حذرت الفصائل الفلسطينية فى بيان مشترك من محاولات الاحتلال الإسرائيلي مجدداً لفرض مخطط التهجير القسري، وذلك بعد سلسلة من الهجمات التي شنتها قوات الاحتلال على شمال قطاع غزة ، السبت مخلفاً عشرات الشهداء والجرحي ، لترتفع حصيلة العدوان الممتد منذ 7 أكتوبر 2023، إلى ما يزيد علي 42 ألف شهيد وما يقرب من 99 ألف مصاب.
وذكر بيان الفصائل الفلسطينية أن ما يمارسه الاحتلال الإسرائيلى من إرهاب فى شمال قطاع غزة يمهد لتنفيذ مخطط التهجير، مشيرا إلى أن حرب الإبادة فى شمال قطاع غزة هدفها الانتقام من الذين رفضوا النزوح.
وجاء البيان المشترك بعد استضافة القاهرة وفود من الفصائل الفلسطينية الأربعاء، لعقد سلسلة من الاجتماعات لمناقشة ترتيب البيت الفلسطيني بعد أجتياز الحرب الإسرائيلية علي القطاع عامها الأول.
وصباح السبت استقبل بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة وفداً من حركة فتح الفلسطينية برئاسة محمود العالول نائب رئيس الحركة، وروحي فتوح رئيس المجلس الوطني، وعزام الأحمد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واللجنة المركزية لحركة فتح، حيث أكد عبدالعاطي على موقف مصر الداعم للسلطة الفلسطينية، وتمسكها برفض أية مخططات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، مشيراً إلى حرص مصر في اتصالاتها مع الأطراف الدولية الفاعلة على نفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية لقطاع غزة فى ظل العراقيل التى يضعها جيش الاحتلال الاسرائيلى وسيطرته على الجانب الفلسطيني من معبر رفح وتقويض عمل منظمات الإغاثة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، وكذلك حركة الأفراد عبر المعبر.
بدورها ، دعت حركة حماس إلى تشكيل حكومة وفاق وطني أو لجنة مشتركة لإدارة المشهد الفلسطيني فى مواجهة الاحتلال، حيث قال القيادي بالحركة أسامة حمدان فى تصريحات نشرتها وسائل إعلام فلسطينية إن هناك اتصالات بين الفصائل لتشكيل "إدارة انتقالية من حكومة وفاق وطنى أو لجنة لإدارة الوضع"، مؤكدا أن اليوم التالى للحرب مصطلح إسرائيلى هدفه التضليل وتشكيل إدارة تابعة له.
وأكد القيادى فى حركة حماس أسامة حمدان أن الاحتلال لا يستهدف غزة وحدها ويسعى لتهجير مليونى فلسطينى، مشيرا إلى أن الاحتلال عاجز عن مواجهة المقاومة وفشل فى كسرها.
من جانبها، عبرت اللجنة المركزية لحركة "فتح" عن رفضها المطلق للعجز العالمى الذى تواجه به حرب الإبادة المفروضة على أهلنا فى كل مكان، ليكون شمال قطاع غزة أحد أحدث فصولها.
وأكدت الحركة في بيان لها السبت أن هذا الحال لا يشكل إمعاناً فى الجريمة التى ترتكبها حكومة نتينياهو فحسب، وإنما فشلاً دولياً واضحاً فى صد العدوان، ودليلاً قاطعاً على إصرار الولايات المتحدة الأمريكية على استمرارها فى توفير الدعم لدولة الاحتلال، بما يشمل تزويدها بالأسلحة المحرمة دولياً، وتفعيل حق النقض (الفيتو) فى مجلس الأمن، وضمان استدامة فصول الجريمة بكامل أبعادها.
وحيّت اللجنة المركزية جموع الشعب الفلسطينى فى كامل مواقع الثبات، مؤكدة أن صمود أهلنا فى قطاع غزة والقدس والمدن والقرى والمخيمات والمضارب والأغوار، وثبات جموع الأسرى الأبطال، من شأنه أن يفشل مشروع حكومة التطرف فى تل أبيب.
كما شددت على ضرورة تنفيذ القرارات الأممية، بما فيها تلك الصادرة عن الأمم المتحدة، ومحكمة العدل الدولية.
ودعت مركزية "فتح" إلى أوسع تحرك أممى لوقف الظلم المفروض على فلسطين وشعبها، مع ضرورة التدخل العاجل لإنقاذ أهلنا فى شمال قطاع غزة جراء تسارع وتيرة الإبادة بحقهم، وكذلك أهلنا فى شمال الضفة الغربية.
وأكدت أهمية التلاحم الفورى داخلياً وخارجياً فى مواجهة أشرس هجمة صهيونية متواصلة، والتى تمتد من حرمان شعبنا من قطاف زيتونه، إلى حرمانه من كامل مقومات الحياة، وهو ما يستوجب تكثيف الجهود لمنع حكومة الاحتلال من تنفيذ خططها الواهمة، والتى باتت اليوم تتجاوز حدود فلسطين إلى لبنان العزيز، ومعظم دول المنطقة، وسط دعوات صهيونية واضحة لتوسيع نطاق أسرلة العالم العربى عبر التفرد بالفلسطينيين، وتوسيع نطاق الجرائم المتواصلة.
ميدانيا، وفي ظل محاولات الاحتلال فصل شمال قطاع غزة، أطلقت المقاومة الفلسطينية صواريخ من شمال قطاع غزة نحو عسقلان وموقع كيسوفيم العسكري، واستهدفت 7 آليات عسكرية وفجّرت 15 جنديا إسرائيليا، في حين واصل الاحتلال ارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين خصوصا في جباليا شمال القطاع وفي وسطه، بحسب وسائل إعلام فلسطينية.
وقال بيان للجيش الإسرائيلي "في أعقاب الإنذارات التي أطلقت قبل قليل في منطقة عسقلان، تم رصد إطلاق قذيفتين عبرتا من شمال قطاع غزة، حيث سقطتا في منطقة مفتوحة، دون وقوع إصابات".
فى سياق متصل، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن صافرات الإنذار دوت في مدينة عسقلان، وعدة مناطق محيطة بها، بسبب مخاوف من إطلاق صواريخ باتجاهها. ولم يحدد الجيش الإسرائيلي بالضبط المكان الذي أطلق منه الصاروخ من شمال القطاع.
ومنذ صباح السبت ، قاد جيش الاحتلال تحركات لفصل شمال قطاع غزة عن جنوبه، حيث تم وضع سواتر ترابية في الشوارع الرئيسية بين مدينة غزة وشمال القطاع، بالتزامن مع نسف لعشرات المنازل فى مخيم جباليا حيث يقطن نحو 200 ألف فلسطيني .
وذكر الدفاع المدنى الفلسطينى - حسبما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) - أن قوات الاحتلال تحاصر جباليا والسكان هناك بلا ماء ولا طعام ولا مقومات للحياة، مضيفا أن الاحتلال لم يسمح للطواقم الطبية والدفاع المدنى بالتزود بالوقود والمستلزمات الطبية، ما يؤثر سلبا على واقع المواطنين المحاصرين.
وطالب الدفاع المدنى الفلسطينى، المؤسسات الدولية بالقيام بواجبها الإنسانى لحماية المواطنين فى جباليا شمالى قطاع غزة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة