الأوز المصري من فصيلة الطيور البرمائية، تستطيع التفرقه بين الذكر والأنثى بحجم الذكر الأكبر و صوته الأجش و يعيش فى مجموعات صغيرة، استطاع المصريين القدماء استئناسه واحتل مكانة خاصة عندهم فنقشوا صوره على مقابرهم و معابدهم و وكان رمزاً دينيا مقدساً و رمزاً لغوياً للكتابة المصرية .
و"الأوز المصرى "هو النوع الوحيد من "الأوز" الذي يتزاوج في مصر لكن بعد انفلونزا الطيور بدأ في الانقراض، ولاحظ معهد الإنتاج الحيوانى هذه الظاهرة بعد تفشى الانفلونزا وتخلص المربين من الطيور لخوفهم من نقلها للأنفلونزا، لذلك تم العمل على مدار سنوات في تكوين قطيع متميز من الأوز المصرى بإحدى المحطات البحثية التابعة للمعهد.
أوضح الدكتور سيد محفوظ أستاذ رعاية الدواجن بمعهد الإنتاج الحيوانى، أننا أول بلد يحدث فيها استئناث للأوز هي مصر وكان طائر مقدس لدى الفراعنة وموجود نقوشه على المعابد ولنا ترتيب عالمى فنحن ثانى دولة على مستوى العالم بعد الصين في انتاج الأوز وحدث تراجع لكن منذ عام 2019 بدأ الإنتاج في الزيادة .
وكشف محفوظ أن"الأوز المصرى" حدث تراجع فيه فمنذ 10 سنوات كان متواجدا فى الأسواق لكن لاحظنا كمشاهدة عامة قلة المعروض منه، وبدأ المعهد في التنبه للأمر وتم تم عمل مسح في الأسواق عام 2015 و زيارة 3 محافظات حيث تم اختيار محافظة من كل إقليم جغرافى فمن الدلتا تم اختيار محافظة "كفر الشيخ " ومن إقليم مصر الوسطى تم اختيار محافظة "الفيوم " ومن صعيد مصر تم اختيار "الأقصر" .
أضاف محفوظ في تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع" أنه تم زيارة 59 قرية، ومن كل قرية تم زيارة من 3 الى 5 مربين للحصول على إجابات لتساؤلات خاصة بإنتاج "الأوز" والبيئة التي يعيش فيها واكتشفنا أنه لا يوجد مزارع لـ "لأوز" فى الثلاث محافظات مشيراً إلى أن الأوز يتم تربيته في قطعان صغيرة من 2-3 حتى 15 "أوزة" ويعتمد في التربية على موروث ثقافى فلا يتم أخذه من الناحية التجارية والمرأة هي المسئولة عن تربيته ورعايته اليومية وبيعه .
وأوضح أن نتيجة المسح تمت بناءاً على إجابات المربين وكشفت أن نسبة "الفقس والخصوبة" منخفضة ونسبة الوفيات فى "الأوز" وهو صغير العمر مرتفعة لعدة أسباب منها أنه لا يوجد رعاية مع عدم وجود إمكانيات للتدفئة وعدم الدراية في استخدام بعض الأدوية للحفاظ على حياة الطائر فى بداية عمره وكذلك عدم تقديم الغذاء المطلوب الذى يحتاجه الطائر فى البداية من طاقة وبروتين.
أضاف أن المعهد قام فى عامي 2016 و2017 في تجميع الأوز المصرى من الثلاث محافظات التي تم اجراء المسح فيها على اعتبار أنه سيكون ممثل من الجمهورية كلها وذلك للمحافظة على المصادر الوراثية، مشيراً إلى أن كل محافظة كان لها ميزات نسبية عن الأخرى.
أوضح محفوظ أن "الأوز" في مصر الوسطى تم تسميته بـ "الأوز الفيومى" ومواصفاته أنه كبير من الحجم والصدر الطويل وفى الدلتا تم تسميته بـ "البحيرى" و حجمه كبير والصدر عريض والساق أطول، أما الأوز "الصعيدى" فحجمه أقل لكن انتاج البيض ونسبة الخصوبة أعلى، ومن ضمن الاستدامات وجد في الصعيد أنه يتم استخدام "الأوز" في حراسة الأسطح.
أوضح محفوظ أنه تم تمثيله من الثلاث محافظات للحفاظ عليه كمصدر وراثى و يوجد حاليا قطيع في محطة "السرو" بمحافظة دمياط.
أضاف أن هناك تحدى كان يواجه تأثير قطيع الاوز يتمثل في عدم وجود مزارع كبيرة لانتاجه وأن شراء الاوز يتم من مصادر مختلفة وأعمار مختلفة مما يساعد على انتقال الأمراض بين القطعان وبعضها وارتفاع نسبة النفوق وهذا ما حدث عند تجميع "الأوز" في محطة السرو لكن حاليا يوجد قطيع ممثل من أقاليم الجمهورية الجغرافية في حدود 200 من الأوز "إناث وذكور" ويتم العمل على زيادة العدد وعمل انتخاب وراثى لزيادة إنتاجية "الأوز".
وكشف محفوظ أن "الأوز" لم يحدث فيه خلط وهو مصري بنسبة 100% لأنه مستئنث من أكثر آلاف السنين ولم يتم ادخال "أوز" من خارج البلاد، ومعهد الإنتاج الحيوانى يمتلك المعهد قطيع من الأوز المصري، وهو الجهة البحثية الوحيدة في مصر التي تمتلك الأوز المصرى.
وأضاف أن المحافظة على المصادر الوراثية شىء هام جدا لانه متعود على درجة حرارة معينة وطبيعة الغذاء المقدم له والسلوك البشرى في التعامل معه كل هذه العوامل تدفع للحفاظ على المصادر الوراثية الحيوانية لأهميتها لذلك عملنا على الحفاظ على الأوز واكثاره والتحسين الوراثى فيه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة