على مدار 96 يومًا من الحرب الغاشمة على قطاع غزة من قبل قوات الكيان الصهيوني، والتي بدأت في 7 أكتوبر 2023، لم يسلم أحد من إجرام قوات الاحتلال حتى أنه كان للكلاب نصيب من الدماء، فعلى الرغم من استخدام إسرائيل لأنواع مختلفة من الأسلحة المحرمة دوليًا لإحداث أكبر قدر ممكن من الدمار والخراب في قطاع غزة التي لا تخفى على أحد في الوقت الحالي، إلا أنها استخدمت الكلاب في الحرب وأحيانًا يضحى بهم لاستكشاف المواقع والأنفاق.
ومن الملفت هو إعلان الجيش الإسرائيلي عن عدد الكلاب التي قتلت أثناء الحرب فنجدها تعلن رسميًا عن مقتل كلب جانبًا إلى جنب مع الإعلان عن إصابة جنود وهو ما ينبه عن مدى أهمية الدور الكبير الذى تلقيه قوات الاحتلال على الكلاب في الحرب.
ما هي وحدة الكلاب "عوكيتس"؟
وبالبحث عن هذه الكلاب وجدنا أن هناك وحدة تسمى "عوكيتس" وهي وحدة في الجيش الإسرائيلي، مهمتها استخدام الكلاب في إطار الجيش لمهام حصرية، وتتبع الوحدة للقوات البرية، ويعتمد عليها الجيش الإسرائيلي في كثير من نشاطه حيث لعبت هذه الوحدة دورًا كبيرًا أثناء الحرب على لبنان عام 2006.
تأسست وحدة الكلاب عام 1974 وكانت مهمتها الأولى تدريب الكلاب على مهاجمة الخاطفين في عمليات المساومة وخلال السبعينيات والثمانينيات شاركت الوحدة في عدة عمليات سرية، وكشف عن هذه الوحدة لأول مرة في عام 1980 حيث تعاون جنود "عوكيتس" مع مقاتلي سرية هيئة الأركان العامة في تنفيذ اختراق لتحييد مطلوبين احتجزوا رهائن، ثم لعبت دورا فعالا في العدوان الإسرائيلي على الأراضى اللبنانية عام 1988 وهو ما جعلها محل أنظار الكثيرين.
ويأتى تأهيل الكلب المقاتل فى الوحدة يستغرق حوالى 17 شهرا تقريبًا، ويشمل برامج لياقة بدنية، وتطوير المهارات فى الاستكشاف، وتعمل "عوكيتس" على تدريب كلابها بدقة، بحيث يكون لكل منها تخصص محدد، كالهجوم، والبحث، والإنقاذ، والكشف عن المتفجرات وموقع الأسلحة والمواجهات مع المسلحين، ويدرب الجنود الكلاب على القيام بعمليات هجومية، ملاحقة، إنقاذ، استكشاف والعثور على أسلحة ومواد متفجرة، وتشارك وحدة الكلاب المدربة القوات العاملة في الميدان لتنفيذ مهام عملياتية متنوعة.
وتستخدم الكلاب حاسة الشم والسمع وكذلك أسنانها وجسدها المرن للهجوم، والدخول إلى الأماكن الضيقة حيث تستخدم كلاب الوحدة في مسح منازل المشتبه بهم، قبل دخول قوات الجيش، كما يسير جنود "عوكيتس" وكلاب الوحدة عادة على رأس القوة، مع القائد، حيث أنها تعتبر دروع لقوات جيش الاحتلال في هجومها البري ورحلة بحثها عن الأنفاق.
وفى الوقت الذى تتباهى الدول بجيوشها وأسلحتها نجد أفيخاى أدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ينشر صورًا لكلاب الوحدة متباهيا بقدراتها المميزة مصطحبة بكلمات ترهيب من عناصر هذه الوحدة المتمثلة في الكلاب، وهو الأمر الملفت أيضًا للانتباه حيث أنه لم ينشر صورًا لجنود جيش الاحتلال متحدثًا عن قدراته مثلما فعل مع الكلاب وكأنها العنصر الأهم في جيشهم، ولعل هذا ما ظهر بالفعل في 7 أكتوبر من عام 2023 وما فعلته المقاومة في جنود الاحتلال، فربما لم تكن كلاب الوحدة متواجدة حينها.
المقاومة الفلسطينية تحارب كلاب الاحتلال
وخلال الحرب على غزة كانت كلاب "عوكيتس" في المقدمة لتسهيل عملية الإجتياح البرى، ويستخدمون الكلاب في الكشف عن المتفجرات، حيث نشر الجيش الإسرائيلي في شهر نوفمبر على وسائل التواصل الاجتماعي أنباء عن مقتل 4 كلاب ساعدت في الكشف عن الأفخاخ المتفجرة ومخزونات الأسلحة.
واستكمالاً للوحشية التي يعتمد عليها جيش الاحتلال في حربه على غزة كان هناك مواقف مؤلمة عن استخدامهم للكلاب فى الحرب، وهي التي كشفت عنها وزارة الصحة الفلسطينية فى قطاع غزة إن القوات الإسرائيلية أطلقت الكلاب على الأطقم الطبية والنازحين فى مستشفى كمال عدوان فى شمال القطاع، والكلاب نهشت جريحا فلسطينيا قبل استشهاده.
كما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن الجيش الإسرائيلي أرسل كلبا مزودا في الآونة الأخيرة بكاميرا فيديو إلى مجمع مبان بغزة لاستطلاع المنطقة، قبل أن يقتل في إطلاق نار، بعد أن سجلت الكاميرا معركة مع مسلحين.
وأعلن الجيش الإسرائيلي حينها أنه تم استرداد الكاميرا التي كانت منصوبة على ظهر ذلك الكلب القتيل، وسجلت أصوات 3 رهائن إسرائيليين يعتقد أنهم فروا بعد معركة مع مقاتلي حماس.
كما ذكرت الصحيفة أيضًا، أن الكلاب المدربة تشارك بعمليات للكشف عن متفجرات وهي أول من يدخل إلى الأنفاق ومناطق أخرى قد تكون الأفخاخ منصوبة فيها بالقطاع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة