أبطال النصر.. اللواء حاتم عبد اللطيف أحد أبناء ريف مصر ودفعة 58 حربية:
4 سنوات تدريب لأكون قائدا للمجموعة الرابعة اقتحام
دفعت للعمل يوم 10 أكتوبر تحت قيادة المقدم أركان حرب محمد حسين طنطاوي
الإسرائيليون فوجئوا بسلاحين متطورين مع المصريين في حرب 73
كان معنا قاذفات الصواريخ "البلوتيكا" وكان مفاجأة للإسرائيليين في حرب 73 لأنهم لم يكن لديهم علم مسبق بامتلاكنا لهذا السلاح بالإضافة إلى صواريخ "ستريلا" "سام 7" التي تضرب من على الكتف ضد الطيران.
-
في مذكرات شارون: عشت أسود ليالي عمري ونحن نهاجم في منطقة المزرعة الصينية "وهذه شهادة عدو والحق هو ما يشهد به العدو
-
بقينا دون طعام أو شراب معا لمدة 5 أيام في 14 أكتوبر خلال مقاومة الثغرة.. وتوفيق عبد الغفار يسألني عن الشئون الإدارية للتصرف في طلقات آر بي جي يحارب بها الدبابات الإسرائيلية.. الجندي المصري لا يبحث عن طعام أو شراب بل يبحث عن سلاح يقاتل به
-
صقر سحب سيارة ألغام ربع طن لمسافة 7 كم في الرمال وحده
-
كانت جدتي تنادي أمي بأم القائد منذ أن كان عمري عامين فقط.. البطل الحقيقي في هذه الحرب هو أمهاتنا اللاتي تحملن عبء التضحية والحالة النفسية الصعبة طوال فترة الحرب
-
رسالة البطل للمصريين: خافوا على بلدكم.. ماحدش هينفعكم.. كل إللي بيحصل له مشكلة في بلده بيجي عندنا.. لكن إحنا.. مين هيستوعب 100 مليون بني آدم.. عشان كده إحنا أرضنا هي إللي هتشيلنا وتساعينا
أكثر من 50 عاما مضت على نصر مجيد كتبه المقاتل المصري الشريف بحروف من ذهب في صفحات التاريخ رغما عن أنف العدو الإسرائيلي في يوم 6 أكتوبر 1973 م، وفي نفس الميعاد من كل عام يتجدد الشعور بالعزة والفخار لمصر والمصريين جميعا، ومن هنا نبحث عن الأبطال المقاتلين؛ ليحكوا لنا تفاصيل ملحمة عظيمة استعدنا بها الأرض، ودافعنا بها عن العرض بالدم.. هنا عبر سطور اليوم السابع المقبلة يحكي لنا اللواء حاتم عبد اللطيف مشاهد من بطولات المصريين في حرب أكتوبر 73، وفي مقاومة ثغرة الدفرسوار.
أحد أبناء ريف مصر ودفعة 58 حربية.
اللواء حاتم عبد اللطيف أمين، من مواليد 21 يوليو 1948 م، خريج الكلية الحربية دفعة 58، رزقه الله من الأبناء بأحمد، وإنجي، لكن أحمد توفي مع والدته في حادث وهو صغير، وتخرجت إنجي من كلية التجارة، ويعتبر بسام ابن زوجته ابنا له أيضا، فعلى يديه تربى فكان له أبا، وكان بسام له ابنا.
يقول اللواء حاتم: (أنا أحد أبناء ريف مصر من مواليد قرية ديسط التابعة لمركز طلخا، نشأت في مدينة المنصورة، وأتممت مراحل تعليمي كلها بالمنصورة، والتحقت بجامعة الإسكندرية، ثم تركتها ودخلت الكلية الحربية، وتخرجت منها في عام 1970 م دفعة 58 حربية سلاح المشاة، وأفخر أنني ضابط مشاة؛ لأنها الأكثر عددا ويخرج منها ضباط القوات الخاصة مظلات، والصاعقة، وعملت منذ ذلك الحين حتى خرجت من الخدمة، أبلغ من العمر 77 عاما، وأتمتع برضا النفس، والقناعة، وهذا هو المطلوب).
وأضاف أن الحرب ليست فقط مشاة، بل هي حرب أسلحة مشتركة، والكل كان له دور بداية من الخدمات الطبية للشئون الإدارية للإشارة للمدفعية للدبابات.. الخ، جميعهم شاركوا في حرب 73.
شرف القتال في معركة المزرعة الصينية
وعن أصعب المواقف، وأسعد اللحظات والمواقف الاستثنائية في الحرب يقول اللواء حاتم: (بعد تخرجي تم تعييني على سلاح الكتيبة 16 مشاة تحت قيادة اللواء علي محمد محمد محمد هلال عليه رحمة الله، وشاركت في مقاومة ثغرة الدفرسوار تحت قيادة المشير محمد حسين طنطاوي، وتمكنا من السيطرة على المراكز والنقاط المهمة المقابلة للدفرسوار على مدار 3 سنوات، وحتى في أثناء حرب 1973 م، يوم 3 قتال، فنحن عبرنا يوم 6 أكتوبر، واستولينا على رأس الكوبري الأولي، ثم عدنا في يوم 3 قتال للتخلص من عناصر العدو المتبقية، وتم الإستيلاء على النقطة القوية فجر 9 أكتوبر، وبعد الاستيلاء عليها مع الضباط والزملاء وجنودنا رجال مصر، فالجندي المصري خير أجناد الأرض، ورجال مصر الحقيقيين، وحينما أقول مقاتل فهذا يعني أن كل من واجه وقاتل العدو، سواء كان جنديا، صف ضابط، رقيب، نقيب، ملازم، رائد، هؤلاء هم المقاتلين، أما المسئولين عن التخطيط، والتدريب، والإعداد، وتذليل الصعاب، وحشد الإمكانيات فهؤلاء هم القادة.. ثم عدت إلى حضن الكتيبة، ثم دفعت للعمل يوم 10 أكتوبر تحت قيادة المقدم أركان حرب محمد حسين طنطاوي، الذي أصبح فيما بعد المشير طنطاوي، وزير الدفاع الأسبق، والحاكم لمصر بعد ثورة يناير 2011، ونلت شرف المشاركة في القتال في معركة المزرعة الصينية، والبطل الحقيقي في هذه الحرب هو أمهاتنا اللاتي تحملن عبء التضحية والحالة النفسية الصعبة طوال فترة الحرب، ثم الشعب المصري الذي تحمل ما لا يتحمله بشر في سبيل الإعداد والتجهيز لحرب أكتوبر، وما زلت أذكر أسماء عساكري بالإسم، وأذكر اسمه وإسم بلده، ومن أجمل لحظات عمري حينما يطلبني أحد رجالي تليفونيا للسؤال عني، وعن صحتي، ويقولي إزيك يا فندم، فأتذكر 55 عاما مضت في لمح البصر، وأتذكر الأحداث مغمسة بحب الناس لي، فالقوات المسلحة تزرع عقيدة التلاشي في الآخر، أتلاشى في نفوس عساكري، وجنودي داخل نفسي).
5 أيام دون طعام أو شراب.
وعن أصعب المواقف، قال: (الحرب كلها كانت صعبة، ومن أصعب لحظات العمر للمجند هو أن يكون محاصرا، وما يهونه هو الترابط، والحب الذي يجمع المقاتلين معا، وأسعد اللحظات لا يوجد في الحرب شيء جميل وسعيد سوى لحظات النصر).
وعن موقف حاضر في الذاكرة لا يغيب عنه، يقول: (يحضر في ذاكرتي العديد من المواقف منها: توفيق عبد الغفار حينما بقينا دون طعام، أو شراب معا لمدة 5 أيام، في يوم 14 أكتوبر خلال مقاومة الثغرة، وتصنعت أني أتواصل مع القيادة لإرسال المدد بالتليفون اللاسلكي، علما بأنه لم يكن هناك اتصال، وقلت له: أنا كلمتهم وهيبعتوا أكل وشرب يا توفيق، وفي اعتقادي إنه بمجرد أن يأتي آخر النهار سنكون قد توفينا أنا، وجنودي، فقالي: أكل إيه، وشرب إيه يا فندم أنا عايزك تقولي فين الشئون الإدارية عشان أروح أجيب طلقات آر بي جي عشان الدبابات دي، فالجندي المصري لا يبحث عن طعام، أو شراب، بل يبحث عن سلاح يقاتل به).
صقر سحب سيارة ألغام ربع طن لمسافة 7 كم في الرمال وحده
وأشار إلى البطل إبراهيم صقر أحد المجندين معه الذي سحب سيارة ألغام وزنها ربع طن لمسافة 7 كم في الرمال وحده، وابتسم قائلا: أذكر زكريا توفيق مجاهد الذي جاءني في يوم من الأيام، وقال لي: (يافندم ماعتش حد حوالينا، وأنا متجوز إثنين، وعندي 5 أبناء، لو مت ذنبهم في رقبتك)؛ وذلك لأنهم لا يستطيعوا أن يتركوني، فكنت أشعر فعلا بالمسئولية تجاه أسرهم، وأحمل همهم، فعلا ماذا أفعل إذا استشهد هذا الرجل، وكيف أستطيع أن أعوض أسرته عن فقده!! لأن القائد ليس سلطة لإعطاء أوامر فقط، بل هو شخص مسئول عن الحفاظ على رجاله وسلامة أرواح جنوده.
4 سنوات تدريب لأكون قائدا للمجموعة الرابعة اقتحام
وأوضح قائلا: (بقيت لأربع سنوات أتدرب قبل الحرب على أن أكون قائدا للمجموعة الرابعة اقتحام، وكانت هذه المجموعة مكونة من 54 مقاتلا من: أفراد مشاة، ورشاشات، وآر بي جيهات، ومدفع بي 10، ومدفع بي 11، و 2 قاذفات.. عبر سلاح الطيران إلى أرض المعركة في تمام الساعة الثانية ظهرا، وبدأت المدفعية في القصف الساعة 2 وخمس دقائق، ورفعت القصف الساعة 2 و 25 دقيقة، ونزلت القوات للماء في الساعة 2 والثلث، لكن بلغة القوات المسلحة نقول أن القوات المسلحة نزلت للماء الساعة 1420، ووصلنا للبر الثاني ساعة ص 1425، بخمس دقائق تجديف، ووصلنا الساتر، وكل مقاتل أخذ اتجاهه في رأس الكوبري الأولي واحتلينا أرض المعركة، وبدأت موجات احتياطات قوات العدو تصل إلينا اعتبارا من مغرب يوم 6 أكتوبر، وتم التعامل معها ، والحمد لله بعزيمة الرجال، وعقيدة القوات المسلحة المصرية "النصر أو الشهادة"، وعندما وصلنا ليوم 16 أكتوبر بقي معي 6 مقاتلين فقط من الـ 54 مقاتلا، وتم التعويض بالإحتياط، وحتى الآن لم أرى في حياتي مثل الجندي المصري المقاتل الذي حارب معي في 73).
الإسرائيليون فوجئوا بسلاحين متطورين مع المصريين في حرب 73
وعن دوره في مقاومة ثغرة الدفرسوار قال: ( الإسرائيليون كانوا يخططون، ويتدربون في بحيرة طبرية على العبور، لدرجة أننا كنا نتساءل هل المعركة القادمة معركة عبور !! ولماذا يتدربون على العبور !! حتى أخبرتنا أجهزة المخابرات المصرية أن الإسرائيليين ضمن خطتهم المستقبلية أن يعبروا؛ لحصار أحد الجيشين الثاني، أو الثالث الميداني؛ وتكون المساومة حينها سيب، وأنا أسيب؛ لذا حاولوا العبور من جنوب الفردان؛ لتطويق الجيش الثاني الميداني، ولم يستطيعوا، فنزلوا جنوبا على الدفرسوار المنطقة التي كنا نحارب فيها، وكنت ملحق على الكتيبة الـ 16 أنا وزملائي مجدي سرور، ومحمد نصر عطية زقزوق، 3 مجموعات اقتحام ملحقين على المقدم محمد حسين طنطاوي، وأنا كنت في الحد الشمالي الـ 16 كله، مسئوليتي تأمين الجنب الأيسر للواء 16، وتأمين الفاصل بيني وبين اللواء الجوار، وكان معنا قاذفات الصواريخ "البلوتيكا"، الذي كان تطويرا للإشميل، الذي استخدمه الروس في الحرب العالمية الثانية بمدى وقوة وتأثير أكبر؛ وكان مفاجأة للإسرائيليين في حرب 73، لأنهم لم يكن لديهم علم مسبق بامتلاكنا لهذا السلاح، بالإضافة إلى الصواريخ "ستريلا"، أو الصواريخ "سام 7"، التي تضرب من على الكتف ضد الطيران، وهنا أذكر المقاتل زغلول وهبة، الذي أسقط طائرتين "سكاي هوك"، و "فانتوم"، وأذكر كل زملائي الأبطال الذين حاربوا، والمقدم عبد الجابر، الذي دمر رجاله 140 دبابة، و 200 سيارة مدرعة، وهذه خسائر فادحة مُني بها العدو في منطقة الثغرة، وقام آرئيل شارون، وإبراهام أدان، بمهاجمة اللواء 16 في ليلة 15 أكتوبر بلواء مظلي، وتم قتل 120 جندي، وأصيب 300 آخرون، وهنا نذكر أنه في مذكرات شارون قال: "عشت أسود ليالي عمري ونحن نهاجم في منطقة المزرعة الصينية"، وهذه شهادة عدو، والحق هو ما يشهد به العدو).
وأكد على دور الأسرة، والمدرسة في غرس الإنتماء والوطنية في نفوس أبناءها، لافتا إلى أنه منذ أن كان عمره عامين كانت جدته تنادي والدته بأم القائد، وكانوا يتلقون تدريبات التربية العسكرية في المدرسة، ويفرح الطلاب بالشارة الحمراء، ويفرح ويشعر بها الطالب، وكأنه قائد عظيم.
وأشار إلى أن ما يصنع تاريخ أي دولة هو موقعها الجغرافي، ومصر تقع في نقطة تلاقي 3 قارات هي آسيا، وأفريقيا، وأوروبا، وهو ما يمنح مصر امتيازا وتميزا استثنائيا منذ الأزل؛ ومصر قوية، ومن يمتلك مصر يملك القارات الثلاثة، لافتا إلى أنه ليس مطلوبا من القيادة أن توضح للعب التفاصيل؛ وذلك لدواعي أمن قومي.
رسالة البطل للمصريين
وأخيرا وجه اللواء حاتم رسالة للمصريين قائلا: (أول حاجة خافوا على بلدكم.. مصر دي أغلى قطعة على سطح البسيطة، ثانيا إحنا شعب طيب ويجب إنه يخلي باله من أرضه؛ لأن مصر دي غالية أوي.. أحبوا بلدكم.. وخافوا عليها.. ماحدش هينفعكم.. كل إللي بيحصل له مشكلة في بلده بيجي عندنا.. لكن إحنا.. مين هيستوعب 100 مليون بني آدم؛ عشان كده إحنا أرضنا هي إللي هتشيلنا وتساعينا.. خافوا على بلدكم.. خافوا على بلدكم).
اللواء-حاتم-خلال-فترة-الخدمة-في-القوات-المسلحة-المصرية
اللواء-حاتم-عبد-اللطيف-أمين-
اللواء-حاتم-عبد-اللطيف-بطل-من-أبطال-حرب-أكتوبر-المجيدة
اللواء-حاتم-عبد-اللطيف-في-شبابه
اللواء-حاتم-عبد-اللطيف-في-عمر-6-شهور
اللواء-حاتم-عبد-اللطيف-مع-زملائه-في-القوات-المسلحة
جانب-من-تكريم-اللواء-حاتم-عبد-اللطيف
مراسلة-اليوم-السابع-مع-اللواء-حاتم-عبد-اللطيف
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة