كرة القدم اقتصاد ينمو حول "جلد منفوخ"... "كابيتانو مصر" قوة ناعمة وبورصة اقتصادية.. البرازيل تربح 800 مليون دولار سنويًا.. استثمارات برشلونة توفر 32 ألف فرصة عمل.. و502 مليار دولار إيرادات الرياضة في 2022

الجمعة، 01 سبتمبر 2023 02:05 م
كرة القدم اقتصاد ينمو حول "جلد منفوخ"... "كابيتانو مصر" قوة ناعمة وبورصة اقتصادية.. البرازيل تربح 800 مليون دولار سنويًا.. استثمارات برشلونة توفر 32 ألف فرصة عمل.. و502 مليار دولار إيرادات الرياضة في 2022 كابيتانو مصر
حسن السعدني

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تحولت كرة القدم إلى اقتصاد كامل قائم على التسويق والإعلانات وصفقات اللاعبين والجذب السياحي وتعزيز المكانة الدولية، هذا التغيير لكرة القدم من هواية إلى قوة ناعمة وواجهة اقتصادية هو ما دفع مؤسسات الدولة المصرية إلى تبنى المواهب من خلال مشروع اكتشاف الموهوبين "كابيتانو مصر"، والتي تهدف إلى إنشاء فرق محترفة ولاعبين مؤهلين في أكاديميات تعتمد العمل الاحترافي وتستخدم الأساليب والتقنيات الإدارية الحديثة والتدريب المقنن، مما يؤدي إلى إنشاء مورد مادي لا يقل أهمية عن الموارد الطبيعية.

علاقة الاقتصاد بكرة القدم لخصها المؤرخ الإنجليزي الشهير سيمون كوبر  في كتابه "اقتصاديات كرة القدم"، باتخاذ مانشستر يونايتد كمثال، حينما ربط نهضة العملاق الإنجليزي بالثورة الصناعية التي لعبت دورًا كبيرًا في ذلك، حتى أصبحت مدينة مانشستر في 1900سادس أكبر مدينة في أوروبا بدخولها إلى مجال الصناعة، وبدأ المهاجرون يشكلون الشريحة الأكبر من سكان مانشستر، و بطبيعة الحال كان هؤلاء المهاجرون يبحثون عن العمل حتى وجد معظمهم في كرة القدم ملجأً لشغل الفراغ و ربما لكسب العيش. ومع هذا التغيير الاجتماعي و الاقتصاد،٬ أحرزت أندية المدن الإقليمية و الصناعية مثل مانشستر و برشلونة و تورينو وميونيخ ودورتموند وبورتو و أيندهوفن 41 من أصل 55 بطولة أوروبية من العام 1963 إلى العام 2017.

كرة القدم في البرازيل.. قيمة مضافة

التأكيد على أهمية كرة القدم فإزدهار الاقتصاد لا يحتاج منا العودة إلى قرن وربع لنثبت ذلك، لأن النموذج الحي أمامنا الآن هو البرازيل، تلك الدولة التي لولا كرة القدم لغرقت في المجاعات والتخلف الحضاري، فبحسب المركز الدولي للدراسات الرياضية صدرت البرازيل في السنة الأخيرة فقط 1300 لاعبا خارج أراضيها، وبعوائد مالية تجاوزت 800 مليون دولار، كما أنها تساهم بنحو 5 % من إجمالي الدخل في البرازيل، وهنا نشير إلى أن أرباح الأندية البرازيلية من تصدير لاعبيها يفوق ما تصدره البرازيل من منتج آخر، وهو ما يجعلنا ندرك العائدات المالية لكرة القدم، حينما تصبح اقتصادا أساسيا، تنتقل من مجرد لعبة إلى قيمة مضافة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية وتطور الأمم.

استثمارات برشلونة = 23 ألف فرصة عمل

الأمور لا تقتصر على البرازيل، لكن ساهم نمو اقتصاد كرة القدم في برشلونة خلال الموسم الذي سبق جائحة كورونا، في تحريك النشاط الاقتصادي في إسبانيا برمتها خلال الموسم 2019/2020 بمقدار 3.214 مليار يورو، ما انعكس على إجمالي الناتج المحلي بواقع 1.773 مليار يورو، كما أوجد النادي ما يزيد عن 31.475 فرصة عمل، وفقا للبيانات الصادرة عن شركة (PWC) الاستشارية في برشلونة.

وعلى المستوى المحلي، ساهم النادي الكتالوني في إجمالي الناتج المحلي لمدينة برشلونة بواقع 1.191 مليار يورو، مما يمثل 1.46% من الإجمالي، وخلق 19 ألف و500 فرصة عمل جديدة، وبذلك عزز مكانته كأحد العوامل الحيوية في مدينة برشلونة لما له من تأثير على السياحة والفندقة والنقل في عاصمة إقليم كتالونيا.

كابيتانو مصر حلم اقتصادي.. لما لا؟!

لا تستفيد مصر من قدراتها البشرية بالشكل الأمثل، خاصة إذا وضعنا كرة القدم كمقياس، حيث تتفوق علينا في تصدير اللاعبين للاحتراف دول لا تعادل 25% من التعداد السكاني للمحروسة، ولأن الدولة المصرية رائدة في مجال كرة القدم عربيًا وإفريقيا، كان يجب أن تكون لها الأسبقية في الاحتراف أيضا، واستثمار ذلك في تحسين الدخل القومي من العملة الصعبة.

هذه الرؤية ربما تكون الداعي الأول لدى مؤسسات الدولة متمثلة في الشركة المتحدة ووزارة الشباب والرياضة، لتدشين مشروع اكتشاف المواهب "كابيتانو مصر"، لاسيما أن النجم المصري الأبرز في كرة القدم عبر التاريخ وهو محمد صلاح أحد اكتشافات برامج المواهب القديمة.

مؤسسات الدولة المصرية حينما تبنت مشروع "كابيتانو مصر"، لآمنت منذ اللحظة الأولى أن رحلة الاستكشاف الحقيقيّة للمواهب لا تستلزم الذهاب لأراضٍ جديدة، بل تستلزم الرؤية بعيونٍ جديدة، فما يحتاجه الإبداع واكتساب الموهبة، هو إفساح مجال في زاوية ما من عقلك، كانت خطة المتحدة ووزارة الرياضة لهذا المشروع العظيم، هو العمل في إطار صارم، وتشغيل الخيال بأقصى سرعته، لإنتاج أغنى الأفكار، والمواهب، تلك التي تحتاجها مصر لخلق نهضة كروية عظيمة، واكتشاف مواهب مثل محمد صلاح يرفعون اسم مصر عاليا في المحافل الدولية.

استثمار المشروع في تنمية المواهب، بدأ بالفعل بعد اختيار عدد من الموهوبين في الموسم الأول من "كابيتانو مصر" للسفر إلى إسبانيا وقضاء فترة معايشة مع كبار أندية "الليجا"، جاء ذلك من خلال الاحتفالية التى أقامتها شركة ocean pulser الإسبانية فى العاصمة الجديدة بمناسبة الانتهاء من فعاليات معسكر the showcase لرعاية المواهب فى أفريقيا والشرق الأوسط.

الجلد المنفوخ سحر يأثر  4 مليار شخص

تتمتع كرة القدم بشعبية جارفة تقدر بأربعة مليارات شخص، في حين إن عدد من يمارسونها يقدر بنحو 270 مليون شخص، حسب جريدة العرب الاقتصادية الدولية، وهذا العدد الضخم والشغف الكبير سيدفعان اقتصاد كرة القدم منفردة إلى 57 مليار دولار بحلول عام 2026، وهذا فقط العائد الاستثماري المباشر. أما العوائد غير المباشرة فتأتي من توفير فرص العمل في قطاعات متعلقة بالرياضة أو غير متعلقة بها كالسياحة والنقل والاتصالات، إلى جانب الاستثمار في المرافق المتعلقة بالرياضة، وعوائد أخرى يصعب تقدير مردودها كرفاهية الشعوب وسعادتهم، وانخفاض معدلات الجريمة والأمراض.

وقدرت إيرادات صناعة الرياضة ككل عالميا بـ355 مليار دولار في عام 2021 ومن المتوقع أن تسجل 502 مليار دولار بنهاية العام الجاري، بمعدل نمو 41 في المائة، ومن المتوقع أن يصل حجم السوق إلى 826 مليار دولار بحلول عام 2030.

فيفا مؤسسة اقتصادية متكاملة

على مستوى المؤسسات، تعد منظمة فيفا أقوى المؤسسات الرابحة على الإطلاق من هذه البطولات، ففي عام 2021 فقط (وهو عام لا توجد فيه بطولة ربحية كبيرة مثل كأس العالم) حققت فيفا إيرادات بمقدار 766 مليون دولار، بزيادة 3 في المائة عن المستهدف، منها 123 مليون دولار من حقوق البث التلفزيوني، و131 مليون دولار من حقوق التسويق، و180 مليون دولار من حقوق التراخيص التي وصلت إلى الألعاب الإلكترونية والتجارة الإلكترونية. كذلك استفادت فيفا من تعويضات بقيمة 60 مليون دولار، و260 مليون دولار من رسوم إلغاء العقود ومبيعات الأصول وغيرها، إلى جانب 12 مليون دولار من مبيعات التذاكر.

ونظرا لارتباط إيرادات منظمة فيفا بكأس العالم التي تقام كل أربعة أعوام، فالأفضل رصد إيرادات المنظمة كل أربعة أعوام، فمثلا حققت فيفا إيرادات عن الفترة من 2015 إلى 2018 بمقدار 6.4 مليار دولار، بنمو 16 في المائة عن الأعوام الأربعة السابقة لذلك، وبلغت إيرادات كأس العالم في 2018 بمفرده 5.4 مليار دولار بنسبة 83 في المائة من إجمالي إيرادات دورة الأعوام الأربعة، وهذا أحد أسباب سعي فيفا إلى تحويل بطولة كأس العالم لأن تصبح كل عامين بدلا من كل أربعة أعوام.

المشروع السعودي.. استثمار بلا سقف

لا يمكن أن نتكلم عن اقتصاد كرة القدم ولا نعرج على المشروع السعودي لتطوير الدوري هناك بدعم من صندوق الاستثمارات العامة، وهو أحد أكبر الصناديق السيادية في العالم بأصول تتجاوز 620 مليار دولار، بعدما استحوذ على أربعة أندية كرة قدم مؤخرا، هي الهلال والنصر والاتحاد والأهلي، ما أتاح لها عقد صفقات كبيرة بمبالغ طائلة مع لاعبين كثير منهم أتوا مباشرة من الدوري الإنجليزي والإسباني والإيطالي.

هذا الصيف شهد تغير جذري في الاستثمار الرياضي، بعدما أطلق الأمير محمد بن سلمان مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية، تحقيقا لأحد أهداف "رؤية السعودية 2030"، عبر تحفيز القطاع الخاص وتمكينه من المساهمة في تنمية الرياضة والأنشطة الاقتصادية المرتبطة بها، غير أن الانفاق الرياضي المرصود لهذا الاستثمار حسب بعض التقارير بلغ 6 مليارات دولار منذ انطلاقه الفعلي عام 2021 حتى أغسطس 2023، أي أن قيمة المدّ الاستثماري تجاوزت أربعة أضعاف الفترة ما بين 2014 و2021.


 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة