قالت سلوى بكر، الروائية والناقدة، إن مصر تاريخيا منذ أيام القدماء المصريين وهي لا بد وأن يكون هناك دولة مركزية قابضة على نهر النيل في وضع جيوسياسي تطلب هذا الأمر، هذه الدولة لا بد من أن ضبط النهر منذ دخول المياه من الجنوب للشمال، لذلك الدولة في حياة المصريين بالغة الأهمية.
وأضافت "بكر" خلال حوارها ببرنامج "الشاهد"، مع الدكتور محمد الباز، والمذاع عبر فضائية "إكسترا نيوز"، أن مستقرأ التاريخ المصري يجد أن الدولة إذا نهضت فمصر ستنهض وإذا ضعفت ستضعف مصر وإذا سقطت ستسقط مصر، وهذا قانون تاريخي وما زال يفعل مفعوله حتى الآن.
وأشارت إلى أن الدولة المركزية هي التي تخلقت من خلالها فكرة الهرم، بحيث يجب أن تكون هناك سلطة مركزية قابضة واعية، وهذا ملمح الشخصية المصرية، والمبادرات أحيانا التي تأتي من خلال الناس والأطراف الشعبية تكون ضعيفة وسلبية، وإذا وجدت لا تستمر، وهذه مسألة بدأت تزيد نظرا لأنها متراكمة.
ولفتت الروائية والناقدة، إلى أن الشخصية المصرية بها أشياء بالغة الإيجابية وهي أنها شخصية جماعية طوال التاريخ بسبب أن المصريين احتاجوا دائمًا للعيش في مشتركات زراعية منذ فجر التاريخ.
وأضافت : "نهر النيل يحتاج إلى عمل بشكل كبير وشغل جمعي، وعاشوا في مشتركات جماعية جعلت الشخصية المصرية تميل إلى التماثل أي التقليد، بالإضافة إلى الميل إلى العمل الجمعي".
وتابعت: "لو في عربية عطلت في الشارع نجد 10 يساعدوا" مشيرة إلى أنه هناك جوانب جمالية كثيرة جدًا في الشخصية المصرية.
وقالت سلوى بكر، إن الشخصية المصرية تعرضت لتغييرات سلبية منذ الانفتاح الاقتصادي، لكن أسوأ ما جرى للشخصية المصرية هو غياب الشعور بأن كل ما هو عام أنه ممتلك للإنسان المصري، وهذه ظاهرة ونقطة خطيرة للغاية، "ركبت من يومين أتوبيس جديد وجميل ونظيف لكن لقيت الكراسي متقطعة، هو فاقد الشعور أنها ملكه".
وأضافت أن هذا السلوك نابع من غياب الشعور بالانتماء ولا يفعل ذلك إلا التعليم، "التعليم اللي ميطلعش مواطن يعرف حقوقه وواجباته للبلد دة مش تعليم".
وأشارت إلى أن العالم حتى المرحلة الثانوية جميع الناس يحصلون على الجرعة التعليمية المعرفية، "يطلع بيعرف يقف في إشارة المرور"، وبالتالي فلسفة التعليم يجب أن تهتم بمعرفة المواطن لحقوقه وواجباته وتاريخه وانتمائه للوطن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة