سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 10 ديسمبر 1977.. السادات يجيب عن السؤال الافتراضى الصعب: «هل لو جمال عبدالناصر حى يزرق كان سيسافر إلى إسرائيل ويخطب مثله أمام الكنيست؟

الثلاثاء، 10 ديسمبر 2024 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 10 ديسمبر 1977.. السادات يجيب عن السؤال الافتراضى الصعب: «هل لو جمال عبدالناصر حى يزرق كان سيسافر إلى إسرائيل ويخطب مثله أمام الكنيست؟ الرئيس السادات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هل لو امتد العمر بجمال عبدالناصر كان سيزور إسرائيل مثلما فعل السادات يوم 19 نوفمبر 1977، وألقى خطابا أمام الكنيست الإسرائيلى؟
هذا السؤال الافتراضى طرحه الكاتب الكويتى ورئيس تحرير جريدة السياسة الكويتية أحمد الجار الله، على الرئيس السادات فى حوار أجراه معه، ونشرته «السياسة» يوم 10 ديسمبر، مثل هذا اليوم، 1977، كما نشرته «الأهرام» بالتزامن، وكانت مبادرة السادات بالسفر إلى إسرائيل يوم 19 نوفمبر 1977 هى المحور الرئيسى الذى دار حوله هذا الحوار، وهاجم فيه السادات الرافضين لها من القادة العرب، وكان الرئيس الليبى معمر القذافى هو أكثر الذين نالوا هجوما منه، ووصف بأوصاف عديدة منها «طفل ليبيا» و«الواد المجنون» و«لن يكون زعيما بدفتر شيكاته الرسمية»، وأضاف: «منذ أن اختارنى الله لحكم بلدى، واختارنى شعب مصر، وعلاقاتى مع معمر القذافى متوترة، لقد قلت له يا معمر ماذا تريد؟، قلت له: أحضر لى ورقة بيضاء وأوقع لك على بياض، واكتب فيها ما تريد وما تشاء، ظنا منى أن أحسن النوايا مع هذا الرجل ربما تكون نافعة».

كما هاجم السادات، الرئيس السورى حافظ الأسد، قائلا: «دمشق البعث تتصور أنها كبرت لدرجة الزعامة»، وحذر الرئيس الجزائرى هوارى بومدين، قائلا: «أرجو ألا يعتب علينا الرئيس بومدين لو عاملناه معاملة معمر القذافى»، وقال عن ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية إنه «مغلوب على أمره»، وقال عن «زهير محسن، زعيم منظمة الصاعقة الفلسطينية»: «زهير العجمى سارق السجاجيد».

كما ذكر السادات فى حواره بعض الحكايات التاريخية مثل تأميم قناة السويس 1956، مشيرا خلالها إلى الدور المشبوه لنورى السعيد رئيس وزراء العراق، ووصفه قائلا: «رئيس مدرسة الخيانة فى العالم العربى»، ووصف كميل شمعون الرئيس اللبنانى أثناء قرار تأميم القناة، قائلا: «العميل رقم واحد لبريطانيا وعميل إسرائيل».  

وسط هجوم السادات الكاسح ضد معارضيه العرب، سأله «الجار الله»: «لو كان عبدالناصر حيا يرزق وعلى رأس الحكم هنا، هل تعتقد أنه كان سيزور إسرائيل أو سيقوم بعمل مشابه أو قريب مما قمت به؟، فرد بإجابة حملت انتقادات مباشرة لعبدالناصر لكنه قال: «لا أعتقد»، مضيفا: «من معرفتى بعبدالناصر ومن احتكاكى الطويل به الذى عايشته منذ كان عمرى 19 سنة، وعندما تخرجنا فى الكلية الحربية، كان يمكن أن يعمل عبدالناصر شيئا مشابها لكن مثل هذا بالضبط يصعب عليه، لأن عبدالناصر ارتبط بالمفاهيم والعقد القديمة، كما أن عبدالناصر استخدم ورقة فلسطين كوسيلة تهديد للأنظمة العربية، حيث قسم الأنظمة إلى تقدمى ورجعى وملكى وجمهورى، وهى نفس التقسيمات التى تبنتها نفس الأنظمة الرافضة «لمبادرته»، مثلا فى سوريا هناك من يقسم الأنظمة العربية إلى تقدمى ورجعى، وفى ليبيا الرئيس القذافى نفسه أو «طفل ليبيا» كما أسميه، قسم العالم العربى إلى نفس التقسيمات التى قسمها عبدالناصر».

يضيف السادات: «هنا فى هذا المكان فى القناطر الخيرية حيث أجلس أنا وأنت طلب منى القذافى أن أقطع علاقاتى مع الدول الرجعية، ويقصد بذلك السعودية ودول الخليج، كما يحلو له أن يفسرها، وعرض علىّ يومها 5000 بليون جنيه، قلت له يومها: يا ابنى يا معمر أنا لا أبيع مصر ومع السلامة، كان من الصعب على عبدالناصر أن يفعل ما فعلت، لأنه كان مرتبطا بأوضاع من صنعه، فمثلا هو مات كمدا من الروس، ودليل ذلك أنه فى سنة 1970 وفى عيد العمال توجه فى خطابه إلى الرئيس الأمريكى نيكسون، وهذه أول مرة فى تاريخ السياسة المصرية الجديدة، فقد كان مفهوم الخطاب أنه يريد أن يفهم من نيكسون ماذا تريد أمريكا تجاه مصر، هل ستحل القضية أم أنها غير قادرة، أم أنها لا تريد؟ كان خطاب الرئيس عبدالناصر تساؤلا واضحا، جاءت على أثره مبادرة مشروع روجرز الذى قبله عبدالناصر على طاولة المفاوضات فى الكرملين.

يضيف السادات: «مات عبدالناصر بعد عودته من زيارته إلى روسيا بشهرين، مات كمدا، والسبب تلاعب الروس به، وعدم وضوحهم مع مصر فى وقت كانت علاقات مصر مقطوعة مع أمريكا ومع دول غرب أوروبا وعلاقات مع الأمة العربية متوترة ومشدودة، بسبب التقسيمات التى صنعها هو نفسه، رجعية، وتقدمية، وجمهورية، وملكية، وهى نفس التقسيمات التى يمارسها الشيوعيون بشعاراتهم الواسعة، مثل شعار «الطريق إلى فلسطين يمر من قصور الرجعية»، يعنى لازم نهد قصور الرجعية، وبعدين نحرر فلسطين، والدول الرجعية فى نظر الشيوعيين يومها وفى نظر شعارات عبدالناصر وتقسيماته هى دول النفط مثل السعودية والكويت ودول الخليج، ويدخل أيضا ضمنها العراق الذى كان على خلاف مع عبدالناصر، فقد كان من الصعب على عبدالناصر أن يعمل ما عملت وسط ما صنعه لنفسه من جو ومن أسلوب، ربما كما قلت لك كان باستطاعته عمل شىء مشابه، وذلك بإكمال الطريق الذى بدأه فى خطابه سنة 1970».










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة