أمام التهديدات الأمنية التي تراها بعض البلدان كالرصاص الذى يستهدف أمنها القومى، واجهت بعض الدول تلك التهديدات بسلاح الحجب للتطبيقات الإلكترونية، كان آخرها دولة العراق التي حجبت تطبيق المراسلة "تليجرام" بسبب مخاوف تتعلق بالأمن الوطني ومن أجل الحفاظ على سلامة البيانات الشخصية لمستخدمي التطبيق في البلاد بحسب وزارة الاتصالات العراقية.
وذكرت الوزارة في بيان نشرته وكالة الأنباء العراقية (واع) :"حجب تطبيق تليجرام جاء بناء على توجيهات الجهات العليا لمحددات تتعلق بالأمن الوطني، وحفاظا على البيانات الشخصية للمواطنين، التي خرق التطبيق المذكور سلامة التعامل بها خلافا للقانون".
ويُستخدم التطبيق على نطاق واسع في العراق للمراسلة، كما أنه يمثل مصدرا للأخبار ومشاركة المحتوى.وتحتوي بعض القنوات على عدد هائل من البيانات الشخصية، منها أسماء وعناوين مستخدمين عراقيين وروابطهم الأسرية.
وقالت الوزارة في بيان إنها "طلبت مرارا من الشركة المعنية بإدارة التطبيق المذكور التعاون في غلق المنصات التي تتسبب في تسريب بيانات مؤسسات الدولة الرسمية والبيانات الشخصية للمواطنين، ممّا يشكل خطرا على الأمن القومي العراقي والسلم المجتمعي، إلا أن الشركة لم تستجب ولم تتفاعل مع أي من تلك الطلبات".
وجاء في البيان "تؤكد الوزارة احترامها حقوق المواطنين في حرية التعبير والاتصال، دون المساس بأمن الدولة ومؤسساتها". ولم ترد الشركة المسؤولة عن إدارة التطبيق بعد على طلب للتعليق أرسل لها عبر البريد الإلكتروني.
أما تطبيق "تيك توك" فقد حظرته عددا من الدول لأسباب مختلفة منهم من رأى أنه يروّج لمحتوى غير أخلاقي، وأخرى أكدت أنه يضلل الشباب، وفى مارس العام الجاري حجبت بلجيكا التطبيق إلى جانب 8 دول أخري، وقال وقتها رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو، إنه لن يُسمح لموظفي الحكومة الاتحادية البلجيكية من الآن استخدام تطبيق تيك توك للمقاطع المصورة المملوك للصين على الهواتف الخاصة بعملهم.
وإلى جانب بلجيكا هناك دولا أخري حجبت التطبيق، من بينها، الهند وأفغانستان وكندا وباكستان والولايات المتحدة وتايوان والاتحاد الأوروبي، كلها لأسباب مختلفة، كما حظرت المفوضية الأوروبية تحميل التطبيق على أجهزة هواتف موظفيها.
وإلى جانب تيك توك حظرت الهند فى عام 2020 حظرت الهند، 59 تطبيقا للهواتف المحمولة، معظمها تطبيقات صينية، من بينها "بايت دانس" والمتصفح الخاص بموقع "علي بابا" و"وي تشات"، وذلك بسبب مخاوف أمنية، وقالت وزارة تكنولوجيا المعلومات الهندية، وقتها، إن التطبيقات "تضر بسيادة ونزاهة الهند، والدفاع عن الهند، وأمن الدولة والنظام العام".
وبخلاف ذلك، تم حظر تطبيق المراسلة الفورية WhatsApp فى الصين عام 2017، بسبب تشفيره من طرف إلى طرف، وهي آلية تمنعها من قراءة الرسائل المرسلة عبر التطبيق، لكن الحكومة الصينية تسمح باستخدام تطبيق Skype - وهو تطبيق مشابه - لكنه لا يحتوى على مثل النمط من التشفير.
لكن هذا الحجب لم يكن عائقا أمام بعض الشباب، فقد تجاوز بعض المستخدمين هذا الحجب بالدردشة من خلال الألعاب الإلكترونية التي غالبا ما لا يتم حجبها، وهي طريقة صعبة التطبيق على مستوى الشركات وكبار السن وذوي الدخل المحدود نظرا لتكاليفها المرتفعة (ضرورة شراء الأجهزة الإلكترونية المناسبة وشراء الألعاب والاشتراك بخدمات شبكات الألعاب الإلكترونية، وغيرها).
وهناك تقنيات أخرى لتجاوز الحجب غير تقنية الشبكة الشخصية الافتراضية، مثل تقنيات «بروكسي» Proxy وتغيير عنوان «دي إن إس» DNS وأنفاق «إس إس إتش» SSH Tunnel، وغيرها، وبدرجات تشفير (ترميز) مختلفة وقدرات متفاوتة على تجاوز الحجب، ليدخل المستخدمون وشركات الاتصالات فى دوامة الحجب والتجاوز الدائمين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة