أصبحت شركة فاجنر، الشركة العسكرية الروسية الخاصة التى حاولت التمرد على الكرملين يونيو الماضى فى حالة من عدم اليقين بشكل أكبر منذ يوم الأربعاء، عندما توفى زعيمها يفجينى بريجوجين فى حادث تحطم طائرة.
وقالت السلطات الروسية أن اختبارات الحمض النووى، التى أجريت على الجثث التى تم انتشالها من الموقع فى منطقة تفير، أكدت أن بريجوجين وتسعة أشخاص آخرين مدرجين فى قائمة الطائرة لقوا حتفهم فى الحادث.
وفقا لصحيفة نيويورك تايمز، تحول الاهتمام إلى ما إذا كانت مجموعة فاجنر، التى بناها بريجوجين على مدى ما يقرب من عقد من الزمن لتصبح إمبراطورية عالمية أفادت موسكو ومحفظته الخاصة، ستموت فى النهاية أيضًا.
يقول المسؤولون الأمريكيون والغربيون أن الكرملين يدرس سبل إخضاع فاجنر لسيطرة مباشرة أكثر من الدولة الروسية، لكنه لم يتخذ أى قرارات نهائية بشأن ما يجب فعله مع المجموعة.
ومن غير المرجح أن ترغب روسيا فى تبديد المقاتلين المدربين والنجاحات الجيوسياسية والمصالح التجارية التى رعاها بريجوجين منذ تأسيس فاجنر فى عام 2014 وقد عملت جماعته فى 10 دول على الأقل.
وبحسب الصحيفة، إيجاد طريقة لتحييد منظمة مسلحة شكلت أحد أكبر التهديدات لولاية بوتين منذ 23 عاماً، مع احتفاظها أيضاً بقوتها القتالية وروابطها العالمية، هى مهمة صعبة، خاصة فى ضوء العداء بين الشركة العسكرية وقيادة وزارة الدفاع الروسية.
قال ألكسندر بوروداى، عضو البرلمان الروسى الذى عمل لفترة بالوكالة: "أعتقد أن شركة فاجنر، فى حد ذاتها، كهيكل، لن تكون موجودة على الأرجح"، وأضاف أن مقاتليها سيواصلون القتال وينضمون بالفعل إلى التشكيلات التطوعية، وكذلك الوحدات الرسمية، تحت قيادة القوات المسلحة الروسية.
قال اليد بوروداي: "هناك الكثير منهم إنه تدفق كبير. التدفق لم يبدأ بالأمس، ولن ينتهى غدا. يأتى الناس، وسيواصلون القتال، ولديهم الخبرة".
ومن الناحية النظرية، لا يزال بإمكان فاجنر العمل بدون بريجوجين وقائدها المؤسس، ديمترى ف. أوتكين، الذى أكدت السلطات الروسية أيضًا وفاته فى حادث تحطم الطائرة، ولدى المجموعة ما تصفه قنوات تليجرام التابعة لها بـ"مجلس القادة"، الذى يشرف على الأمور العملياتية يوما بعد يوم ولم يكن العديد من أعضاء المجلس على متن طائرة بريجوجين.
لم يظهر أى من قادة فاجنر علنًا أو يصدر بيانًا منذ الحادث، على الرغم من الوعود المتكررة بإعلان قادم على قنوات تيليجرام التابعة لفاجنر. ومن غير الواضح ما إذا كان هؤلاء القادة سيكون لديهم رأس المال السياسى الروسى لقيادة عملية فاجنر الأكبر، حيث من المحتمل أن تبدأ النخب الأخرى فى الصراع على أصول بريجوجين الأكثر ربحًا.
وفى نصب تذكارى مؤقت لقادة فاجنر الذين سقطوا بالقرب من الساحة الحمراء فى موسكو، قال المقاتلون الذين ذهبوا لتقديم احترامهم إنهم متأكدون من أن الشركة العسكرية الخاصة ستواصل العمل.
وقال متطوع فى فاجنر يبلغ من العمر 36 عاماً: "أوتكين وبريجوجين ليسا القيادة بأكملها إذا كنت تعرف البنية الداخلية لفاجنر، يمكنك فهم شيء واحد: خسارة واحد أو اثنين أو ثلاثة لن تؤثر على فعالية هذا التشكيل بأى شكل من الأشكال".
وقالت كاترينا دوكسسى، فى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إنها تتوقع أن يستمر النموذج الذى طوره بريجوجين – باستخدام منظمة شبه حكومية غامضة لتعزيز المصالح الدولية ولكن أيضًا القيام بأعمال تجارية – بشكل ما فى روسيا. لكنها اشارت إلى أن مثل هذه العمليات فى المستقبل قد تكون أكثر تفككا.
وقالت دوكسسي: "أحد الأشياء الكبيرة التى أظهرها التمرد فى يونيو كانت مشكلة بوتين فى السماح لشركة واحدة، ورجل واحد حقًا، باحتكار السلطة والمعرفة على كل هذه العمليات المختلفة من الممكن أن يكون هناك العديد من الجهات الفاعلة المختلفة التى تؤدى هذه الأدوار، بدلاً من احتكار واحد".
ومن المرجح أيضًا أن يضمن بوتين أن أى عمليات لاحقة ستتجنب هذا النوع من العداء مع القيادة العسكرية الروسية الذى زرعه بريجوجين.
وفى الكرملين نفسه، الإشارات لازالت غامضة بشان خطط بوتين لفاجنر فخلال اجتماع بعد التمرد فى أواخر يونيو، اقترح بوتين على قادة فاجنر مواصلة الخدمة تحت قيادة مختلفة غير بريجوجين، حسبما قال الشهر الماضى فى مقابلة مع صحيفة كوميرسانت الروسية إلا أن بريجوجين رفض هذا المقترح نيابة عن قادته.
وفى المقابلة نفسها، أوضح بوتين أيضًا أن فاجنر غير موجودة، لأن القانون الروسى لا يسمح بوجود شركات عسكرية خاصة. وقد أدلى المتحدث باسم الكرملين ديمترى بيسكوف بتصريحات مماثلة لاحقا، ومؤخراَ بعيد مقتل قائد فاجنر، دعا بوتين مقاتليه لحلف اليمين والالتحاق بالجيش.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة