قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن الشابات حول العالم تؤجلن الزواج والولادة لفترة أطول من أمهاتهن. ومع ذلك، فإن هذه الظاهرة حادة للغاية فى الصين، حيث انخفض عدد السكان العام الماضى بمقدار 850 ألف نسمة، وهو أول انخفاض منذ أكثر من 50 عامًا، حيث انخفض معدل المواليد إلى مستوى قياسى منخفض.
واعتبرت الصحيفة أنه مع انكماش عدد السكان، فإن التركيبة السكانية تتغير على نحو ينذر بمشاكل خطيرة بالنسبة للاقتصاد الصيني.
وأشارت الصحيفة إلى أن فكرة تأجيل الزواج مألوفة لدى جيل الألفية فى العديد من البلدان الغنية، لكن الصين لا تستطيع بعد أن تعتبر نفسها ضمن تلك المجموعة النادرة. يُعرّف البنك الدولى الدولة ذات الدخل المرتفع بأنها الدولة التى يزيد فيها الدخل القومى الإجمالى للفرد عن 13845 دولارًا. وعلى الرغم من أن دخل الفرد فى الصين ارتفع بشكل كبير فى القرن الحادى والعشرين، إلا أنه فى عام 2022 وصل إلى 12850 دولارًا فقط. ويخشى العديد من الاقتصاديين الآن أن تتقدم الصين فى السن قبل أن تصبح غنية.
وهناك مقارنات بين الصين واليابان، التى دخلت فترة اقتصادية قاتمة فى أوائل التسعينيات. وكان السبب وراء ما أصبح يعرف باسم "العقود الضائعة" فى اليابان من الانكماش والنمو المنخفض العنيد هو انهيار سوق الأسهم، لكنه تفاقم بسبب الشيخوخة السكانية فى البلاد.
وقالت الصحيفة أن نحو 14% من سكان الصين يتجاوزون الآن 65 عامًا، وهى العتبة التى تجاوزتها اليابان فى عام 1993. ولكن فى حين استغرقت اليابان ما يقرب من عقد من الزمن للوصول إلى هذا المستوى من 10%، حققت الصين القفزة فى ست سنوات فقط. وفى العقدين المقبلين، تسير الصين على مسار إضافة عدد أكبر من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا إلى عدد سكانها، مقارنة بعدد سكان الولايات المتحدة.
والحكومة تدرك جيدا هذه المشاكل. وفى عام 2016، تخلت عن سياسة الطفل الواحد التى استمرت لعقود من الزمن، واستبدلتها بما أصبح الآن حدًا أقصى لثلاثة أطفال. تخلت بعض المقاطعات عن القيود المفروضة على حجم الأسرة تماما، وهو واحد من مجموعة من التدابير لتشجيع النساء على إنجاب المزيد من الأطفال. وتشمل السياسات الأخرى ما يصل إلى 30 يومًا من الإجازة مدفوعة الأجر للعروسين، وخصومات على التلقيح الصناعى، وإعانات نقدية للطفل الثانى والثالث.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة