تواصل قوات الدعم السريع، اجتياحها لمدن وقرى ولاية الجزيرة فى السودان، ضمن حملة انتقامية، ردا على انفصال قائد قوات الدعم السريع بالولاية أبو عاقلة كيكل، وانحيازه للجيش، وقال ناشطون، إن الدعم السريع قامت بعمليات قتل ونهب وتنكيل بالمواطنين الأبرياء.
وكشفت تقارير أن هجمات الدعم السريع خلّفت مئات القتلى والجرحى، بجانب نزوح الآلاف، وسط تقارير عن عمليات تهجير قسري واغتصاب وسلب ونهب.
استمرار أعمال العنف في ولاية الجزيرة
وكشفت منصة "نداء الوسط"، وهو كيان مدنى، أن عناصر الدعم السريع قامت باستباحة قرية "قنب الحلاوين" عقب استباحتها لقرية "شرفت الحلاوين" ريفي الحصاحيصا على مدار ثلاثة أيام متتالية، وفقا لصحيفة سودان تربيون.
وقالت "نداء الوسط"، إنها قامت بعمليات نهب واسعة لمحتويات المنازل والمحال التجارية من مواد غذائية وأموال وتعمدت ترويع المواطنين، وأوضحت أنه لم ترد أنباء عن إصابات أو قتلى بين أهالي القرية، لكن ماتزال هنالك تخوفات من أن تقوم قوات الدعم السريع بتصعيد سلوكها ضد المواطنين العزّل.
ورصدت المنصة هجوما للدعم السريع على "القرية 50" بمحلية أم القرى، واتهمتها بممارسة القتل والنهب والتنكيل بالمواطنين، واستهداف المواطنين بشكل مباشر، وهو ما أسفر عن مقتل 5 أشخاص وإصابة آخرين.
وفي السياق ذاته، أكدت المنصة ارتفاع أعداد الوفيات بين المواطنين المحاصرين داخل مدينة "الهلالية" بسبب تدهور حالتهم الصحية مع الانعدام التام للرعاية الطبية اللازمة والأدوية.
وأضافت أن أسباب وفيات الشهداء بالمدينة تنوعت بين الإصابة بالأعيرة النارية وتدهور الحالة الصحية ومن بينهم نساء وكبار سن.
ارتفاع إصابات الكوليرا وحمى الضنك
ويزيد انتشار الأوبئة من تفاقم معاناة المدنيين في السودان، إذ حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا) من ارتفاع حالات الكوليرا وحمى الضنك في السودان، فيما تبقى مستويات الجوع في مستوى خطير بسبب الحرب الدائرة في البلاد.
وقالت "أوتشا"، في بيان رسمى، إن تفاقم التفشي الحالي للكوليرا جاء بعد موسم أمطار غزير وغير عادي تسبب في فيضانات في أنحاء السودان، مما لوث مصادر المياه.
وتعد كسلا الولاية الأكثر تضررا حيث سجلت 6868 حالة إصابة و198 حالة وفاة، تليها ولايتا القضارف والجزيرة والولاية الشمالية.
كما كان ارتفاع حالات حمى الضنك في السودان شديدا بشكل خاص في ولايتي كسلا والخرطوم، فبحلول 28 أكتوبر، تم الإبلاغ عن 4544 حالة و12 حالة وفاة مرتبطة بحمى الضنك، نصفها في ولاية كسلا وحدها.
ويأتي هذا التطور في الوقت الذي واصلت فيه الفرق الإنسانية الأممية وشركاؤها التحذير من الجوع الذي يهدد الحياة في أجزاء من السودان، وخاصة في الفاشر بولاية شمال دارفور، حيث شهدت معارك عنيفة.
وأكدت أوتشا، وجود أكثر من 28,000 حالة إصابة مؤكدة بالكوليرا و836 حالة وفاة في 11 ولاية بين 22 يوليو و28 أكتوبر، وأكدت أن العدد الفعلي للأشخاص المصابين بالمرض قد يكون أعلى بسبب عدم الإبلاغ، وأشارت في آخر تحديث لها عن حالة الطوارئ في السودان إلى أن حالات حمى الضنك تزداد أيضا.
كما عبر العاملون الإنسانيون أيضا عن قلقهم المتزايد إزاء انعدام الأمن الغذائي الحاد الشديد الذي يحدث بين المجتمعات النازحة داخليا في المناطق المحاصرة في الدلنج وربما كادوقلي في ولاية جنوب كردفان، ومخيمات النازحين، وعلى رأسهم مخيم زمزم.
ولا يزال نظام الرعاية الصحية في السودان مثقلا بالأعباء، فوفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن ما يصل إلى 80% من المرافق الصحية في مناطق النزاع، بما في ذلك في ولايات الجزيرة وكردفان ودارفور والخرطوم، إما تعمل بالكاد أو مغلقة.
وتأثرت المرافق الصحية، بالحرب الدائرة، إذ تم الإبلاغ عن 116 حادثة منذ اندلاع الأعمال العدائية في 15 أبريل 2023، وقد وثقت منصة مراقبة الهجمات على الرعاية الصحية التابعة لمنظمة الصحة العالمية حوادث واسعة النطاق من العنف والنهب والترهيب أثرت على الطواقم والمرافق الطبية وسيارات الإسعاف والمرضى.
إطلاق حملة تطعيم ضد الملاريا
ومن جهتها، أطلقت وزارة الصحة السودانية، بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، ومنظمة الصحة العالمية وتحالف اللقاحات جافي، لقاحات الملاريا لأول مرة في البلاد لتعزيز الجهود الرامية إلى حماية الأطفال من هذا المرض القاتل، وفقا لصحيفة المشهد السودانى.
ووصلت أول شحنة من لقاحات الملاريا إلى السودان في أكتوبر الماضي، والتي تضم 186 ألف جرعة، وستبدأ عمليات التطعيم، الثلاثاء، في المرافق الصحية في 15 منطقة بولايتي القضارف والنيل الأزرق، ليستفيد منها أكثر من 148 ألف طفل دون سن 12 شهرًا، وفي عامي 2025 و2026، سيتم تقديم اللقاح في 129 منطقة في جميع أنحاء السودان.
ومن جهته قال الدكتور هيثم محمد إبراهيم عوض الله، وزير الصحة: "يمثل اليوم علامة فارقة مهمة حيث نقدم لقاح الملاريا في السودان، تعكس هذه المبادرة التزامنا القوي والثابت بمكافحة الملاريا وتصميمنا الجماعي على حماية أرواح أطفالنا من خلال التركيز على الحد من وفيات الملاريا بين الأطفال دون سن الخامسة، فإننا نتخذ خطوة حاسمة نحو تأمين مستقبل أكثر صحة وإشراقًا للجيل القادم".
وتابع :"إن تقديم هذا اللقاح لا يعزز التزامنا بمكافحة الملاريا فحسب، بل يقربنا أيضًا من مستقبل لا يُفقد فيه أي طفل بسبب هذا المرض الذي يمكن الوقاية منه، معًا، نمهد الطريق لسودان خالٍ من الملاريا".
والملاريا هي واحدة من أخطر الأمراض في العالم، حيث تقتل ما يقرب من نصف مليون طفل دون سن الخامسة كل عام في أفريقيا، ويسجل السودان أعلى معدلات الإصابة بالملاريا في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط التابعة لمنظمة الصحة العالمية.وفي عام 2023، قُدِّر عدد حالات الملاريا في السودان بأكثر من 3.4 مليون حالة، وأودى المرض بحياة ما يقدر بنحو 7900 شخص، على الرغم من أن حالات الإصابة والوفيات من المرجح أن تكون أقل بكثير من الأرقام الحقيقية بسبب الصراع المستمر وانهيار الاتصالات.
توقف جميع مصانع الأدوية في السودان
وفى سياق آخر، أقرت السلطات الصحية السودانية، بتوقف جميع مصانع الدواء في البلاد جراء الحرب الدائرة بين الجيش وميليشيا الدعم السريع، مما أدى إلى صعوبة توفير بعض الأدوية بنسبة 100%.
وكشف وزير الصحة السوداني، عن استمرار الدعم لمركز غسيل الكلى بالقضارف وجميع مراكز الغسيل العاملة، وأعلن توفير احتياجات المعمل.
ونوه إلى أن الوفرة الدوائية تقدر بنسبة 60% قبل الحرب مما يزيد العبء على الدولة والمواطن والداعمين، ووصف إمكانيات الدولة بالضعيفة مقابل الخدمات المطلوبة تجاه المواطن، وفقا لصحيفة التغيير السودانية.
ولفت الوزير إلى أهمية التأمين الصحي، ودوره في استقرار الخدمات الصحية والطبية في السودان، وأشاد بجهدهم الكبير في الوقت الحالي.
وقال إن التأمين الصحي يقوم بمسئولية مجتمعية كبيرة لحملة البطاقات وأصحاب الأمراض المزمنة والبرامج القومية، وكشف عن وجود 690 صنف داخل مظلة التأمين الصحي، وأكد استمرار العمل مع التأمين للتحقيق الأفضل للمواطن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة