موشيه ديان يروى شهادته على حرب 73: مواقعنا الحصينة تحولت إلى فخاخ لجنودنا.. خسرنا كثيرا من الرجال ومواقع غالية.. ويعترف بمفاجئته بالمصريين: عبروا القناة سباحة وحققوا مكاسبا هائلة.. وتدمير خط بارليف رد كبرياءهم

الجمعة، 04 أكتوبر 2024 09:00 م
موشيه ديان يروى شهادته على حرب 73: مواقعنا الحصينة تحولت إلى فخاخ لجنودنا.. خسرنا كثيرا من الرجال ومواقع غالية.. ويعترف بمفاجئته بالمصريين: عبروا القناة سباحة وحققوا مكاسبا هائلة.. وتدمير خط بارليف رد كبرياءهم موشيه ديان
كتب محمد شعلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تظل ذكرى نصر حرب السادس من أكتوبر كابوسا في ذاكرة قادة إسرائيل سياسيا وعسكريا، من الذين حضروا اللحظات الصعبة للحرب، ووثقوا المشاهد التي اعترفوا فيها بتكبدهم خسائر فادحة من قبل الجيش المصري فور صدور قرار القيادة السياسية المصرية بعبور الضفة الشرقية لقناة السويس، ونرصد في سلسلة حلقات ما وثقه زعماء وقادة إسرائيل من شهادات للتاريخ عن حرب أكتوبر والاعتراف بالهزيمة الساحقة.

ونذهب الان إلى الرجل الثاني في إسرائيل المسؤول عن الهزيمة في حرب 73، موشيه ديان وزير الدفاع الإسرائيلي، وقت اندلاع الحرب، ووثق ديان شهادته على حرب أكتوبر والهزيمة باعترافات مهمة للتاريخ في كتابه (مذكرات موشيه ديان)، حيث روي تفاصيل اللحظة الأولى لقيام الحرب ومفاجئته بإعداد المصريين القوي لعبور القناة، والاعتراف بوقوعهم في هزيمة مذلة، وتأتي شهادته لدحض كل محاولات اسرائيل فيما بعد الحرب طوال عشرات السنين من خلال محاولة تشويه النصر والزعم بأنهم أصحاب النصر الكاذب.

موشيه ديان
موشيه ديان

وقال موشيه ديان وزير الدفاع الإسرائيلي في بداية شهادته على اندلاع حرب أكتوبر، إن الهجوم المصري السوري جاء مفاجأة لنا وشنت القوتان هجومها بكفاءة أكبر مما وضعناه لها في حسابنا عند وضع خطط الحرب، وكلا من المخابرات الامريكية والاسرائيلية توصلتا إلى أن مصر وسوريا لا تعدان للحرب رغم ملاحظة النشاط العسكري المتزايد على الجبهة، ولم نكن غافلين عن احتمال نشوب الحرب إلا أن حرب يوم كيبور اشتعلت في اليوم الوحيد الذي لم نكن نتوقعها فيه.

 

وأقر موشيه ديان في شهادته بأن خسائرهم مع بداية الحرب كانت فادحة، وقال في مذكراته: "كان اليوم الأول للقتال يوم شاق علينا فقد خسرنا الكثير من الرجال وفقدنا أراض ومواقع غالية القيمة، والمصريين قصفونا مباشرة بعبور قناة السويس على طولها وأقاموا الجسور واستخدموا الزوارق المطاطية بل أن بعضهم عبروا القناة سباحة".

 

وذكر موشيه ديان حجم المعدات التي نقلها المصريين إلى الضفة الشرقية من قناة السويس بعد أقل من 12 ساعة من اندلاع الحرب، وكشف أنه حتى منتصف الليل كان المصريون قد نقلوا إلى الضفة الشرقية للقناة 300 دبابة من مجموع 2200 دبابة نقلوها هناك وكان لديهم 848 مدفع ميدان تغطي المنطقة كلها، وخصصوا لكل ميل من الأرض 50 مدفعا مضادا للدروع، بينما كان مجموع ما لدينا على هذه الجبهة 276 دبابة و48 مدفع ميدان وبدأ هجوم المشاة بقوة، وبلغ عدد المصريين 100 ألف رجل ضد 8500 من رجالنا.

موشيه ديان وجولدا مائير
موشيه ديان وجولدا مائير

 

ونقل موشيه ديان ذهوله من تجهيزات الجندي المصري حيث روى شهادته من موقعه العسكري وتحدث عن معدات الجندي المصري خلال الحرب وأنه كان يحمل الصاروخ السوفيتي (استريلا) الذي يستخدمه الفرد ضد الطائرات، وأعقبه بالتعقيب قائلا: "أحسست بالقلق يملأ قلبي فحقق المصريين مكاسب هائلة وتعرضنا لضربة موجعة وعبروا القناة وأقاموا جسور نقلوا عليها المدرعات والمشاة".

 

واعترف ديان بالفشل في منع هجوم الجيش المصري مؤكدا: "لم نكن قد فشلنا في منع المصريين من عبور القناة فقط بل أننا لم نسبب لهم إلا خسائر طفيفة في الأفراد والمعدات ومواقعنا الحصينة على القناة تحولت إلى فخاخا لجنودنا إذا لم نستطيع رد المصريين إلى الضفة الغربية للقناة مرة أخرى".

 
لحظات الهزيمة
لحظات الهزيمة

 

وتابع في رواياته: "كنت قلقا ومرهقا وشعرت بفجوة بيني وبين زملائي في الوزارة، فلم يعجبهم ما ذكرته عن نجاح المصريين ولا عن انسحابنا إلى خط ثاني وتدمير خط بارليف الذي قد اكتسب شهرة عالمية واقتحامه اعتبر بمثابة نصر كبير للمصريين رد لهم كبريائهم".

 

وكشف موشيه ديان ردود الفعل في اجتماع الحكومة حينما أبلغهم بالموقف على الجبهة وتفوق المصريين، قائلا: "صدمت رئيسة الوزراء وباقي الوزراء عندما قلت أنني لا أظن أن في مقدورنا أن نلقي المصريين مرة أخرى إلى الضفة الغربية للقناة، وجاءت الصدمة بسبب أنه كان في اجتماع في صباح نفس اليوم مع رئيس الأركان ديفيد اليعازر وقال أن في مقدورنا رد المصريين إلى الضفة الغربية وذلك بعد قرابة يومين من الحرب.

الرئيس السادات وديان
الرئيس السادات وديان

 

وأفصح موشيه ديان وزير الدفاع الإسرائيلي خلال حرب أكتوبر عن الشعور الذي ظل يرافقه مع هزيمته في معركة السادس من أكتوبر، وتحدث في شهادته: "حياتي من الداخل سيطر عليها بشكل كامل حرب يوم الغفران، وحياتي مزيج من القلق الشديد والحزن وحرب أكتوبر هي الحرب الرابعة لي، فخضت حرب الاستقلال 48 وكانت عمل سهل وناجح، ومعركة سيناء 56 وحرب 67، أما حرب يوم كيبور اختلفت تماما ولم تكن حرب صعبة فقط بل كان جو الحرب نفسه صعب، ومما لا شك فيه أن نوعية المقاتل العربي قد تطورت"، وأكد أن المقاتل العربي أصبح يعرف في هذه الحرب كيفية استخدام سلاحه وتعلم المصريين القتال الحديث.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة