بعد 3 عقود من المفاوضات.. اتفاقية الاتحاد الأوروبى وميركوسور تقسم أوروبا.. المزارعون الأوروبيون يعربون عن غضبهم خوفًا من فقدان دخلهم.. الحصول على الذهب الأبيض أبرز أرباح أوروبا.. وفرنسا أكبر المعارضين

الأربعاء، 11 ديسمبر 2024 06:00 ص
بعد 3 عقود من المفاوضات.. اتفاقية الاتحاد الأوروبى وميركوسور تقسم أوروبا.. المزارعون الأوروبيون يعربون عن غضبهم خوفًا من فقدان دخلهم.. الحصول على الذهب الأبيض أبرز أرباح أوروبا.. وفرنسا أكبر المعارضين دول الاتحاد الأوروبى - أرشيفية
فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"معلم تاريخي حقيقي"، هكذا وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، الاتفاقية التجارية التي وقعها الاتحاد الأوروبي مع دول ميركوسور: الأرجنتين والبرازيل وباراجواي وأوروجواي، وعلى الرغم من الأهداف المشتركة بين الطرفين إلا أنها أثارت جدلا واسعا فى أوروبا مع اعتراض بعض الدول أولها فرنسا ،كما أن المزارعين الأوروبيين أعربوا عن غضبهم أيضا.

وأشارت صحيفة لاراثون الإسبانية إلى أن  الهدف الرئيسي لهذه المعاهدة هو تسهيل التجارة والاستثمارات بين الاتحاد الأوروبي ودول أمريكا الجنوبية، ويشمل استيراد المنتجات الغذائية الزراعية، مثل اللحوم وفول الصويا، بأسعار أقل بكثير.
وتهدف  الاتفاقية بين الاتحاد الأوروبي ومجموعة ميركوسور إلى ربط أكثر من 700 مليون شخص في قارتي أمريكا الجنوبية وأوروبا، فمن ناحية هناك 450 مليون مواطن في دول الاتحاد الأوروبي الـ 27، ومن ناحية أخرى هناك 270 مليون شخص في البرازيل والأرجنتين وأوروجواي وباراجواي. وقبل أن تدخل المعاهدة حيز التنفيذ، يتعين على الدول الأعضاء التصديق عليها. ومع ذلك، فقد أبدى الكثير منهم ترددًا.
ووصفت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، اتفاقية التجارة بين الاتحاد الأوروبي و دول الميركوسور بأنها "اتفاقية مربحة للطرفين"، مشيرة إلى أنها يمكن أن توفر للشركات الأوروبية 4 مليارات يورو سنوياً من الرسوم الجمركية.

في الوقت نفسه، أكدت كايا كالاس، رئيسة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، على أهمية الوصول إلى المواد الخام الحيوية في بيانها حول الاتفاقية التجارية.
وقالت كالاس "بالنسبة للأوروبيين، تُتيح الاتفاقية الوصول إلى منطقة شاسعة للتجارة الحرة، بما في ذلك المواد الخام الحيوية، وتُقلل من مخاطر أن يحل منافسون محلنا في حال غيابنا".
ماذا يعني الاتفاق التاريخي بين الاتحاد الأوروبي وميركوسور: كل مفاتيح التفاوض
ظلت الاتفاقية قيد التفاوض منذ ما يقرب من ثلاثة عقود، على الرغم من أنه لا يزال هناك طريق طويل يجب قطعه قبل دخولها حيز التنفيذ: يجب على الدول الأعضاء التصديق عليها، الأمر الذي يتطلب موافقة 15 دولة على الأقل (55% من الدول الأعضاء البالغ عددها 27 دولة).
ومع ذلك، فقد أبدى الكثير منهم ترددًا،  أما مصدر الانزعاج الأكبر فهو فرنسا التي اعتبرت الاتفاق "طعنة في الظهر وخيانة للمفوضية الأوروبية".

احتجاجات في بروكسل


وهذا هو السبب وراء تجمع عشرات المزارعين الأوروبيين في بروكسل أمس الاثنين،  ويحذر القطاع من خطر المنافسة غير العادلة ويخشى أن تتسبب الواردات في انخفاض الأسعار المحلية، مما يؤثر بشكل خطير على دخلهم.
بالإضافة إلى ذلك، هناك شكوك حول ما إذا كانت المنتجات المستوردة ستتوافق مع معايير الجودة والسلامة الغذائية الصارمة المطبقة في الاتحاد الأوروبي. ويرى القطاع أن الاتفاقية يمكن أن تمنح منتجات ميركوسور ميزة غير عادلة في السوق الأوروبية وخللاً في الظروف التنافسية.
واستنكر الرئيس الوطني للرابطة الزراعية للمزارعين الشباب (أساجا)، بيدرو باراتو، عدم وجود "المعاملة بالمثل" والبنود المتطابقة بين المزارع الزراعية في الاتحاد الأوروبي وميركوسور،  كما أعلن عن مظاهرة جديدة في 16 ديسمبر في مدريد. "لا يمكننا أن نكون هنا نحظر منتجات الصحة النباتية، ونحد من الأسمدة، ومسألة الهرمونات برمتها، والقطاعات المعدلة وراثيا. وهذا يعني أن حجم المزارع لدينا هنا، مقارنة بمزارعنا هناك (ميركوسور)، سيجعلها غير قابلة للحياة على الإطلاق".

الوزير لويس بلاناس يدعو إلى الهدوء


وعقد وزراء الزراعة في الاتحاد الأوروبي اجتماعا في بروكسل، حيث قاموا بتحليل الاتفاقية الموقعة بين المفوضية الأوروبية وميركوسور، وكان هناك لويس بلاناس، وزير الزراعة الإسبانى ، الذي أكد أن اتفاقية الاتحاد الأوروبي وميركوسور تنطوي على "فرص تجارية وسياسية وتعاونية جديدة مهمة للغاية بسبب فتح أسواق جديدة أمام الاتحاد الأوروبي وقطاع الأغذية الزراعية". ومع ذلك، قال الوزير: "أتفهم أنه قد تكون هناك مخاوف".
الذهب الأبيض
وبموجب الاتفاقية،فإن  الشركات الأوروبية ستتمتع بوصول أفضل إلى أسواق المشتريات العامة، وقطاعات الخدمات عالية القيمة، والمواد الخام الحيوية مثل الليثيوم، الذى يطلق عليه الذهب الأبيض،  بسبب لونه الفاتح وقيمته السوقية العالية، مكوناً حيوياً في التحول العالمي عن الوقود الأحفوري. يُستخدم بشكل شائع في السيارات الكهربائية، والهواتف المحمولة، والبطاريات القابلة لإعادة الشحن لأجهزة الحواسيب المحمولة.
وفقاً للوكالة الدولية للطاقة، تُقدر أمريكا اللاتينية بأنها تُزود نحو 35% من احتياجات العالم من الليثيوم، حيث تقود كل من تشيلي (26%) والأرجنتين (6%) الإنتاج. كما أن المنطقة تمتلك أكثر من نصف احتياطيات الليثيوم العالمية، والتي تتركز بشكل أساسي في الأرجنتين (21%) وتشيلي (11%).

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة