فى إطار حملة اليوم السابع "إسلامنا الجميل"، قال مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، لما كان الأولاد ثمرة الآباء، وعملهم الصالح، ونعمة من الله تستحق الشكر؛ كان على الآباء واجب التربية والتعليم والتوجيه والإرشاد، وإنه ينبغى على الآباء ألا يغفلوا عن أسلوب القدوة، الذى هو من أهم أساليب التعليم والتوجيه التى جاء بها الإسلام؛ فقد بُعث ﷺ ليتمم مكارم الأخلاق.
ولقد أثّر ﷺ فى الناس بأقواله وأفعاله، وكان خير قدوة؛ قال الله سبحانه: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21].
وسئلت أم المؤمنين السيدة عائشة -رضى الله عنها- عن خلق النبى ﷺ فقالت: «كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ» [مسند أحمد].
وقيل: إنما يتعلم الناس بعيونهم لا بآذانهم، وإن مثالًا واحدًا أنفع للناس من مئات الكتب والمجلدات، وليعلم الأب أن كل توجيه يوجِّه به أولادَه لا بد أن يصاحبه تطبيق عملى لهذا التوجيه، ولو ظلت الأم تعلم ولدها، وتحثه على الصدق وتنهاه عن الكذب؛ ووجد والده أو والدته تكذب مرة أمامه؛ فإنه سيأخذ الفعل ولا يلتفت إلى الأقوال أبدًا، فإن ذاكرة الطفل -كما يقول المختصون- تبدأ مبكرًا فى حفظ الصور والمواقف التى تحدث أمامه، ويقوم العقل بترجمتها إلى سلوك.
وإن الطفل فى أولى مراحل وعيه وإدراكه يرى والده أعظم إنسان، ويحاول تقليده فى كل صغيرة وكبيرة؛ فإن أحسن الوالدُ؛ أحسن الولد، وإن أساء الوالدُ؛ انطبع هذا السوء فى ذهن الولد، ورآه حسنًا لا بأس بأن يتخلق به، ويظهره أمام الناس.
وليعلم الآباء أن الرجل فى بيته يكون بعيدًا عن أنظار الناس لذلك يعيش بطبعه، ولا يخشى ملامةً ولا انتقادًا، ثم لا ينتبه أن معه فى بيته ذاكرة تخزينٍ لطباعه وأخلاقه، سيحولها أولاده فور اختلاطهم بالمجتمع إلى واقع حياتي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة