مغارات أثرية توثق تاريخ انتشار الرهبنة بالفيوم.. جبل النطرون أول مكان سكنته الحركة الدينية.. بدأت الفكرة فى العصر الفرعونى بإعادة الانعزال عن المجتمع للتفرغ للعبادة.. وتطورت فى العصر الإغريقى.. فيديو وصور

الجمعة، 04 أكتوبر 2024 09:04 ص
مغارات أثرية توثق تاريخ انتشار الرهبنة بالفيوم.. جبل النطرون أول مكان سكنته الحركة الدينية.. بدأت الفكرة فى العصر الفرعونى بإعادة الانعزال عن المجتمع للتفرغ للعبادة.. وتطورت فى العصر الإغريقى.. فيديو وصور إحدي المغارات بالفيوم
الفيوم رباب الجالي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

محافظة الفيوم تزخر بالمناطق الأثرية الهامة، التي توثق حقب تاريخية مختلفة، وحضارات دينية تعود إلي مختلف العصور، ومن أهم المعتقدات التي تؤرخ تاريخها الآثار بمحافظة الفيوم، تاريخ نشأة الرهبنة والتي تحكي عنها مختلف المغارات والأديرة بالمحافظة، حيث تنتشر المغارات والقلايات، بمناطق صحراوية مختلفة بالمحافظة.

يقول الدكتور رامي المراكبي مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية بمحافظة الفيوم، في تصريحات خاصة لليوم السابع أن الفيوم محافظة غنية بالتراث القبطي، ويطلق عليها مصر الصغري، لأنها تأخذ الشكل الجغرافي لمصر، حيث تحدها بحيرة قارون من الناحية الشمالية مثلما يحد مصر البحر المتوسط، ويقسم نصفها بحر يوسف مثلما يقسم نهر النيل مصر، وبها مساحات خضراء، وفي النواحي التاريخية لمحافظة الفيوم فقد شهدت جميع العصور منذ عصور ما قبل التاريخ، حتي العصر الحديث، والمحافظة بها آثار تؤرخ كل فترة زمنية.

ولفت المراكبي أن الرهبنة بدأت من محافظة الإسكندرية، ثم انتشرت في محافظات الصعيد وكان الفيوم هي البوابة لعبور الرهبنة الي محافظات الصعيد، وهناك العديد من الوثائق المكتوبة الموجودة في المتاحف سواء المصرية أو العالمية التي توثق، بداية الرهبنة في محافظة الفيوم، وكانت في القرن الثالث والرابع، وإنتشرت فكرة الرهبنة الجماعية.

ولفت المراكبي الي أنه نظرا للإضطهاد الروماني الذي كان موجود في هذا الوقت، ومنع ظهور المسيحية بشكل رسمي وكان يتم الإعدام المباشر لم يعلن إعتناقه للدين المسيحي، الي أن أصبح الدين المسيحي هو الدين الرسمي، وفي فترة الإضطهاد ظهرت المغارات، وكانت البداية من جبل وادي النطرون بقرية قلمشاة بمركز اكسا، وهو أقدم جبل في المحافظة وأول جبل سكنه الرهبان، ويوجد بالفيوم عدد كبير من المغارات وصلت إلي 105 مغارة تم إكتشافها علي مستوي المحافظة، والحفائر مستمرة ويتم الكشف عن مغارات جديدة كل فترة، وكانت تتم العبادات فيها بشكل سري، بعيدا عن الأماكن السكنية التي يتواجد بها الحكام الرومان الي أن أصبح الدين المسيحي هو الدين الرسمي وهنا ظهرت الأديرة
وأشار المراكبي أن العمائر والفنون الصغرى خلال الفترة المسيحية بإقليم الفيوم ترتبط ببعض المظاهر الدينية التي سادت تلك الفترة ومنها ظهور المسيحية ونشأة الرهبة، وتعددت الآراء حول الأصول القديمة للرهبنة فيري البعض أنها تعود بتاريخها إلى العصر الفرعوني على إعتبار أنها عادة مصرية قديمة تقوم على أساس الإنعزال عن المجتمع لتحقيق رغبة دينية .

ولفت رامي المراكبي الي أن فكرة الرهبنة تطورت في العصر الإغريقي، فمزجت بين التقوي والدين من ناحية وبين الفلسفة اليونانية من ناحية أخري حيث كان مكانها في خلوات معابد السيرابيوم، ومما لاشك فيه أن حياة الرهبنة الأولي في مصر بدأت مباشرة بعد وفاة القديس مرقص الرسول حيث نشأ نوع من التقشف والزهد بدأ في منازل المؤمنين بالمسيحية .

وأشار المراكبي الي أنه يمكن القول أن البداية الأولي لحياة الرهبنة بدأت في القلالي أو الخلايا المنتشرة حول قلاية القديس أنطون وبذلك تكون القلاية هي الأساس الأول لنشأة الدير بمفهومه الحالي وبما اشتمل عليه بعد ذلك من عناصر ثابتة وكان ذلك في مطلع القرن الرابع الميلادي.

ولفت مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية بالفيوم أن القديس فرونتونيوس (Frontonius) هو أول من أسس ديراً مسيحياً عام (151م) في منطقة وادي النطرون , ويرى البعض أن منطقة القلايا بمعناها الحرفي تعني المكان الذى وضع فيه القديس آمون الصليب عند البرنوجى أما المنطقة بمعناها الواسع فتشمل على الساحات الشاسعة التي تمتد من البحر الأبيض المتوسط حتى مشارف صحراء إقليم الفيوم .

وجملة القول هنا أنه في القرن الثالث الميلادي أصبح مفهوم الرهبة واضحاً فعرف الراهب بأنه ذلك الشخص المنعزل عن الدنيا والمنقطع عن العالم .

ولفت المراكبي أنه فيما يبدو أنه خلال تلك الفترة، ظهرت حركة الرهبنة الجماعية بإقليم الفيوم، وتركزت مجموعة من الكنائس والأديرة في مصر العليا فكانت منطقة الجبال المحيطة بوادي الريان بالفيوم من أماكن العبادة الأولي في حياة الرهبنة شقوا طريقهم إلى هذا الجبل في نهاية القرن الثالث الميلادي، وإذا صح القول فأن هذه المنطقة تعتبر من أوائل المناطق التي بدأت بها حياة الرهبنة في مصر .

وأكد المراكبي أنه يعتقد البعض أن تأسيس الأديرة بإقليم الفيوم قد واكب انتشار الرهبنة فيها منذ القرن الرابع الميلادي وأن الرهبنة في اقليم الفيوم تأثرت بأطوار الرهبنة الأنطونية شرق النيل وكانت امتداداً للتنظيمات الرهبانية الأولى التي قامت في جبل نتريا وسيتس جنوب غرب الدلتا، ويتأكد ذلك فيما عرف عن موقع إقليم الفيوم الجغرافي المميز الذي يجمع بين خصائص وادي النيل، ومميزات الصحراء الشرقية، وصحراء وادي النطرون كما أن موقع هذا الإقليم يجعله قريب من أي شخص يرغب في التسلل عبر الصحراء راغباً في الإعتزال.

105  مغارة في مصر
105 مغارة في مصر

 

إحدي المغارات بالفيوم
إحدي المغارات بالفيوم

 

 

أقدم جبل بالفيوم
أقدم جبل بالفيوم

 

 

الرهبان سكنوا جبل وادي النطرون
الرهبان سكنوا جبل وادي النطرون

 

 

الرهبان هربوا من اضطهاد الرومان
الرهبان هربوا من اضطهاد الرومان

 

 

الفيوم بوابة الرهبنة للصعيد
الفيوم بوابة الرهبنة للصعيد

 

 

بدء انتشار الرهبنة
بدء انتشار الرهبنة

 

 

صورة لجبل وادي النطرون
صورة لجبل وادي النطرون

 

 

عبادة سرية في عهد الرومان
عبادة سرية في عهد الرومان

 

 

عهد ما قبل انتشار الأديرة
عهد ما قبل انتشار الأديرة

 

 

مغارات تحكي تاريخ المسيحية
مغارات تحكي تاريخ المسيحية

 

 

مغارات وسط الجبال للعبادة
مغارات وسط الجبال للعبادة

 


 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة