تحيى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ذكرى رحيل البابا يوساب الثانى البطريرك 115 في تاريخ الكنيسة اليوم 13 نوفمبر، حيث جاء بعده البابا كيرلس السادس.
كان اسم البابا يوساب الثانى قبل الرهبنة قلدس لبس يوسف، حيث ولد عام 1880 بقرية دير النغاميش بمحافظة سوهاج، وكان حافظاً وترهب فى دير الأنباانطونيوس باسم "إقلاديوس" سنة 1895 م، ورسم قساً فقمصاً سنة 1901 م، وأرسله البابا كيرلس الخامس سنة 1902 م فى بعثة دراسية إلى مدرسة ريزاريوس اللاهوتية بأثينا، اليونان، وهناك تألق فى العلوم الالهوتية، وبرع فى إتقان اللغتان اليونانية والفرنسية، وفور عودته عيَّن وكيلًا لأوقاف دير الأنبا أنطونيوس بالقاهرة، ثم رئيسا لدير يافا في فلسطين سنة 1907م، وفى سنة 1912م اختير رئيسا للأديرة القبطية بالقدس وسائر بلاد فلسطين، وفى ديسمبر سنة 1920م رسم مطران على جرجا باسم الأنبا يوساب على يد البابا كيرلس الخامس، وفى سنة 1929 م اصطحبه البابا يوأنس البطريرك الـ 113 فى رحلته إلى إثيوبيا، ثم انتدبه سنة 1930م، للقيام بتتويج الإمبراطور هيلاسلاسي امبراطور اثيوبيا.
وذكر الموقع الرسمي للكنيسة، أنه بعد رحيل البابا يؤانس فى سنة 1942م، اختير الأنبا يوساب بإجماع المجمع المقدس والمجلس الملى ليكون قائم مقام منصب بطريرك فى 26 مايو 1946 م باسم البابا يوساب الثانى، وفى أثناء حبريته قام بحل مشكلة دير السلطان بعد محاولة الأحباش الاستيلاء عليه، ورسم أساقفة لهم كما كان معتاد، وقام أيضا برسامة الأنبا باسيليوس كأول مطران لأثيوبيا يحمل الجنسية الإثيوبية، أما بالنسبة لجنوب أفريقيا ونيجريا ُرسم القمص أيوب الأنبا بيشوي أسقفًا باسم الأنبا مرقس، ليكون أول بطريرك يخرج بالكنيسة خارج نطاق البلاد، كما قام بتقسيم السودان إلى إيبارشيتين، ورسم أسقفين عليهما نظرا لاتساع الخدمة هناك.
وقام البابا يوساب الثانى بإنشاء مكتب استعلامات داخل الكنيسة المرقسية، ليكون الأول من نوعه، وقام بترجمة كتب الكنيسة الإنجليزية والفرنسية للتبشير بهم خارج مصر، وقام البابا يوساب بإعادة بناء الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية، كما تم بناء كنائس كثيرة فى حبريته، وفى عهده أيضا تم ترميم وإصلاح كنائس مصر القديمة، كما تم تشييد دير القديس الأنبا برسوم العريان.
إجازة المسيحيين
وحصل البابا يوساب الثانى - كأول بطريرك في تاريخ الكنيسة - على موافقة الدولة بمنح العاملين الأقباط في الدولة 5 أيام أجازة وهى: عيد الميلاد، الغطاس،أحد الشعانين، خميس العهد، عيد القيامة، والسماح للموظفين الأقباط بالحكومة بالتأخير ساعتين كل يوم أحد لحضور القداس، وقام بالحصول أيضا على موافقة الدولة بإعادة تدريس الدين المسيحى فى المدارس الحكومية، وأرسل مذكرة إلى رئيس الوزراء، طالباً منه أن يصدر بيانا بإلغاء قرار وزير العدل المتضمن وقف ترقيات رجال النيابة والقضاء الأقباط، وأظهر خطورة هذا الأمر علي الوحدة الوطنية واستجاب المسئولون لطلبه.
اهتمامه بالتعليم
وألزم البابا يوساب الثانى الكهنة بحضور مدارس الأحد، حرصا منه على تقديم التعليم الأرثوذكسى السليم، وأرسل منشورا رعويا للاهتمام بمدارس الأحد، كما تكونت فى عهده اللجنة العليا لمدارس الأحد برئاسته، كما أنه أيد الأرشيدياكون حبيب جرجس فى رفضه أن يدرس اللغة اليونانية داخل الكلية الإكليريكية مدرسأنجليكانى ،حتى يحافظ على سلامة التعليم الأرثوذكسي، واهتم البابا يوساب بالكلية الإكليريكية لتكون بوابة التعليم السليم وصناعة الكهنة، وكان من أوائل المدرسين الجامعيين بها نظير جيد (البابا شنودة الثالث)، كما وافق على سفر بعثات للتعليم فى اليونان وانجلترا ومنهم وهيب عطا هللا (الأنبا جورغوريوس)، وحافظ على أرض الأنبا رويس من الضياع، والاستيلاء عليها ونقل الكلية الإكليريكية لها من مهمشة، وقام ببناء القاعة اليوسابية (مسرح الأنبا رويس)، لتكون مركز لإلقاء محاضرات تثقيفية للشعب القبطى.
وقام أيضا بإنشاء مدرسة سميت بكلية مارمرقس، وأنشأ مكتبة باباوية، رغم محاربة المجلس الملى له فى بنائها، وسميت بدار الكتب القبطية "المكتبة اليوسابية"، وشيد بيت للمطارنة داخل الكنيسة المرقسية بالأزبكية وتم إنشاء المعهد العالى للدراسات القبطية فى حبريته من كوكبة من علماء الأقباط ومنهم (أ.د عزيزسولاير-أ.د مراد كامل-أ.د سامى جبره)، كما تم فى عهده أيضا إصدار كتب ومجلات دينية كثيرة بتشجيع منه وشكل لجنة لمراجعة تلك الكتب.
رسامة أساقفة وكهنة
ورسم البابا يوساب الثانى 24 أسقف مشهود لهم جميعا بالقداسة والتقوى، ومن منطلق اللامركزية وإعلاء شئون الرهبنة والأديرة قام بترقية رؤساء الأديرة منرتبة القمصية إلى رتبة الأسقفية، ومن ثمار الاهتمام بالنمو الروحى تم فى عهده بداية دخول الرهبان المتعلمين للرهبنة والكهنوت، وهم الذين قادوا الكنيسة بعد ذلك، كما ارتقى أيضا بالكهنة ورفع مرتباتهم.
خدماته الرعوية
وأرسل البابا يوساب الثانى أول بعثة تمثل الكنيسة المصرية إلى إنجلترا وأمريكا، وكان فيها القمص مكارى السريانى (الأنبا صموئيل أسقف الخدمات) وأدخل الكنيسة القبطية مجلس الكنائس العالمي، كما سعى لبناء أول كنيسة بأمريكا، وبالتحديد فى ولاية شيكاغو، وأرسل وفد إلى اليونان لحضور الاحتفالات الخاصة بالقديس بولس الرسول لتعريف الكنيسة اليونانية بالكنيسة القبطية المصرية الأرثوذكسية، وفي أواخر أيامه اشتد النزاع بينه وبين أعضاء المجلس الملى العام من ناحية، وبين بعض أعضاء المجمع المقدس من ناحية أخرى بسبب خلافات إدارية.
وبعد أن روجت أكاذيب و إشاعات كثيرة لإسقاط البابا وإلصاق تهم له مثل الفساد وضعف الشخصية، وإعلاء شعارات مثل الإصلاح والتطهير التى كانت تروج فى ذلك الوقت نظرا للأحداث السياسية، كما كان هناك مقالات ممنهجة كثيرة نشرت فى بعض الجرائد والمجلات تأثيرها الكبير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة