شهدت مدينة مرسى مطروح، واقعة نادرة الحدوث، ومليئة بالعبر والدروس في الأمانة والإخلاص والعفة، وتلقى الضوء على النماذج الإنسانية الصالحة في المجتمع، حيث عثر شاب يعمل سائق تاكسي على جوال بداخله 8 ملايين جنيه، على جانب الطريق الساحلي بمطروح، في منطقة فوكه قرب رأس الحكمة، في منطقة خالية من الناس، وأعادها إلى أصحابها ورفض الحصول على مليون جنيه مكافأة، كما رفض عرض أصحاب المال بمساعدته في صب منزله وتشطيبه بدلاُ من السقف الخشبي.
التقى اليوم السابع، مع سامح جبر السائق الأمين، أكد أنه مقيم في مطروح من 14 سنة وأن أصوله من محافظة قنا، وأنه عثر على مبلغ 8 ملايين جنيه، داخل جوال على جانب الطريق الساحلي، شرقي مرسى مطروح بـ 70 كيلومتر في منطقة كوبري فوكة، وأعلن على مواقع التواصل الاجتماعي عن ذلك، وتواصل معه أصحاب المبلغ وسلمه لهم.
وأوضح أنه يعمل سائق على تاكسي، وكان في العمل وأثناء توصيل ركاب من موقف أتوبيس مطروح، إلى منطقة فوكة، وأثناء عودته، لفت نظره وجود جوال ممتلئ على جانب الطريق، في منطقة خالية من الناس، فتوقف وفتحه فوجد به أموال، فأصابه الذهول والارتباك، ولم يجد أحد من حوله في المنطقة، ثم وضع الجوال في السيارة وعاد به منزله، مشيراً إلى أنه عند رؤية الفلوس ذكر الله وظل يذكره طوال الطريق، لكي يبعد وسوسة الشيطان، حتى وصل إلى المنزل ووجد بداخله أكثر من 8 ملايين جنيه.
كما أكد أن زوجته أصابها الذهول والدهشة من رؤية المبلغ الكبير، وسألته عن مصدره، فحكى لها ماحدث، فكان رأيها متوافقاً مع رأيه وطالبته بالبحث عن أصحابها والنشر على صفحات الفيسبوك، حتى يعيدها لهم.
وأضاف السائق الأمين، أنه على الفور قام بالنشر على صفحات فيسبوك، عن عثوره على مبلغ مالي كبير داخل جوال، ونشر رقم هاتفه، للتواصل معه، ومن يخبره بقيمة المبلغ والعلامات المميزة، سيسلمه المبلغ، وبالفعل تواصل معه أصحاب المال، وتسلموه منه، وأعربوا عن شكرهم له وسعادتهم بعودة المال لهم، ورفض الحصول على أي مقابل.
وعقب نشر الخبر، تلقى عشرات الاتصالات، من عدة أشخاص يخبرونه بأنها أموالهم، وعندما يسألهم عن عددها أو العلامات المميزة يكتشف احتيالهم، كما اتصل به البعض يشجعونه على الابقاء عليها لنفسه أو مشاركتهم، وكان يرفض بشكل قاطع.
وكشف " جبر " أنه بعد ساعات، تلقى اتصال من شخص من محافظة دمياط، أخبره أن المبلغ يخصه هو وأخرين، كانوا في طريقهم لشراء أرض بالقرب من مشروع رأس الحكمة، وكانوا يضعون الأموال على شبكة سطح سيارة ميكروباص، كأنها بضاعة أو شي ليس له قيمة لإبعاد الشبهة ومنع سرقتها.
وأوضح المتصل بأن المبلغ 8 ملايين جنيه، وهو عبارة عن 400 رزمة من بينها 399 رزمة فئة 200 جنيه ورزمة واحدة فئة 100 جنيه بها 200 ورقة، فأخبره سائق التاكسي بأن المعلومات دقيقة والمال محفوظ وفي انتظاركم لاستلامه، اتفقا على الحضور في اليوم التالي، لأن الوقت متأخر والمسافة بعيدة بين دمياط ومطروح.
وأضاف السائق الأمين، أنه في اليوم التالي، بأنه اعد الغداء وواجب الضيافة، وعندما سلمتهم المبلغ لم يصدقوا، وكان قد حضر 3 أشخاص لاستلام المبغ، وأخبروه بأن لهم شركاء آخرين وكانوا ينوون شراء أرض في رأس الحكمة لعمل مشروع هناك، وتعجبوا لحالي، لكنني أخبرتهم أن الخير والأمانة موجودة عند الكثيرين، وعرضوا عليّ مبلغ مليون جنيه، مكافأة لي ولأمانتي، ورفضت قبول المبلغ مؤكداً أن المكافأة والأجر ينتظره من الله، ويكفيني رؤية فرحتكم بعودة مالكم، لأن هذا المال ليس مالي ولم اتعب فيه.
وتعجب أصحاب المال أكثر، خاصة وأنه يسكن في منزل تحت التشطيب وسقفه معرش بالخشب، وطالبوه بأن يقبل مساعدتهم له في صب السقف وتشطيب المنزل، فرفض عرضهم، كما ألحوا عليه بأن يشتروا له سيارة تاكسي هدية له بدلا من العمل على سيارة أحد آخر، ورفض هذا العرض أيضاَ.
وعاود أصحاب المال الاتصال بالسائق الأمين، بعد عودتهم إلى دمياط، وأخبروه بأنهم حكوا لباقي شركائهم قصته وحاله وتعجبوا منها، وأصروا جميعاً على تقديم مكافأة، فأقسم عليهم بألا يضغطوا عليه لأنه لن يقبل شيء، ويكفيه أن يكون له أصدقاء وأخوة في دمياط إذا احتاجهم وجدهم.
وقال سامح جبر، لقد ألهمني الله الثبات مع كثرة ذكره وصرف عني وسوسة الشيطان، ولم أفكر لحظة واحدة في أخذ هذا المبلغ المالي الكبير لنفسي، خاصة أنه لا يوجد أحد من المنطقة، ولا توجد فيها كاميرات، لكن الله هو من يراقبني وأنا أقنع بالحلال، وأطعم أولادي من عرق جبيني، ولن أشعر بلذة هذا المال لأني لم أتعب فيه، وأن سعادته في الرضا والقناعة وعودة المال إلى صاحبه.
السائق الامين يودع اصحاب المال بعد تسلمه
سامح جبر بجوار التاكسي الذي يعمل عليه
سامح جبر سائق اعاد 8 مليون جنيه لاصحابه
سامح جبر سائق مطروح الامين
منزل السائق الامين من الداخل
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة