"فقط بـ20 جنيه احصلى على رموش كثيفة وطويلة، شعر حرير كالهنود، اجعلى أظافرك كالنجمات، حققى حلمك فى الوصول إلى جسم مثالى.. لن تذهبى إلى عيادات الأطباء بعد الآن".. مأساة يبدأها كثير من ضحايا "السوشيال ميديا" بأحد هذه الجمل التى قد تصادفه أثناء تصفحه الإنترنت، وبعد تجربة لفترة قصيرة كانت أو طويلة يكتشف أنه كان فريسة لأحد الصفحات لتجميع المشاهدات، أو لشخصيات قد حصلت على مقابل مادى للترويج لمنتج، أو لمنتحلين صفة أطباء وصيادلة.
تصف "إنجى.م" تجربتها مع وصفات السوشيال ميديا بأنها أسوأ ما أقدمت عليه، فبعد فترة من تطبيقها وصفة لوقف تساقط الشعر باستخدام زيوت هندية، وأقراص للتخسيس قد حصلت عليها من إحدى الصفحات، لم تجد إلا مزيدا من تساقط للشعر بمعدلات غير مسبوقة، والإصابة بالاكتئاب لعدم وصولها إلى الوزن المرجو من استخدامها تلك الأقراص، حيث قالت: للأسف أجريت تجارب كثيرة لوصفات من الانترنت، حتى أصبحت حالة شعرى صعبة، والتساقط لم يعد له حل، فى الأغلب الزيوت مغشوشة، أما التخسيس فقد اشتريت نوعين من الأقراص، والإثنين سيئين، فقد أصابونى باكتئاب.
أما "منال.أ"، فقد وثقت فى أحد المنتجات العلاجية لعيوب البشرة بعد ترويج مشاهير له عبر الصفحة الرسمية للمنتج، والعديد من الصفحات، وبعد فترة قصيرة من الاستخدام فوجئت بظهور بثور كثيفة بالوجه، أدت إلى تدهور حالة بشرتها، فقررت وقف المنتج والاتجاه لطبيب مختص فورا، والذى أكد بدوره ضرورة عدم تكرار التجربة.
لم تقتصر وصفات "السوشيال ميديا" على البشرة والشعر وزيادة أو تخفيض الوزن فقط، بل كان للأسنان وتبيضها نصيبا منها، فقد وصف البعض استخدام بيكربونات الصوديوم وورق الألومنيوم معا بطريقة ما، للاستغناء عن جلسات التبيض، والوصول إلى النتيجة فى دقائق بالمنزل، وهو ما نفى الدكتور محمد عبد اللطيف، عضو بمجلس نقابة أطباء الأسنان سابقا، صحته كليا، مشيرا إلى أن كل ما يتم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعى من وسائل علاجية أو تجميلية للأسنان ليس لها أى أساس علمى، ويتم الترويج لها من قبل غير متخصصين.
يقول "عبد اللطيف" لليوم السابع،: لا أساس علمى لتلك الوصفات، وضررها أكثر من نفعها، نحن نشاهد كوارث منها، وننصح الجميع بتجنبها، فلا يمكن أن تحقق وصفة موحدة نتائج مع كل الحالات، بغض النظر عن كونها وصفة خاطئة بالكامل، للأسف يثق كثيرا فى تلك الوصفات باعتبارها أحد وسائل الطب الشعبى غير المبنية على الأبحاث العلمية، فى حين أن استشارة الطبيب أقل تكلفة، لأننا فى العيادات نستقبل حالات متدهورة نتيجة مضاعفات لتجربتها أحد وصفات الطب الشعبى، وبالتالى فأن تكلفة العلاج تصبح مرتفعة كثيرا، مستنكرا عدم وجود رقابة على ما يتم تداوله من خلال السوشيال ميديا، أو وجود رادع لمن يتحدث بغير علم فى الطب.
فيما يقول الدكتور على عبدالله، مدير مركز البحوث والدراسات الدوائية والإحصاء: إن السوشيال ميديا لها تأثير قوى جدا على الشباب وخاصة الفتيات، ومن أكثر الأمور طلبا فى الوقت الحالى وأكثرها ضررا هو استخدام "الكورتيزون" لزيادة الوزن، أى استخدامه للحصول على آثاره الجانبية والتى تؤدى إلى احتباس المياه فى الجسم، وذلك رغم خطورة استخدامه دون حاجه على المدى البعيد، حيث أنه فى البداية سيؤثر على المناعة وبالتالى تصبح عُرضه لأى عدوى، وترفع الضغط نتيجة احتباس المياه والصوديوم، ثم زيادة السكر فى الدم، كما أنه يؤثر على الكبد والكُلى، وتُحدث آثار نفسية منها: اضطراب فى النوم، وانتكاسة نفسية فى حال التوقف عن تناول الكورتيزون وانخفاض الوزن مجددا.
ويضيف،: ما لا يعلمه كثير، هو أن بيكربونات الصوديوم التى تتداول بالصيدليات تختلف تماما عن الموجودة لدى العطارين، ولا يمكن استخدام أحدهما كبديل للأخرى، حيث أن الموجودة بالصيدليات كربونات طبية تمت معالجتها لتصلح للاستخدامات الطبية، على عكس المتاحة لدى العطارين والتى قد تستخدم فى أغراض نظافة المنازل، وبالتالى من المفروض أن يحصل الشخص على استشارة الصيدلى أو المختص حتى لا تحدث له أضرار، خاصة أننا أصبحنا نرى فى سوائل المواصلات والمترو من يبيعون منتجات دوائية مجهولة، وغير مرخصة، فضلا عن وجود أكثر من إصدار لكل منتج أو مكون يختلف كل واحد فيهم عن الأخر، فى درجة النقاوة، والمأمونية، وبالتالى سعره أيضا.
وأشار عبدالله، إلى أن كثيرا من غير المتخصصين، أصبحوا الآن يصنعون كريمات ومستحضرات تجميل فى منزلهم، فى حين أن الصيدلى أثناء تركيبه لأى كريم، فأن هناك ما يسمى بـ"ph" وهى درجة حموضة الجلد أو الشعر، وهى لابد أن تكون مضبوطة على درجة مُحددة حتى لا تحدث أضرار لمن يستخدمها، لكن هذا بالطبع ما لا يعلمه أغلب من يتداولون تلك المستحضرات على السوشيال ميديا، مطالبا بضرورة وجود رادع، وعقوبات، ورقابة على وسائل التواصل الاجتماعى لضبط ما يتم تداوله خاصة فيما يتعلق بالصحة والدواء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة