فاقده للبصر ولم تفقد البصيرة.. نورهان فتاة من ذوي الهمم تبدع في الرسم عن طريق الوصف الصوتي.. نجحت في تخطي كل الحواجز واستخدمت إحساسها وحواسها لتوجيه أناملها أثناء الرسم.. رسمت صورة بأدق التفاصيل لإمام الدعاه

قدرة هائلة من قدرات المولي عز وجل، ظهرت بفتاة من محافظة الدقهلية، حيث تقوم برسم الأشخاص بدقة عالية عن طريق الوصف الصوتي من المحيطين بها، وذلك بسبب عدم رؤيتها كونها من ذوي الهمم "فاقده للبصر"، لكن عند رؤية ماتقوم به تعلم مدي قدرة المولي عز وجل في كل شيء.

نورهان فاقدة للبصر تبدع في رسم إمام الدعاة

نورهان عابد، فنانة مميزة من ذوي الهمم "كفيفة"، تعبر عن إحساسها بالفن وتعتبره وسيلة للتعبير عن مشاعرها وأفكارها إحساسها الداخلي، حيث تتميز برسمها الدقيق الرائع، وذلك من خلال الوصف الصوتي من أحد الاشخاص المحيطين بها، للصورة التي تريد تنفيذها  .

واختارت نورهان أن تقوم برسم صورة لإمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمة الله، العالم الجليل الذي ترك بصمة لا تنسى في قلوب الملايين داخل مصر والدول العربية والعالم الإسلامي أجمع، ولم يكن اختيارها لرسم الشيخ الشعراوي عشوائيا، بل كان نابعا من إعجابها بشخصيته وكلماته ودعاءه التي تستمع إليه بإستمرار.

الإلهام والرسم عبر الوصف الصوتي

وقالت نورهان: لقد كان للشيخ الشعراوي تأثير كبير على الكثيرين في العالم الإسلامي، ورغبت في تكريمه بطريقتي الخاصه، وبما أنني لا أستطيع رؤية تفاصيل ملامحه، اعتمدت على الوصف الصوتي كوسيلة لرسم اللوحة، واستمعت إلى مقاطع من حديثه، حيث كان صوته وكلماته تنقل لي شعورًا عميقًا، مما ساعدني في تصور ملامحه وتعبيراته.

وأكملت نورهان: بدأت في الرسم من خلال الاستماع إلى مقاطع صوتية تتضمن كلمات الشيخ الشعراوي أثناء الاستماع، وتخيلت كيف يمكن أن يكون شكل وجهه، وتعابير الحكمة والسكينة التي تميز شخصيته، واستخدمت في ذلك القلم الرصاص، وبدأت في رسم الملامح بدقة، حيث كنت أحاول تجسيد الروح الكامنة خلف كل كلمة .

3 ساعات كفيلة لظهور صورة الشعراوي وفرحة وثقة من نورهان

ونجحت نورهان في تخطي كل الحواجز، والتي  ظهرت في شكل تحديات وليست عقبات أمامها، خاصة أنها لاتتمكن من الرؤية التي تمكنها من أن تكون فنانة أو تمارس موهبتها بشكل طبيعي فهي فاقده للبصر، ولكن أنعم الله عليها بالبصيرة التي عوضتها عن فقدها البصر، واستخدمت إحساسها وحواسها، مثل اللمس والسمع، لتوجيه أناملها أثناء الرسم، حيث تقوم بلمس الورقة وتحدد تفاصيلها، لتنجح بذلك في رسم الصورة بأدق التفاصيل .

واستغرقت نورهان 3 ساعات فقط بعد أن قامت شقيقتها بوصف صوتي لصورة الشيخ الشعرواي، وعندما انتهت من تنفيذ اللوحة، شعرت بفخر كبير، ولم يكن الرسم مجرد عملية فنية أو هوايه أو تخطي لحواجز كثيرة تعوقها عن ذلك، بل كان احتفالا منها بقيمة الشيخ الشعراوي، حيث اعتبرت اللوحة تجسيدا لكل ما شعرت به من خلال كلماته التي تعكس الحب والتقدير للشيخ الشعراوى.