أدانت مصر بأشد العبارات التصريحات المتطرفة لبتسلئيل سموتريتش وزير المالية الإسرائيلي الداعية لفرض السيادة الإسرائيلية والتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، وهى التصريحات التي اعتبرتها الدولة المصرية انتهاك سافر للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وكافة قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بالإضافة للرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية حول الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، على رفضها لتلك التصريحات المستهجنة التي تؤجج التطرف والعنف، مؤكدة على المسئولية الدولية في حماية حقوق الشعب الفلسطينى غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها حقه في تقرير مصيره، وهو الحل الوحيد والعملي لإنهاء الصراع بالمنطقة والخروج من دوامة العنف والدمار، محذرة من الاستمرار في نهج التصعيد والتطرف الهادف لإطالة أمد الصراع وتأجيجه وتوسيع نطاقه.
مصر تلعب دور محورى فى حماية ودعم القضية الفلسطينية
وفي هذا السياق أكد عدد من السياسيين أن الدولة المصرية أكدت التزامها بالتصدي لمخطط التهجير الذي تتبناه دولة الاحتلال الإسرائيلي، والذي كان آخرها خلال القمة العربية الإسلامية التي عُقدت بالعاصمة السعودية الرياض منذ أيام قليلة، وفي هذا السياق أكد النائب علاء عابد، رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب ونائب رئيس حزب مستقبل وطن، أن كلمة الرئيس السيسي تضمنت تأكيد على دور مصر المحوري في حماية استقرار المنطقة والحفاظ على حقوق الشعوب العربية، مشيرا إلى أن الرئيس جدد التأكيد على ثوابت الموقف المصري تجاه الأزمات الراهنة، وخاصة القضية الفلسطينية، حيث أكد الرئيس على دعم مصر الثابت لحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بما يتماشى مع قرارات الشرعية الدولية، مشددًا على أن تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة لن يتحقق إلا من خلال حل القضية الفلسطينية.
وأوضح رئيس نقل النواب، أن الرئيس السيسي سلط الضوء أيضًا على الجهود المكثفة التي تبذلها مصر لوقف إطلاق النار في قطاع غزة ولبنان، مؤكدًا أن مصر تعمل بلا كلل مع الأطراف الإقليمية والدولية لتحقيق هذا الهدف، لافتا إلى أن هذه الجهود تأتي في إطار حرص مصر على حماية أرواح الأبرياء ووقف التصعيد العسكري الذي قد يؤدي إلى تدهور الوضع الإنساني في المنطقة.
وأضاف رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، أن الرئيس السيسي حذر من خطورة انجرار المنطقة إلى صراع إقليمي واسع النطاق، لما قد يحمله ذلك من تداعيات كارثية على أمن واستقرار الشرق الأوسط، مشددا على ضرورة تكاتف الجهود الدولية من أجل التوصل إلى حلول سياسية عادلة تُجنب المنطقة المزيد من الأزمات.
واختتم رئيس نقل النواب، بالتأكيد على الدور القيادي الذي تلعبه مصر تحت قيادة الرئيس السيسي، سواء على مستوى دعم حقوق الشعب الفلسطيني أو في السعي للحفاظ على الاستقرار الإقليمي، داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه الأزمات الراهنة والعمل جنبًا إلى جنب مع مصر لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
رفض مصري قاطع لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية
فيما قال المهندس حازم الجندي، عضو مجلس الشيوخ، وعضو الهيئة العليا لحزب الوفد، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعث برسائل واضحة وحاسمة تعبر عن موقف مصر تجاه هذا المشهد المتأزم في المنطقة، وعبّرت بشكل مباشر عن حجم الاستياء من موقف المجتمع الدولي وعجزه عن القيام بدوره في حماية حقوق الإنسان وحفظ الأمن.
وأكد الجندي، أن الرئيس السيسي طرح عدة نقاط جوهرية تعكس رؤيته واستراتيجية الدولة المصرية، خصوصًا في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية ولبنان، مرتكزا على التنديد بممارسات القتل التي تُرتكب ضد المدنيين، وخاصةً في قطاع غزة، حيث أكد رفض مصر القاطع لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية بأي شكل، سواء عبر تهجير السكان أو تحويل قطاع غزة إلى منطقة غير صالحة للحياة.
ولفت أن الرئيس حرص على تأكيد الموقف الثابت الذي تتبناه مصر منذ عقود تجاه حقوق الشعب الفلسطيني، حيث تعتبر القاهرة قضية فلسطين مسألة مركزية لا تهاون فيها، ورفض لأي محاولات لتغيير الواقع الديمغرافي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وترسل تحذيرًا من مغبة المساس بحقوق الشعب الفلسطيني في أرضه ومقدساته.
وثمن عضو مجلس الشيوخ، إعلان الرئيس وتأكيده المتواصل على التزام مصر بتقديم الدعم للبنان في وجه الاعتداءات والتحديات التي يواجهها، قائلا: يأتي هذا في ظل ظروف حرجة يعيشها لبنان، حيث تتعرض مؤسساته لضغوط شديدة، وحيث يعاني الشعب اللبناني من أزمات متعددة، واختار الرئيس أن يخص الجيش اللبناني بلفتة دعم، في دلالة على إدراك مصر لأهمية دور الجيش كعنصر استقرار أساسي في مواجهة التحديات.
مصر دحضت مخططات نتنياهو للتهجير القسري ولن نقبل بحدوث نكبة ثانية للشعب الفلسطيني
وفي ذات الصدد أكد الدكتور جمال أبو الفتوح، عضو مجلس الشيوخ، أن مصر دحضت كافة مخططات التهجير القسري التي يروج لها الاحتلال الإسرائيلي بغرض تصفية القضية الفلسطينية للأبد، وحدوث نكبة جديدة تهدر حقوق الشعب الفلسطيني، الذى يعاني طيلة عام وأكثر من الموت والجوع جراء العدوان المستمر من قبل قوات الاحتلال التي دمرت نحو 80٪ من البنية التحتية لقطاع غزة، ولاحقت الأبرياء والمدنيين داخل الخيام والملاجئ لتضرب بكافة المعايير الدولية وانتهاكات حقوق الإنسان ضرب الحائط.
وأضاف "أبو الفتوح"، أنه منذ أحداث السابع من أكتوبر العام الماضي، وقد بدأ الاحتلال في الترويج لهذا المخطط، إلا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أوقف كل تلك المخططات، فقد كان موقفه بمثابة سد منيعًا أمام السياسة الإسرائيلية، سواء كانت تخطط لتهجير السكان المحليين المدنيين، أو نقلهم قسريا، أو تحويل القطاع إلى مكان غير صالح للحياة، وهذا ما ترتكبه إدارة نتنياهو يومياً من خلال القصف المستمر الذى طال الإنسان والجماد والحيوان فلن ينجو أحد من وحشية هذا الاحتلال الغاشم، بجانب الغزو الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية الذى يضع المنطقة في مأزق جديد بتعدد جبهات الصراع وتفاقم الوضع الأمني.
وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن مستقبل المنطقة والعالم أصبح على مفترق طرق، وأن ما يحدث يضع النظام الدولي بأسره على المحك، في ظل صمته أمام تلك الجرائم والمجازر الإنسانية التي ترتكب يومياً بحق شعب بأكمله دون تطبيق عقوبات حاسمة تلاحق نتنياهو، أو قرارات قاطعة بوقف إطلاق النار، بل على النقيض نجد استمرارًا للدعم الغربي لتسليح الجيش الإسرائيلي بأحدث الأسلحة من أجل إطالة آمد الحرب و تحقيق أهداف نتنياهو التى أخفق على مدار سنة وأكثر في تنفيذها، فلن يتمكن من تحرير الرهائن ولم ينجح أيضاً في القضاء على أذرع المقاومة.
وأوضح الدكتور جمال أبو الفتوح، أنه على الرغم من سلسلة الاغتيالات التي طالت قيادات المقاومة لدى حزب الله وحركة حماس وقضت على رموز تعنى الكثير للمقاومة الفلسطينية، لكن هذا لن يقضى على فكرة المقاومة، وخير دليل أنه بالأمس ومن خلال قراءة سريعة للأحداث سنجد أنه لأول مرة ينجح حزب الله في استهداف قاعدة جوية جنوب حيفا، فقد أعلن الحزب استهدافه قاعدة هحوتريم، وهي القاعدة الجوية الرئيسية التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، ما يبرهن أن أهداف نتنياهو باءت بالفشل وأن خيار السلم سيكون الخيار الوحيد لتجنب جميع الأطراف خسائر أكبر تودى بالمنطقة إلى حرب إقليمية شاملة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة