زار قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان صباح اليوم الخميس، الجامعة الكاثوليكية فى لشبونة، حيث التقى بالشباب الجامعيين، وبعد كلمة مديرة الجامعة وشهادات حياة لبعض الطلاب حول الرسالة العامة "كن مسبحًا"، ألقى قداسته كلمة قال فيها "أشكر رئيس الجامعة على كلماتها لقد قالت إننا نشعر جميعًا بأننا حجاج"، مضيفا إنها "كلمة جميلة تستحق أن نتأمّل في معناها، وهى تعنى حرفياً أن نترك الروتين المعتاد جانباً وننطلق بقصد معيّن، فنتحرك عبر الحقول أو أبعد من الحدود الشخصية، أى خارج منطقة الراحة الخاصة نحو أفق المعنى في مصطلح الحاج نرى انعكاس الحالة البشريّة، لأن كل فرد منا مدعو لكي يتعامل مع الأسئلة الكبيرة التي ليس لها إجابة مبسطة أو فورية، ولكنها تدعونا لكي نقوم برحلة ونتخطى ذواتنا ونذهب أبعد منها. إنها عملية يفهمها طالب الجامعة جيدًا، لأن هذه هي الطريقة التي يولد بها العلم، وكذلك أيضًا ينمو البحث الروحي. نحن لا نثق في الصيغ الجاهزة، والإجابات التي تبدو في متناول اليد، التي تنزلق من كُمِّ القميص مثل أوراق اللعب المزورة؛ نحن لا نثق بتلك المقترحات التي يبدو أنها تقدم كل شيء دون أن تطلب أى شىء".
وتابع البابا فرنسيس: "قال بيسوا، بأسلوب معذب وإنما صحيح، "أن تكون غير راضٍ هو أن تكون إنسانًا"، لا يجب أن نخاف من الشعور بالقلق، ومن التفكير في أن ما نقوم به ليس كافياً، فكونك غير راضٍ، بهذا المعنى وبالقدر الصحيح، هو ترياق جيد ضد افتراض الاكتفاء الذاتى والنرجسية، ويميز عدم الاكتمال حالتنا كباحثين وحجاج لأنه، وكما يذكرنا المسيح، "نحن فى العالم، ولكننا لسنا من العالم"، نحن مدعوون إلى شىء أكبر، إلى إقلاع لا يمكن الطيران بدونه، لذلك لا نخافنَّ إذا وجدنا أنفسنا عطشى من الداخل، مضطربين، وغير مكتملين، يتوقون إلى المعنى والمستقبل! نحن لسنا مرضى، بل أحياء! لنقلق بالأحرى عندما نكون مستعدين لكي نستبدل الدرب الذي علينا القيام به بأي نقطة إنعاش، طالما أنها تعطينا وهم الراحة؛ عندما نستبدل الوجوه بشاشات، والحقيقي بالافتراضي؛ وعندما، بدلاً من الأسئلة التي تمزّق، نفضل الإجابات السهلة التي تخدِر".
وأضاف البابا فرنسيس: "أيها الأصدقاء، اسمحوا لي أن أقول لكم: إبحثوا وجازفوا، إنَّ التحديات هائلة والآهات أليمة فى هذا المنعطف التاريخى، ولكن لنعانق خطر الاعتقاد بأننا لسنا فى عذاب، وإنما في مرحلة الولادة؛ لا فى النهاية، وإنما فى بداية عرض رائع، لذا كونوا روادَ "تصميم رقصة جديدة" تضع الإنسان فى المحور، كونوا مصمِّمين لرقصة الحياة، لقد كانت كلمات مديرة الجامعة ملهمة بالنسبة لى، لاسيما عندما قالت إن "الجامعة ليست موجودة لتحافظ على نفسها كمؤسسة، وإنما لكى تجيب بشجاعة على تحديات الحاضر والمستقبل".
البابا فرنسيس
جانب من اللقاء
جانب من زيارة البابا فرنسيس
زيارة البابا فرنسيس
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة