شبح المجاعة يعصف بشمال غزة وسط صمت دولى.. "الفاو" تدق أجراس الخطر وتدعو لبذل جهود دبلوماسية لمعالجة انعدام الأمن الغذائي.. والدولة المصرية تكثف من تحركاتها للتوصل إلى هدنة ومعالجة الوضع الإنساني الكارثي بالقطاع

الخميس، 14 نوفمبر 2024 01:57 م
شبح المجاعة يعصف بشمال غزة وسط صمت دولى.. "الفاو" تدق أجراس الخطر وتدعو لبذل جهود دبلوماسية لمعالجة انعدام الأمن الغذائي.. والدولة المصرية تكثف من تحركاتها للتوصل إلى هدنة ومعالجة الوضع الإنساني الكارثي بالقطاع أطفال غزة
كتب أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يعيش أبناء الشعب الفلسطيني في شمال قطاع غزة أوضاعا كارثية ومعيشية صعبة للغاية نتيجة شح الاحتياجات الأساسية للمدنيين، وعدم توافر السلع والمواد الغذائية ما أدى لارتفاع جنوني في الأسعار خلال الأسابيع الماضية، وذلك في ظل فرض إسرائيل حصار خانق على مدن شمال غزة لإجبار السكان على النزوح قسريا إلى جنوب القطاع.

وحذر تقرير أممي من أن شبح المجاعة يخيم على مناطق شمال قطاع غزة.

ونبّهت لجنة مراجعة المجاعة في تقييمها من أن "احتمال حدوث المجاعة وشيك وكبير، بسبب التدهور السريع للوضع في قطاع غزة".

وقال راين بولسون مدير مكتب الطوارئ والصمود بمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) إن ما يقرب من 133 ألف شخص يواجهون انعداما كارثيا للأمن الغذائى، مشيرا إلى تحذير لجنة مراجعة المجاعة بشأن وجود احتمال كبير بأن المجاعة تحدث الآن أو أنها وشيكة الحدوث في مناطق بشمال قطاع غزة.

وأضاف المسؤول الأممى في تقريره أمام مجلس الأمن الدولي أنه يتضور رجال ونساء وفتيان وفتيات جوعا بشكل فعلي فيما يستعر الصراع، وتُمنع المنظمات الإنسانية من توصيل المساعدات إلى المحتاجين مؤكدا أنه انهارت ودُمر الإنتاج المحلي للغذاء.

وذكر المسؤول الأممي أن التحليلات الجغرافية المكانية تشير إلى أن ما يقرب من 70% من أراضي المحاصيل التي ساهمت في ثلث الاستهلاك المحلي قد دُمرت أو لحقت بها أضرار منذ بدء تصاعد العدوان علي غزة العام الماضي وبالمثل تضرر الإنتاج الحيواني بشكل كبير، إذ نفق ما يقرب من 95% من الماشية وأكثر من نصف قطعان الأغنام والماعز.

وأشار إلى أن غزة كانت مكتفية ذاتيا إلى حد كبير وجدد الدعوة لبذل جهود دبلوماسية عاجلة لمعالجة انعدام الأمن الغذائي الناجم عن الصراع، بما في ذلك المجاعة في قطاع غزة.

وتكثف الدولة المصرية من تحركاتها للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار في غزة وإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية، وذلك لمعالجة الوضع المعيشي الكارثي الذي يعيشه الشعب الفلسطيني في القطاع منذ 7 أكتوبر 2023، وذلك بهدف إنقاذ غزة من كارثة إنسانية ستؤدي لارتقاء آلاف الفلسطينيين جوعا وعطشا.

وتعمل مصر على عدة مسارات لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة أولها المسار السياسي والدبلوماسي للتوصل لحل سلمي، والعمل على المسار الإنساني بحشد الجهود الإقليمية والدولية لمضاعفة المساعدات الإنسانية التي تدخل لغزة، بالإضافة لتشكيل جبهة إقليمية ودولية داعمة لحقوق أبناء الشعب الفلسطيني.

من جانبه، قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، إنه من المرجح حدوث مجاعة في محافظة شمال قطاع غزة التي تشهد إبادة وتطهير عرقي إسرائيلي منذ أكثر من شهر.

وأضاف لازاريني، في بيان صحفي: "للأسف، هذا ليس مفاجئا، من المرجح أن تحدث مجاعة في شمال غزة".

وأوضح أن إسرائيل "استخدمت الجوع كسلاح"، حيث "يُحرم الناس في غزة من الأساسيات، بما في ذلك الطعام للبقاء على قيد الحياة".

أوضح أن المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة ليست كافية، وهي بمتوسط يزيد قليلا عن 30 شاحنة يوميا، بما يمثل نحو 6 % فقط من الاحتياجات اليومية للفلسطينيين.

وطالب لازاريني، بخطوات عاجلة، من بينها وجود "إرادة سياسية لزيادة تدفق الإمدادات الإنسانية والتجارية إلى غزة، وبقرارات سياسية للسماح بدخول القوافل إلى شمال غزة بانتظام ودون انقطاع".

كما دعا إلى "إرادة سياسية لمعالجة أزمة الجوع والقضاء عليها"، مضيفا "الأوان لم يفت بعد".

والجمعة، حذر تقرير للجنة مراجعة المجاعة التابعة للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (فريق من كبار الخبراء الدوليين المستقلين في مجال الأمن الغذائي والتغذية والوفيات) من وجود "احتمال قوي بحدوث مجاعة وشيكة في مناطق بشمال غزة، فيما يواصل الاحتلال الإسرائيلي إبادة شمال قطاع غزة.

وقالت لجنة مراجعة المجاعة: "هناك حاجة للتحرك الفوري في غضون أيام وليس أسابيع من جميع الجهات الفاعلة المشاركة مباشرة في الصراع أو المؤثرة في مجراه لتجنب هذا الوضع الكارثي".

وشدد التقرير أن "الوضع الإنساني في قطاع غزة خطير للغاية ويتدهور بسرعة".

ويعاني سكان غزة والشمال من مجاعة  حقيقية في ظل شح الغذاء والماء والدواء والوقود، جراء الحصار الذي تفرضه إسرائيل على المحافظتين منذ بدء عمليتها البرية في 27 أكتوبر 2023، ما تسبب في وفاة عدد من الأطفال وكبار السن.

وفي الأسابيع الماضية، بدأت أزمة حقيقة تلوح في وسط وجنوب غزة، بسبب نفاد الدقيق والمواد الأساسية من الأسواق ومنازل الفلسطينيين، واضطرارهم لاستخدام الدقيق الفاسد لإطعام عائلاتهم، والبحث عن بدائل غير صحية.

وفي 5 أكتوبر الماضي بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي اجتياحا بريا في شمال قطاع غزة؛ بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة".

وأكد مراقبون أن الفلسطينيون أن إسرائيل ترغب في احتلال شمال القطاع وتحويله إلى منطقة عازلة بعد تهجير سكانه، تحت وطأة قصف دموي متواصل وحصار مشدد يمنع إدخال الغذاء والماء والأدوية.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة