واحة سيوة واقع أجمل من الخيال.. طبيعة خلابة وأجواء تراثية.. فنادق سيوة ذات الطابع البيئى تستعد للكريسماس وارتفاع الحجوزات.. أحدث الفنادق بمنطقة أغورمى وسط غابات النخيل والبحيرات.. صور

السبت، 14 ديسمبر 2024 03:30 م

واحة سيوة قبلة السياحة الشتوية الثقافية والترفيهية

مطروح – حسن مشالي

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تشعر عند زيارتك واحة سيوة، أنك انتقلت إلى عالم خيالي، وتنتشلك الطبيعة البكر والحياة البدائية وهدوء عزلة الصحراء من واقع الحياة العصرية وضغوطها وصخبها، عندما تجد نفسك وسط الزراعات والبحيرات وعيون المياه التي تدفق من باطن البحر، تشعر أن الواقع هناك أجمل من الخيال.

ويميز الواحة الغناء، أنها تشبه المحمية الطبيعية، وتحافظ على طابعها البيئي والتراثي، وتضافر مفرداتها الطبيعية مع تاريخها وآثارها، كما يحافظ أهالي سيوة على خصوصيتها وخصوصيتهم التراثية، مثل محافظتهم على لغتهم الأمازيغية بجانب اللغة العربية التي يتعلمها الأطفال من بعد بلوغهم 6 سنوات، كما يتميزون بانفتاحهم الفطري في التعامل الراقي مع الزوار والسياح، إضافة إل حفاظهم على أمن واستقرار مدينتهم التي تعد من أقل المدن تسجيلاً للجرائم على مستوى مصر والعالم.

وتستعد فنادق واحة سيوة، خلال هذه الفترة، لاستقبال السياح من مختلف دول العالم، والزوار من محافظات الجمهورية، للاستمتاع بأجواء سيوة الشتوية الدافئة وطبيعتها الخلابة وأجوائها الساحرة، وتشهد هذه الفترة تزايد الحجوزات الفندقية من شركات السياحة العالمية، للفترة المقبلة، خاصة لقضاء " الكريسماس" واحتفالات رأس السنة الميلادية، ويعقبها فترة إجازة نصف العام، التي تشهد إقبال كبير من السياحة الداخلية.

ونرصد من خلال مجموعة من الصور، من داخل أحد الفنادق بمنطقة أغورمي، الذي تم إنشائه مؤخراً على الطراز البيئي السيوي، وسط أجواء من العزلة والهدوء وسط مزارع أشجار النخيل الكثيفة التي تشبه الغابات، والبحيرات وعيون المياه، إضافة إلى القرب من بحيرات الملح المميزة.

أكد محمد عمران جيري عضو جمعية أبناء سيوة للخدمات السياحية ومدير الفندق، أن الفنادق تتزين خلال هذه الفترة، لتكون في استقبال عشاق الواحة من كل دول العالم، مشيراً إلى أن الفنادق تم بنائها بما يتوافق وعمارة سيوة التقليدية، من منطلق الحفاظ على هوية سيوة وإبراز ثقافتها الفريدة، فتم تصميم الغرف باستخدام الخامات المحلية، مثل الملح الصخري في تصميم الأسرة ، وايضا الخوص والجريد بما يعكس الفنون والحرف التراثية بالواحة.

وأوضح أن أحدث فندق بالطابع التراثي، بمنطقة اغورمى يقع بجوار معبد الإسكندر الأكبر وهو من أهم المعالم الأثرية بسيوة، حيث شهد زيارة الإسكندر عام 331 قبل الميلاد، وهو على مقربة من عين كليوباترا، وجبل الدكرور، و بحيرات الملح التى تشتهر بها الواحة.

وزيادة في إبراز الطابع السيوي، تم تعريف غرف الفندق بالأرقام والأسماء الأمازيغية التي يتحدثها أهالي سيوة، بشكل جمالي يعكس روح وجمال التراث السيوي، فنجد غرفة تحمل اسم " تازيرى " بمعنى القمر، وأخرى باسم "شالى " للدلالة على شالى القديمة وهى كلمة تعنى البلدة، وكلمة " أجبن " اى البيت، وكلمة "اجروز " أى الجمار أو قلب النخلة، وهو هدية العريس لأم العروس سابع يوم الفرح .

كما توجد أسماء للغرف الفندقية، تبرز معالم سيوة، فنجد غرفة باسم "جوبتر" وأخرى "سنترية" وهى أسماء الواحة عبر العصور التاريخيةالمختلفة.

واستطاع " السيوي " أن يوظف خامات الزيتون في تصميم الاشكال الجمالية، كما يتم تنظيم فقرة للرصد الفلكى حيث الهدوء والنقاء والتأمل في الملكوت، ووجبات الطعام، مثل بومردم ، والملوخية ، ومربى الزيتون، والكركديه، والباذنجان، وغيرها من الأكلات والمشروبات التي تتميز بها الواحة، وتناولها بالقرب من عيون المياه الطبيعية، وحدائق النخيل والزيتون، وتوفير وسائل ترفيه بيئية مثل ركوب الخيل، و الاستجمام والسباحة في البحيرات وعيون المياه.

يذكر أن واحة سيوة تتبع محافظة مطروح إدارياً، وتقع جنوب غربي مدينة مرسى مطروح بنحو 320 كيلو متر، وتعد من أجمل وأشهر المقاصد الشتوية العالمية، ويتردد عليها ألاف السياح من مختلف الدول، إلى جانب الكثير من مشاهير العالم، للاستمتاع بمقوماتها الطبيعية والسياحية والأثرية المتعددة والفريدة، وممارسة سياحة السفاري والتزلج على الرمال، في بحر الرمال العظيم، والتخييم والرحلات الخلوية.

وتصنفها مجلات ومنظمات وشركات السياحة العالمية، بأنها أحد أهم المقاصد السياحية الشتوية في العالم، إضافة إلى السياحة البيئية والعلاجية والتاريخية، وهي واحدة من بين أهم وأشهر الواحات في مصر والعالم، التي تحافظ على طابعها البيئي والتراثي، ويقصدها السياح من مختلف دول العالم، إلى جانب المصريين الذين يتوافدون عليها، من مختلف المحافظات، لقضاء أوقات ممتعة، لتميزها بالطقس القاري الدافئ خلال فصل الشتاء.

وتنفرد واحة سيوة بالعديد من المقومات الطبيعية والتراثية، بما تحويه من آثار تاريخية وحضارية متنوعة،ومناخها الدافئ شتاءًا، وانتشار الزراعات وأشجار النخيل والزيتون في تربتها الخصبة ومياهها الجوفية العذبة، إضافة إلى البحيرات وعيون المياه الطبيعية، وحفاظ سكان الواحة على الطابع التقليدي والتراثي والحياة الفطرية في كثير من المناحي، خاصة الطابع المعماري التراثي التقليدي.

وتتميز واحة سيوة، باحتفاظها ببكارتها وجمال الطبيعة، لم تلوثها التطورات الصناعية والممارسات البشرية الحديثة، وحفاظها على خصوصيتها وجمالها الفريد, الذي جعلها كنز من كنوز مصر الطبيعية والتراثية، في الصحراء، التي تتفجر من باطن أرضها عيون المياه الطبيعية، وأنبتت فيها أشجار النخيل والزيتون والرمان، وغيرها من الأشجار المثمرة والنباتات العطرية، إلى جانب التنوع في التركيبة البشرية والطابع الاجتماعي المتميز، وامتزاج عادات سكنها من القبائل ذات الأصول الأمازيعية والقبائل ذات الأصول العربية، حيث تضم الواحة 11 قبيلة.