثين عن الراحة والهدوء والحياة البدائية، والاستمتاع بجوها الساحر، وعيون المياه الساخنة والكبريتية، المتدفقة من باطن الأرض، أو بحثا عن العلاج والاستشفاء، حيث تضم الواحة أكثر من 200 عين مياه طبيعية متنوعة الخصائص، إلى جانب بحيرات الملح، كما تنتشر الآثار التي تنتمي لمختلف العصور القديمة، من بينها الآثار الإسلامية مثل قلعة أو حصن شالي، والآثار الرومانية والفرعونية، مثل معبد الوحي أو التنبؤات أو التكهنات، وقاعة تتويج الاسكندر الأكبر، وجبل الموتى ومعبد آمون، وغيرها.
وتغطي مساحات سيوة بأشجار النخيل والزيتون، وتتدفق عيون المياه من باطن الأرض، والتي يعود تاريخها الى العصور الرومانية القديمة، إلى جانب البحيرات الطبيعية.
وأصبحت سيوة، خلال السنوات الأخيرة، مقصدا سياحيا شتوياً هاما، لكثير من المصريين، والسياح من الدول العربية، وتنظم شركات السياحة رحلات خاصة إليها، للاستمتاع بالمناظر الطبيعية، وكذلك العلاج من الأمراض الجلدية، وبحثاً عن الراحة والاسترخاء وتجديد النشاط وطرد الطاقة السلبية من خلال السباحة في بحيرات الملح، وممارسة رياضة التزلج على الرمال ورحلات السفاري والتخييم في الصحراء.
ويقصد بحيرات الملح في واحة سيوة، زوار الواحة من المصريين والسياح العرب والأجانب، من أجل الاستشفاء والاستمتاع بالسباحة فيها، وتزايدت شهرتها والإقبال عليها، خاصة خلال موسم السياحة الشتوية.
وتقع بحيرات الملح شرق الواحة بنحو 30 كيلومتر، وخلال الوصول إليها يجب المرور بطرقات ترابية وغير ممهدة، تمر بين مزارع النخيل، التي تشعرك بأنك في عالم بدائي أو كأنك وسط إحدى الغابات ذات مشهد جمالي يزيد من الإحساس بالمغامرة والأجواء البعيدة عن الحياة الحضرية بصخبها وزحامها.
وظهرت بحيرات الملح خلال السنوات القليلة الماضية، وهي أشبه بحمامات السباحة، تظهر عقب العمل في مناجم الملح، حيث يتم حفر قطاعات طولية بأعماق تتراوح بين 3 و 4 أمتار لاستخراج الملح الصخر، وبعد ذلك تتجمع فيها المياه بلونها الفيروزي، والتي تشكل مشهد جمالي، لشفافية المياه مع نصاعة اللون الأبيض للملح في القاع والجوانب وكأنها بحيرات محاطة بالثلوج البيضاء.
وتتميز السباحة في بحيرات الملح بأنها تناسب الجميع، حيث أن كثافة الملح في المياه تدفع جسم الإنسان لأعلى فيطفو على السطح، وهو ما يقلل مخاطر الغرق، كما أن كل من يسبح في بحيرات الملح يشعر فورا بتغيرات إيجابية لحالته النفسية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة