فى الوقت الذى يعبر فيه مزيد من الأمريكيين عن استيائهم من كبار السن الذين يتنافسون على البيت الأبيض، يظهر مرشح شاب عمره 38 عاما، قادم من عالم الأعمال إلى عالم السياسة، يسعى لتكرار نجاح تجرية ترامب، عندما اقتحم السياسة بدوره عام 1916 قادما من عالم العقارات ليصل إلى البيت الأبيض. ويخوض القادم الجديد حملته تحت شعار "حركة ثقافية لبناء حلم أمريكى جديد للجيل المقبل"، مما جعل البعض يصفه بأنه نسخة مطورة من ترامب.
فيفيك راماسوامى، المتنافس على ترشيح الحزب الجمهورى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة 2024 مليونير، تقدر ثروته بمئات الملايين جناها من عمله فى مجال التقنية الحيوية، ولد فى أوهايو عام 1938 لأبوين مهاجرين من جنوب الهند، نشأ على الديانة الهندوسية، لكنه ذهب إلى مدارس كاثوليكية، ودرس الأحياء فى جامعة هارفارد قبل أن ينتقل لدراسة القانون فى جامعة يال.
ووفقا لوكالة رويترز، فقد عمل راماسوامى كمستثمر فى صناديق التحوط وقال أنه جنى عدة ملايين من الدولارات قبل أن يتخرج من جامعة يال. وفى عام 2014، أسس شركته الخاصة فى مجال التقنية الحيوية "رويفانت ساينس" والتى تشترى براءة الاختراع من الشركات الأكبر للأدوية التى لم يتم تطويرها وتسويقها بشكل كامل. واستقال من منصب رئيس مجلس الإدارة فى 2021. فى عام 2023، قدرت مجلة فوربس ثروة راماسوامى بحوالى630 مليون دولار.
وقال راماسوامى إنه كان تحرريا خلال دراسته الجامعية. فأثناء وجوده فى جامعة هارفارد، شارك فى أداء أغانى راب ذات أفكار ليبرالية تحت اسم "دا فيك". واستغل بعض مهاراته فى الراب فى حملته الانتخابية هذا العام. وادى أغنية إنيميم "اخسر نفسك" فى معرض ولاية أيوا هذا الشهر، وحقق انتشارا واسعا على السوشيال ميديا. وقال إنه صوت لشخص ليبرالى فى انتخابات 2004، لكنه لم يصوت فى أعوام 2008 و2012 و 2016. وقدم مساهمات لمرشحين جمهوريين وديمقراطيين. وقال إنه صوت لترامب فى انتخابات 2020.
فى السنوات الأخيرة، تحول راماسوامى إلى محافظ شرس. ففى كتابه الصادر عام 2021 بعنوان Woke,Inc، والذى حقق أفضل مبيعات، هاجم فيفيك قرارات بعض الشركات الكبرى لتأسيس استراتيجية العمل حول العدالة الاجتماعية ومخاوف تغير المناخ، وهاجم ما يعرف باسم Woke أو الوعى بالإساعة العنصرية باعتباره مؤثر سىء على العمل الجاد والرأسمالية والعقيدة الدينية والوطنية. ورفع هذا الكتاب أسهم راماسوامى بين المحافظين وبدا يتحول سريعا إلى نجم فى سماء اليمين.
وأعلن رامسوامى حملته للرئاسة فى فبراير الماضى فى الوقت الذى بدت أن فرصه ضئيلة للغاية. ورغم أنه لا يزال يتخلف فى استطلاعات الرأى، لكنه بدا يتفوق على كثير من منافسيه، ولاسيما حاكم فلوريدا رون ديسانتيس الذى يناضل حاليا من أجل الحفاظ على مكانه فى المرتبة الثانية خلف ترامب.
وكان راماسوامى مدافعا قويا عن ترامب مع سعيه لجذب أصوات المسيحيين الإنجيليين، والذين يمثلون قطاعا هاما من القاعدة الانتخابية للجمهوريين فى السباق التمهيدى. وعلى الرغم من أنه هندوسى، إلا أنه يقول للناخبين أن الولايات المتحدة قائمة على القيم المسيحية، والمسيحية اليهودية، ووصف نفسه بالقومى الأمريكي.
واستحوذ راماسوامى على الأضواء فى المناظرة الأولى للجمهوريين التى عقدت الأسبوع الماضى، وكان الرجل البالغ من العمر 38 عاما الذى لم يتوقع أحد وجوده بالمناظرة قبل أشهر قيلة مركز للمراحل الأكثر صخبا بالمناظرة. ورغم أنه كان يتخلف عن ترامب بفارق هائل فى استطلاعات الرأى، إلا أن استطاع أن يحقق صعودا مؤخرا، مما كان سببا فى جوده فى قلب منصة المناظرة بجوار ديانتس مباشرة.
وأدلى راماسوامى بتصريحات قوية خلال المناظرة، منها "أنا الشخص الوحيد على المنصة الذى لم يُشترى أو يدفع له أموال". وهاجم خصومه، ووصفهم بدمى للجان العمل السياسى الكبرى، والذين كانوا يستخدمون شعارات معدة مسبقا لمهاجمته.
وتقول أسوشيتدبرس أن راماسوامى بدا وكأنه يراهن على أن ناخبى السباق التمهيدى يفضلون قول شئ يبقى فى الذاكرة عن فعل هذا الشىء. لم يكن لدى منافسيه أى من ذلك.
اما عن سياسته، فتتسم بانها شديدة المحافظة. فهو يعارض التمييز الغيجابى ويدعم الحظر الذى تفرض الولايات على الإجهاض بعد ستة أشهر،، مع استثناء لحالات الاغتصاب وزنا المحارم وما إذا كانت حياة الأم فى خطر.
ويريد توسيع صلاحيات الرئاسة وتفكيك أغلب الحكومة الفيدرالية بما فى ذلك الإف بى أى ووزارة التعليم ووكالة الضرائب.
ويعارض راماسوامى أيضا عضوية أوكرانيا فى الناتو، ويقول أن كييف ينبغى أن تقدم تنازلات لروسيا لإنهاء الحرب، بما فى ذلم السماح لها بالسيطرة على أجزاء من أوكرانيا.
وينكر راماسوامى تغير المناخ ويراه مجرد خدعة. وكتب مؤخرا على تويتر يقول " قبل 40 عاما أخبرونا أن العصر الجليدى وشيك، والآن يقول لنا أن الاحتباس العالمى تهديد وجودى للبشرية، فأى منهما؟ لا شئ. أجندة تغير المناخ خدعة لأنها ليس لها علاقة بالمناخ، وإنما هى ترتبط للغاية بالإنصاف العالمى، بالسماح للصين للحاق بأمريكا. فنفس الناس الذين يحشدون ضد انبعاثات الكربون فى أمريكا لا يقولون شيئا على تحويل نفس الانبعاثات للصين، بينما يعارضون الطاقة النووية فى الداخل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة