اعتقد الجميع أن كوكب نبتون هو ظل للون الأزرق الداكن، ويختلف تمامًا في اللون عن جاره أورانوس، لأكثر من 30 عامًا، لكن دراسة جديدة كشفت أخيرًا عن الشكل الحقيقي للعملاقين الجليديين، وهما أقرب كثيرًا في اللون مما كان يُعتقد سابقًا.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، فإن لون نبتون هو في الواقع لون أخضر مزرق شاحب أو "سماوي"، يشبه أورانوس وأخف بكثير من اللون الأزرق العميق الشهير في الصور الملتقطة من المركبة الفضائية فويياجر 2.
نبتون وأورانوس
وتوفر الصور الجديدة للدراسة أقرب تقريب حتى الآن لما يمكن أن يتم رؤيته بالعين المجردة إذا تمكنا بطريقة ما من السفر إلى هذه الكواكب، وعلى بعد أكثر من 30 مليون ميل، فإنهما أبعد كوكبين رئيسيين معروفين في نظامنا الشمسي.
وقاد الدراسة البروفيسور باتريك إيروين من قسم الفيزياء بجامعة أكسفورد، حيث قال: "لقد اعتقدنا أنه من المفيد الإشارة إلى الألوان الحقيقية لهذه الكواكب"، مضيفا: "لن يتمكن أحد منا من رؤية هذه الكواكب من مركبة فضائية تدور حولها، ومن الصعب جدًا مراقبة الكواكب باستخدام التلسكوبات الأرضية، لذا فإن قلة قليلة من الناس لديهم أي فكرة عن الشكل الذي يجب أن تبدو عليه هذه الكواكب بالفعل."
كما أن أورانوس ونبتون، الكوكبان السابع والثامن في نظامنا الشمسي، هما العملاقان الجليديان الوحيدان في النظام الشمسي الخارجي.
وتتكون هذه الكواكب بشكل رئيسي من سائل كثيف ساخن من مواد جليدية، الماء والميثان والأمونيا، فوق نواة صخرية صغيرة.
وكانت المركبة الفضائية فويياجر 2 التابعة لناسا، والتي تم إطلاقها في عام 1977، هي التي التقطت صورًا لأورانوس ونبتون أثناء تحليقهما بالقرب من الكوكبين، في عامي 1986 و1989 على التوالي.
وعلى الرغم من أن المركبة الفضائية حققت نجاحًا هائلاً إلا أنها أدت في الواقع إلى سوء فهم حديث لشكل الكوكبين، وذلك لأن Voyager 2 سجلت صورًا متعددة باستخدام مرشحات ألوان مختلفة والتي كان لا بد من دمجها لإنشاء مركبات.
كما أن المشكلة هى أن الصور لم تكن دائمًا متوازنة بدقة لتحقيق مركب ألوان "حقيقي"، خاصة في حالة نبتون، كانت غالبًا ما تكون زرقاء جدًا.
بالإضافة إلى ذلك، تم تحسين تباين صور نبتون المبكرة من فويياجر 2 بقوة للكشف بشكل أفضل عن ميزات الكوكب مثل السحب والأشرطة والرياح.
وقال البروفيسور إيروين: "في بحثنا، أظهرنا أنه إذا قمت بدمج الصور معًا لإنتاج شيء قريب من اللون "الحقيقي"، فإن هذه الميزات تبدو "باهتة" وغير واضحة إلى حد ما.
ورأى فريق Voyager هذا أيضًا، وبالتالي تقرر دمج الصور معًا بطريقة تنقل الميزات المثيرة للاهتمام علميًا بشكل أفضل، وللكشف عن الألوان الحقيقية، استخدم البروفيسور إيروين وزملاؤه بيانات من تلسكوب هابل الفضائي والتلسكوب الكبير جدًا التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي في تشيلي.
وأتاحت البيانات المستمدة من الأدوات للفريق إعادة توازن الصور الملونة المركبة التي سجلتها كاميرا Voyager 2، وكذلك الكاميرا واسعة النطاق 3 (WFC3) التابعة لتلسكوب هابل الفضائي.
وكشف هذا أن أورانوس ونبتون هما في الواقع ظل متشابه إلى حد ما من اللون الأزرق المخضر أو "السماوي"، الذي يوصف عادة بأنه لون المياه الضحلة فوق الشاطئ الرملي.
ولعل الفرق الرئيسي هو أن نبتون لديه لمحة طفيفة من اللون الأزرق الإضافي، وذلك بسبب طبقة الضباب الرقيقة على ذلك الكوكب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة