إعلام واشنطن على ميزان النزاهة.. تقرير أمريكي يفضح الانحياز الأعمى لـ"تل أبيب".. "انترسبت": صحف أمريكا استخدمت لغة عاطفية لتغطية خسائر الإسرائيليين فى حرب غزة.. وتجاهلت العنصرية المعادية للمسلمين منذ 7 أكتوبر

الأربعاء، 10 يناير 2024 09:30 م
إعلام واشنطن على ميزان النزاهة.. تقرير أمريكي يفضح الانحياز الأعمى لـ"تل أبيب".. "انترسبت": صحف أمريكا استخدمت لغة عاطفية لتغطية خسائر الإسرائيليين فى حرب غزة.. وتجاهلت العنصرية المعادية للمسلمين منذ 7 أكتوبر غزة
كتبت: نهال أبو السعود

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

انحياز فج ، وازدواجية في المعايير حكمت الإعلام الأمريكي منذ عدوان الاحتلال الإسرائيلي علي قطاع غزة وحتي الآن، وهو ما كان محل انتقاد من داخل واشنطن، ومحور تحليل أجراه موقع "أنترسبت" الأمريكي، الذي رصد تغطية 3 أشهر للحرب علي غزة في صحف نيويورك تايمز وواشنطن بوست ولوس أنجلوس تايمز.

وبحسب "أنترسبت" لم تعطى وسائل الإعلام المطبوعة التي تلعب دورا كبيرا في تشكيل وجهات النظر الأمريكية حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، اهتمام كافى للتأثير غير مسبوق للحملة الإسرائيلية على قطاع غزة والقصف العنيف الذي يتعرض له الأطفال والصحفيين والمدنيين.

وركزت الصحف الأمريكية الكبرى بشكل غير متناسب على الوفيات الإسرائيلية في الصراع واستخدم لغة عاطفية لوصف عمليات قتل الإسرائيليين، ولكن ليس الفلسطينيين؛ وقدمت تغطية غير متوازنة للأعمال المعادية للسامية في الولايات المتحدة، بينما تجاهلت إلى حد كبير العنصرية المعادية للمسلمين في أعقاب 7 أكتوبر.

واتهم النشطاء المؤيدون للفلسطينيين المطبوعات الكبرى بالتحيز المؤيد لإسرائيل، حيث شهدت صحيفة نيويورك تايمز احتجاجات في مقرها الرئيسي في مانهاتن بسبب تغطيتها لأحداث غزة وهو اتهام يدعمه تحليل "أنترسبت".

ويركز التحليل على الأسابيع الستة الأولى من الصراع، بداية من الهجمات التي قادتها حماس في 7 أكتوبر والتي أسفرت عن مقتل 1139 إسرائيلي وخلال تلك الفترة استشهد اكثر من 14 ألف فلسطيني واليوم تخطى العدد 24 الف شهيد.

قام أنترسبت بجمع أكثر من 1000 مقال من نيويورك تايمز، وواشنطن بوست، ولوس أنجلوس تايمز حول حرب إسرائيل على غزة، وقام بحصر استخدامات بعض المصطلحات الرئيسية والسياق الذي استخدمت فيه.

وكشفت الإحصائيات عن خلل كبير في طريقة تغطية الإسرائيليين والشخصيات المؤيدة لإسرائيل مقابل الأصوات الفلسطينية والمؤيدة للفلسطينيين مع استخدامات تفضل الروايات الإسرائيلية على الروايات الفلسطينية.

وبحسب التقرير، ترسم تغطية الأسابيع الستة الأولى من الحرب صورة قاتمة للجانب الفلسطيني، وهي صورة تجعل إضفاء الطابع الإنساني على الفلسطينيين - وبالتالي إثارة تعاطف الولايات المتحدة - أكثر صعوبة.

وللحصول على هذه البيانات، قام الموقع الأمريكي بالبحث عن جميع الكلمات ذات الصلة مثل "فلسطيني – غزة – إسرائيلي" وكشف ما يلي:

التغطية غير المتناسبة للوفيات

في صحف نيويورك تايمز، وواشنطن بوست، ولوس أنجلوس تايمز، تظهر الكلمات "إسرائيلي" أو "إسرائيل" أكثر من كلمة "فلسطيني" أو أشكال مختلفة منها، حتى مع أن الوفيات الفلسطينية فاقت الوفيات الإسرائيلية بكثير. مقابل كل قتيلين فلسطينيين، يتم ذكر فلسطينيين مرة واحدة. مقابل كل وفاة إسرائيلية، يتم ذكر الإسرائيليين ثماني مرات أو بمعدل 16 مرة أكثر لكل وفاة من الفلسطينيين.

"مذبحة" الإسرائيليين وليس الفلسطينيين

المصطلحات العاطفية للغاية لقتل المدنيين مثل "المذبحة"  و"المروعة" مخصصة بشكل شبه حصري للإسرائيليين الذين قُتلوا على يد الفلسطينيين، وليس العكس.

تم استخدام مصطلح "مذبحة" من قبل المحررين والمراسلين لوصف مقتل الإسرائيليين مقابل الفلسطينيين بنسبة 60 إلى 1، وتم استخدام كلمة "مذبحة" لوصف مقتل الإسرائيليين مقابل الفلسطينيين بنسبة 125 إلى 2. وتم استخدام كلمة "مروعة" لوصف القتل الإسرائيليون مقابل الفلسطينيين 36 إلى 4.

أحد العناوين الرئيسية لصحيفة نيويورك تايمز، في مقال منتصف نوفمبر حول هجوم 7 أكتوبر يقول: "لقد ركضوا إلى ملجأ من القنابل من أجل السلامة. وبدلاً من ذلك، تم ذبحهم" وبالمقارنة مع تقرير التايمز الاكثر تعاطفاً عن القتلى الفلسطينيين في غزة اعتباراً من 18 نوفمبر: "الحرب تحول غزة إلى "مقبرة لاطفال الفلسطينيين".و في افتتاحيتها، لا تستخدم قصة التايمز حول الوفيات في غزة أي مصطلحات عاطفية يمكن مقارنتها بتلك الواردة في قصتها حول هجوم 7 أكتوبر.

استخدمت صحيفة واشنطن بوست عبارة "مذبحة" عدة مرات في تقاريرها. في 7 أكتوبر مثل "يواجه بايدن ضغوطاً متزايدة من المشرعين في كلا الحزبين بعد مذبحة حماس"، وفي قصة 13 نوفمبر من الصحيفة حول كيف أدى الحصار والقصف الإسرائيلي إلى مقتل 1 من كل 200 فلسطيني. ولا يستخدم كلمة "مذبحة" مرة واحدة، فوفقا للتحليل القتلى الفلسطينيين قتلوا او ماتوا بصيغة المبني للمجهول.

الأطفال والصحفيين

هناك عنوانان فقط من بين أكثر من 1100 مقال إخباري في الدراسة يذكران كلمة "أطفال" تتعلق بأطفال غزة. وفي استثناء ، نشرت صحيفة نيويورك تايمز قصة على صفحتها الأولى في أواخر نوفمبر حول وتيرة قتل النساء والأطفال الفلسطينيين، على الرغم من أن العنوان الرئيسي لم يبرز أيًا من المجموعتين.

وعلى الرغم من أن حرب إسرائيل على غزة ربما تكون الحرب الأكثر دموية بالنسبة للأطفال - الفلسطينيين بالكامل تقريبًا - في التاريخ الحديث، إلا أنه لا يوجد ذكر يذكر لكلمة "أطفال" والمصطلحات ذات الصلة في عناوين المقالات.

وفي الوقت نفسه، تم الإبلاغ عن مقتل أكثر من 6,000 طفل على يد السلطات في غزة في وقت الهدنة، ويتجاوز العدد اليوم 10,000 طفل.

في حين أن الحرب على غزة كانت واحدة من أكثر الحروب دموية في التاريخ الحديث للصحفيين فإن كلمة "الصحفيين" وتكراراتها مثل "المراسلين" و"المصورين الصحفيين" تظهر فقط في تسعة عناوين رئيسية من أصل أكثر من 1100 عنوان.

وكان ما يقرب من 48 صحافي فلسطيني قتل جراء القصف الإسرائيلي وقت الهدنة؛ واليوم، تجاوز عدد القتلى من الصحفيين الفلسطينيين 100. وكانت 4 مقالات فقط من أصل 9 مقالات تحتوي على كلمتي صحفي/مراسل تتعلق بالمراسلين العرب.

وأشار أنترسبت إلى أن الافتقار إلى التغطية للقتل للأطفال والصحفيين، وهم الجماعات التي تثير عادة التعاطف من وسائل الإعلام الغربية، أمر واضح. وعلى سبيل المقارنة، فإن عدد الأطفال الفلسطينيين الذين ماتوا في الأسبوع الأول من قصف غزة كان أكبر من عددهم خلال العام الأول من الغزو الروسي لأوكرانيا، ومع ذلك فقد لم تذكر صحف نيويورك تايمز، وواشنطن بوست، ولوس أنجلوس تايمز شيئا.

كما هو الحال مع الأطفال، ركزت صحف نيويورك تايمز وواشنطن بوست ولوس أنجلوس تايمز على المخاطر التي يتعرض لها الصحفيون في حرب أوكرانيا، في الأسابيع الستة الأولى بعد الغزو الروسي. قُتل ستة صحفيين في الأيام الأولى من الحرب الأوكرانية، مقارنة بـ 48 قتلوا في الأسابيع الستة الأولى من القصف الإسرائيلي على غزة.

وخلص انترسبت إلى أن الصحف الثلاث الكبرى نادراً ما أعطت الفلسطينيين تغطية إنسانية. وعلى الرغم من هذا التباين، تظهر استطلاعات الرأي تحولاً في التعاطف بين الديمقراطيين تجاه الفلسطينيين وبعيداً عن إسرائيل، مع انقسامات هائلة بين الأجيال، مدفوعة جزئياً بالاختلاف الصارخ في مصادر الأخبار.

كما ان تحليل كل من وسائل الإعلام المطبوعة والأخبار الفضائية يوضح أنه إذا كانت هناك مجموعة من مستهلكي وسائل الإعلام تحصل على صورة مشوهة، فإنهم هم الذين يحصلون على أخبارهم من وسائل الإعلام في الولايات المتحدة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة