قال الكاتب الصحفى المغربى، محمد البلاوى، إنه بعد مرور أسبوعين على كارثة الزلزال الذي شهده إقليم الحوز، بدأت الحياة تستعيد مجراها الطبيعي في بعض المناطق، من بينها "إيجوكاك" الواقعة على بعد 16 كيلو مترا من بؤرة الهزة الأرضية، وأيضا منطقة ثلاث نيعقوب.
وأضاف البلاوى، في تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن هذه المناطق تشهد حركة اعتمادا على استخدام الدراجات النارية، كما يعمل أصحاب سيارات الأجرة الكبيرة على تسهيل تنقل السكان بالمنطقة المتضررة المتسمة بوعورة تضاريسها، في اتجاه بلدية تحناوت مركز إقليم الحوز أو نحو مدينة مراكش.
ومن جهة أخرى، بدأت الحياة تدب في النشاط الاقتصادى بهذه الجماعة، حيث عادت المحلات التجارية ـ التي لم تتضرر بشكل كبير ـ إلى فتح أبوابها بعدما أعاد أصحابها ترتيب السلع.
وأوضح أن عمليات انتشال جثث الضحايا لا تزال مستمرة ببعض المناطق، بينما توقفت عمليات البحث عن ناجين.
وعن الدعم المصرى، قال البلاوى، إن هذا الحدث الجلل خلف زخما كبيرا من التضامن الوطني و الدولي، مشيدا باللفتة الإنسانية التي بادر بها الرئيس عبد الفتاح السيسي بإعلان الحداد ثلاثة أيام، والتي تركت أثرا إيجابيا في نفوس المغاربة قاطبة، إضافة إلى ما لمسناه من تضامن كبير من أبناء الجالية المصرية المقيمة بالمغرب، ما يعكس متانة العلاقات التي تميز الشعبين المصرى والمغربي ، تلك العلاقة المبينة على التضامن و التكافل الإنساني و الاجتماعي.
وبالنسبة لإجراءات المغرب لاحتواء تداعيات تلك الكارثة، أشار إلى أنه منذ اللحظات الأولى لوقوع الزلزال سارعت المملكة بالعمل على التعبئة الكبيرة للسلطات المحلية والقوات المسلحة الملكية والدرك الملكي، والوقاية المدنية، والمديرية العامة للأمن الوطني، والسلطات العمومية، والقوات المساعدة، ومؤسسة محمد الخامس للتضامن، والهلال الأحمر المغربي، وغيرها من الجهات للتخفيف من وطأة هذه الفاجعة، والمساهمة في إعادة الحياة إلى مجراها الطبيعي.
وأكد البلاوى، أن الأهالى وأصحاب المحلات التجارية والورش الحرفية، لديهم إصرار وإرادة قوية للتغلب على آثار هذه الفاجعة الأليمة، واستئناف أنشطتهم رغم ما لحقهم من أضرار جراء الزلزال.
وأوضح البلاوى، أن السلطات المغربية تولى عملية إعادة الإيواء أولوية قصوى، في هذا الإطار دعا الملك محمد السادس لبرنامج عاجل لإعادة إيواء المتضررين والتكفل بالفئات الأكثر تضررا من زلزال الحوز، يعمل على تعبئة كافة الوسائل لتقديم المساعدة للأسر والمواطنين المتضررين، خصوصا من أجل تنفيذ التدابير المتعلقة بإعادة التأهيل والبناء.
محمد البلاوى
وتشمل المرحلة الأولى من برنامج إعادة الإيواء والتي تم إعدادها من قبل اللجنة الوزارية التي تم تشكيلها بتعليمات ملكية سامية، نحو 50 ألف مسكن انهارت كليا أو جزئيا على مستوى الأقاليم الخمسة المتضررة.
ويتضمن البرنامج مبادرات للإيواء المؤقت وخصوصا من خلال صيغ إيواء ملائمة في عين المكان وفي بنيات مقاومة للبرد وللاضطرابات الجوية، أو في فضاءات استقبال مهيأة، من جهة أخرى ستمنح الدولة مساعدة عاجلة بقيمة 30000 درهم للأسر المعنية أي ما يعادل ثلاثة آلاف دولار.
ويشمل البرنامج أيضا اتخاذ مبادرات فورية لإعادة الإعمار، و تقديم مساعدة مالية مباشرة بقيمة 140 ألف درهم (أكثر من 14 ألف دولار) للمساكن التي انهارت بشكل تام، و80 ألف درهم (أكثر من 8 الآف دولار) لتغطية أعمال إعادة تأهيل المساكن التي انهارت جزئيا، مع ضرورة أن يتم إجراء عملية إعادة الإعمار وفق شروط محددة، وبإشراف تقني وهندسي بانسجام مع تراث المنطقة والذي يحترم الخصائص المعمارية المتفردة.
وفي هذا السياق جدد الملك التأكيد على سرعة الاستجابة مع احترام كرامة الأهالى المتضررين وعاداتهم وأعرافهم وتراثهم. فالإجراءات لا يجب أن تعمل فقط على إصلاح الأضرار التي خلفها الزلزال، ولكن أيضا إطلاق برنامج مدروس، مندمج، وطموح من أجل إعادة بناء وتأهيل المناطق المتضررة بشكل عام، سواء على مستوى تعزيز البنيات التحتية أو الرفع من جودة الخدمات العمومية، وهذا البرنامج مفتوح للمساهمات من مختلف الفاعلين سواء بالداخل المغربى، أو من الدول الشقيقة التي ترغب في ذلك.
كما تم اتخاذ جميع التدابير، لإيواء الساكنة المتضررة من الزلزال الذي هز عدة مناطق بالمملكة، وحمايتهم، على الخصوص، من احتمال سوء الأحوال الجوية وهكذا، تم نصب الخيام في كافة القرى المتضررة من الزلزال، خاصة بمنطقة أداسيل بإقليم شيشاوة، إحدى المناطق الأكثر تضررا من هذه الكارثة الطبيعية، وتمت إعادة إيواء جميع السكان، الذين انهارت منازلهم كليا أو جزئيا بسبب الزلزال، في خيام تقيهم من أي سوء للأحوال الجوية، ونشهد نفس الزخم من حيث إعادة إيواء السكان في القرى الأخرى المتضررة .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة